براءة قناة التت من تهمة نشر الفاحشة

استمرارا لعجائب القضاء المصري الشامخ، قضت الدائرة الثانية جنح بمحكمة القاهرة الاقتصادية، اليوم، ببراءة بليغ حمدي، صاحب قناة “التت” للرقص الشعبي، بتهمة البث بدون ترخيص، وإذاعة الفاحشة والتحريض على الدعارة، وبث إعلانات وصور محظورة.

صدر القرار برئاسة المستشار مصطفي أبو الدهب وعضوية المستشارين سامح موسي أحمد عبد المحسن وأمانة سر محمد عمر.

وكان أسامة عبد العظيم الموكل بالدفاع عن المتهم قد دفع ببطلان التحريات، مؤكداً أن القناة على القمر الأردني “نور سات”، وتبث من البحرين، مشددًا على أنه لا يفترض تطبيق القانون المصري عليها، لأنها تبث من الخارج.

وقدم الدفاع شهادة من “النايل سات”، تؤكد أن قناة التت لا تبث من داخل مصر، وصورة بالإنجليزية من أصل العقد بين القناة وقمر الصناعي “نور سات”.

يذكر ان القضاء المصري قد اصدر حكما سابقا بغلق قناة الحافظ الدينية، والعديد من القنوات الاسلامية، وإلغاء الترخيص الصادر لشركة البراهين المالكة لقنوات الحافظ والناس والخليجية والبركة والصحة والجمال، وذلك بالحكم الذي اصدره المستشار حسونة توفيق نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشارين تامر عبد الله وشعبان عبد العزيز عبد الوهاب نائبى رئيس المجلس، وذلك فى الدعوى التى أقامها الممثل القبطي هانى رمزى ضد القناة قبل انقلاب 30 يونيو، والتى أكد فيها على أن الحافظ قد دأبت على التعرض له بمختلف العبارات والأوصاف التى من شأنها أن تحط من قدره فى المجتمع وتزدرى دينه ومعتقده، وانتهج القائمون على القناة أسلوب السب والقذف والتهديد وسيلة للهجوم القمىء دون التزام بأحكام القانون والدستور ودون مراعاة حقوق الآخرين أو ما يدعو إليه دين الإسلام السمح من كرم الأخلاق واحترام الأديان والرسل.

قالت المحكمة فى حيثيات حكمها إن القائمين على قناة الحافظ لم يلتزم أحد منهم بميثاق الشرف الإعلامى، كما لم تلتزم القناة بالموضوعية، وعمدت إلى استضافة عبد الله بدر وأمثاله ممن يزعمون أنهم دعاة، وبضاعتهم السباب، وحوارهم الطعن فى الأعراض، ونشر وإذاعة وقائع مشوهة مبتورة، وعدم احترام مشاعر المشاهدين، كما لم تراع أصول الحوار وآدابه، بل تضمن نموذجاً لا يمثل الإعلام الملتزم بالقيم المهنية رائدة الاستهتار بكرامة الإنسان، فجاء مشوباً بالكثير من الشوائب التى تعكس وتؤجج نزعات التعصب والتحيز، وتعمد إلى استعمال البث التليفزيونى فى كيل الاتهامات، وترويج الأقوال البذيئة، وعدم الالتزام بأخلاقيات مهنة الإعلام، والحط من كرامة الإنسان وحقوق الآخر ـ وانتهاك خصوصية الأفراد، وعدم مراعاة أسلوب الحوار وآدابه، واحترام حق الآخر فى الرد.

كما ذكرت المحكمة أن القناة دأبت على عدم الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية فى المواد الإذاعية وعدم الالتزام بميثاق الشرف للعمل الإعلامى فى الإذاعة المسموعة والمرئية وأخلاقيات الرسالة الإذاعية، وإهدار الالتزام بالقوانين المنظمة للبث الإذاعى والتليفزيونى، وانتهاك ضوابط العمل وميثاق الشرف الإعلامى التى أقرها مجلس إدارة المنطقة الإعلامية الحرة، وإسفاف وألفاظ نابية تؤذى مشاعر ملايين المشاهدين وتؤجج الفتنة بين طوائف الشعب.