خطاب أوباما هو نعي أمريكي مبكر لحقبة الربيع العربي

تصريحات أوباما الأخيرة ليست موجهة إلى مصر بالضرورة، بل هي تحاول أن تضع إطارا عاما لما هو آت.. هي رسالة ضمنية للشعوب: لسنا معكم، مصالحنا –حاليا- مع الأنظمة..
هي "مبدأ أمريكي جديد" بمكن أن نطلق عليه "مبدأ أوباما"..
هذا المبدأ يُقصي "الديمقراطية" صراحة، كهدف عند التعامل مع دول العالم العربي، أو ربما هو "نعي أمريكي مبكر" لحقبة الربيع العربي..
أوباما يعلن العودة إلى مرحلة "ما قبل البوعزيزي"..
خطاب أوباما إبان ثورة يناير، كان يتحدث عن الشعوب وعن الديمقراطية،
لكنه في 2013م، أصبح يتحدث عن المصالح والأنظمة..
فهل كانت الأهداف ثابتة، والتغير فقط في الخطاب؟..
أعتقد أنها كانت مسألة رهانات، وقد غَيَّر الشعب- أو جزء كبير منه- رهانه من يناير إلى يوليو..
ولهذا كاد أوباما أن يقولها في خطابه: لماذا نتمسك نحن بالديمقراطية، بينما لديكم شعوب لا تتمسك بخياراتها؟..
لقد اكتشف أوباما أن الاستبداد يمكن أن يكون له شعبية في بلاد العرب..
فتغيرت الرهانات الأمريكية..
قد يكون ما حدث مجرد فيلم أو مسرحية، لكن لا يمكن أن نغفل عن حقيقة أن ملايين الأشخاص يلعبون دور الكومبارس في هذا الفيلم، وبدون أجر..
المشكلة فينا، والحل بأيدينا..
عبارة"الشعب يريد.." لا تزال هي الحاكمة، حتى أنهم لم يجدوا مخرجا منها إلا عن طريقها، لكنهم صاغوها هكذا: "الشعب يريد إسقاط ما أراد"..
المشكلة إذن في تحديد "ما يريده الشعب"..
لقد قصرنا كثيرا وأخطأنا عظيما وأهملنا جسيما، في توعية الشعب بما يتوجب عليه إرادته، وتركنا الآخرين يتلاعبون به..
الحل بسيط في صياغته: فلنذكر الشعب بإرادته الحرة، لا المبرمجة..
كلمة أخيرة: أمريكا تبذل جهدا كبيرا للتأثير في النظام العربي، لكنها في النهاية تتعامل مع الطرف القوي على الأرض.