مكرونة الجيش لحل المشاكل الاقتصادية

قال الكاتب الأمريكي دانيال بيبس، إن الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري - الذي من الواضح أنه من يدير مصر منذ الثالث من يوليو الماضي -، يواجه تحديين كبيرين أحدهما يتمثل في التيار الإسلامي الذي يحارب من أجل استعادة السلطة التي فقدها حالياً، والآخر هو الاقتصاد.

وأضاف ''بيبس'' في مقال له تحت عنوان ''إصلاح الاقتصاد المصري: لا للمزيد من المكرونة العسكرية'' يوم الخميس الماضي، في صحيفة ''ناشيونال ريفيو أونلاين'' الأمريكية، ''البلد التي تشتهر بأنها سلة الخبز لنهر النيل تستورد حالياً 70 بالمئة من احتياجاتها من المواد الغذائية، والأمر الأسوأ أن انخفاض الإيرادات معناه أنه لن يكون هناك أموال - بخلاف بعض الهدايا من المملكة العربية السعودية وبعض الحكومات الأخرى - لتجنب المجاعة''.

وتابع: ''بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال يلوح في الأفق بانخفاض حصة مصر من مياه النيل، فماذا عليها أن تفعل؟''.

ويرى الكاتب أن مصر تملك خياراً واحداً لكسر أواصر الفقر، وهو انسحاب الجيش من الاقتصاد، منوهاً إلى أنه من المعروف أن الجيش المصري يتحكم في ما بين 25 بالمئة و40 بالمئة من الاقتصاد، كما منتجاته من السلع الاستهلاكية تتراوح ما بين الكمبيوترات المحمولة، والتليفزيونات ذات الشاشات المسطحة، وماكينات الخياطة، والثلاجات وأغطية الطاولات، وزجاجات غاز البوتان، وزيت الزيتون، والمياه المعدنية، والسياحة والعقارات والغاز، والطاقة، كما أن القوات المسلحة تمتلك وتدير ما لا يقل عن تسعة مصانع للمكرونة.

وأشار إلى الجيش ينمو بشكل كبير بسبب ''المعاملة الضريبية التفضيلية، والعمل المدعوم، الوضع فوق القانون، والعديد من المزايا الأخرى، كما أن شركاته تعمل بالأنظمة الاشتراكية منذ وقت طويل".

وأوضح أن الاقتصاد المصري يستطيع فقط أن ينهض إذا امتلك ''السيسي'' الشجاعة لكي يخبر زملائه أن القوات المسلحة عليها أن تترك ''المكرونة'' والأنشطة الاقتصادية الأخرى بحيث يستطيع المصريين بناء اقتصادهم الخاص.

وقال الكاتب: ''أنه من غير المتخيل أن يفعل الجيش ذلك طواعية، بسبب وجود ضباط اعتادوا على الحياة الجيدة، وكثرة المال، ووفرة من مقدمي الخدمة المجانية''.

ولفت إلى أن هذه الرسالة هي واحدة من أكثر الموضوعات أهمية التي يمكن أن تناقشها الحكومات الأجنبية عند مقابلة السيسي والقادة العسكريين.