Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الأحزاب الليبرالية تحت بيادة العسكر

أحزاب ليبرالية ثورة يناير.. تلك الاستفاقة المصرية العظيمة بعد خمول دام أكثر من ستين عامًا قد يكون خمولاً ثوريًّا أو بشكل أدق هو إرهاب دبابة عسكرية للشعب المصري، فمبارك كان عسكريًّا ومن قبله السادات عسكريًّا هو الآخر، وقد سبقهم جمال عبد الناصر العسكري، أكثر من ستين عامًا عاشتهم مصر في أحضان العسكريين نهبوا ثرواتها واغتصبوا خيراتها جعلوها في مؤخرة الأمم بعقليتهم التي لا تجيد إلا استخدام السلاح ضد شعوبهم فقط.



قامت الثورة معلنة إسقاط مبارك العسكري، ومع سقوط النظام وبداية استنشاق الشعب المصري لأولى نسمات الحرية بدأت الأحزاب تتكون، منها أحزاب ليبرالية وأخرى لها مرجعية إسلامية، الكل متفق على إعدام الدولة العسكرية والتأسيس لدولة مدنية ديمقراطية تُعلي مبادئ الحرية والعدالة وتحفظ كرامة الشعوب.



كانت الأحزاب المدنية أعلى الأصوات التي نادت بتأسيس الدولة المدنية وإرساء مبادئ الديمقراطية الحديثة في الفترة الانتقالية ولكن سرعان ما تحولت هذه الرغبة إلى عكسها تمامًا بعد أن جاءت أول تجربة ديمقراطية حقيقية في تاريخ مصر على غير ما يريدون فبدأت هذه الأحزاب التودد لأعدى أعداء الدولة المدنية وهم العسكر، مطالبين العسكر بالانقلاب على رئيس الثورة، وأول ما أسفرت عنه نتائج الديمقراطية.



الشيء الذي يلفت النظر على الساحة المصرية بعد انقلاب 3 يوليو هو ردود أفعال هذه الأحزاب التي تدعي المدنية حول احتمالية ترشح السيسي قائد الانقلاب العسكري لرئاسة الجمهورية



ففي شهر أكتوبر 2013 خرجت جبهة الإنقاذ والتي تعتبر نفسها وصي على الأحزاب المدنية المصرية مباركة ومهللة لترشح هذا العسكري، وأنه في حال ترشحه سيتم دعمه بقوة.



أما حزب الوفد وهو أبو الليبرالية المصرية فقد أكد في تصريح رسمي له عبر موقعه الإلكتروني في سبتمبر 2013 على أنه لا بد من وجود دستور قوي يضمن مدنية الدولة من أجل تحقيق الديمقراطية



إلا أن طارق سباق عضو الهيئة العليا للحزب أكد في تصريحات له أول أمس عقب إعلان المجلس العسكري عن تفويض السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية على أن السيسي سيمتثل لإرادة الشعب، كما شدد على أن مصر بالفعل بحاجة إلى شخصية توافقية مثل الفريق السيسي.



أما عن حزب المصريين الأحرار ففي يوليو 2011 دعا الحزب إلى تشكيل ائتلاف وطني من الأحزاب، والقوى السياسية التي تنادي بمدنية الدولة، وذلك لتوحيد الصف حول القواعد الحاكمة للدستور. على أن يتم إعلان أسماء الأحزاب والقوى السياسية التي انضمت إليها, مؤكدًا أن المطلب الأول لثورة يناير هو الدولة المدنية.



وقد ناقض الحزب نفسه عندما قال شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، أنه بخصوص دعم المصريين الأحرار للمشير عبد الفتاح السيسي كمرشح رئاسي أكد وجيه في تصريح لصحيفة الدستور؛ أن القرار سوف تتخذه الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، مشيرًا إلى أنه سيكون في صالح دعم السيسي.



وقالت القيادية بحزب المصريين الأحرار مارجريت عازر في تصريحات سابقة إنه ليس ذنب السيسي كونه بطلاً شعبيًّا.



جمعتهم مدنية الدولة وأيضًا عسكرتها

في أكتوبر 2011 أدلى الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بتصريح مفاده وجود اختلافات في الوجهات الاقتصادية بين أحزاب الائتلاف الذي تم تكوينه إلا أن نقطة الاتفاق الوحيدة التي جمعتهم هي تأكيدهم على مدنية الدولة، وذكر أيضًا أن برنامج الحزب برنامج توافقي ينادي بالدولة المدنية الحديثة ودعامتها العدالة الاجتماعية.



وقد ناقض الحزب نفسه عندما صرح عاطف عدلي مسئول الإعلام التنفيذي للحزب عقب الإعلان عن احتمالية ترشح السيسي للرئاسة أن هذا القرار أن صح فقد جاء في وقته، مضيفًا أن الظروف التي تمر بها البلاد لا تسمح لرئيس مدني أن يتولى أمرها.
سياسة | المصدر: إخوان أون لاين - يحيي السحيمي | تاريخ النشر : الخميس 30 يناير 2014
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com