Akhbar Alsabah اخبار الصباح

نريد رئيسا ً مدنيا ً يحمل وسطية الإسلام

وسطية الإسلام هاج الكثيرون وماجوا وأقسموا قبل الانتخابات الرئاسية أنها لن تتم وإذا تمت فسوف تزور .. ولكن حدث العكس تماما ً.. وأشاد كل المراقبين المصريين والأجانب وفريق كارتر بنزاهة وحيادية المرحلة الأولى ورغم ذلك لم نسمع كلمة اعتذار من هؤلاء ولم نسمع أحدهم يقول أخطأت التقدير أو أسأت الظن .. مراهنين جميعا ً علي ذاكرة الشعب المصري الضعيفة والزهايمر الذي أصاب ذاكرته التاريخية .

نتائج الانتخابات النزيهة أشبه بحكم المحكمة النزيهة ينبغي علي جميع الفرقاء قبوله.. حتى وإن لم تكن في صفه أو موافقة لهواه .. وإلا فلن تنجح التجربة الديمقراطية المصرية في الوصول إلي بر الأمان.

على الإسلاميين والقوى الثورية أن يلوموا أنفسهم قبل أن يلوموا غيرهم على نتيجة الانتخابات الرئاسية.. فمجموع الأصوات التي حصل عليها مرسي وأبو الفتوح وحمدين كانت تكفي لحسم الجولة لصالحهم لو توافقوا على أحدهم .. ولكنهم قدموا مصالحهم الحزبية والشخصية على مصالح الوطن فخسروا المصلحتين معا ً .

الانفلات الأمني وتعطل السياحة والإضرابات والمظاهرات المتكررة بغير ضرورة وحصار السفارات والشتائم التي وجهت للسفراء وحصار المؤسسات السيادية كل ذلك صب في مصلحة شفيق .. وكل خطأ وقع فيه الإسلاميون في الفترة الانتقالية بدء ً من مشكلة البلكيمي ودعاوى الانتقام المتكررة من الجيش والشرطة .. وانتهاء ً بتكوين تأسيسية الدستور صب في خانة شفيق.. وكأن بعض الثوار والإسلاميين دعموه دون أن يشعروا.

كل خطأ وقع فيه الثوار أو الإسلاميون في الفترة الانتقالية صب في خانة الفريق شفيق.. وعلينا قبل أن نلوم الذين صوتوا لشفيق أن نستدرك هذه الأخطاء ولا نقع فيها مرة أخري الآن ومستقبلا .

الآن ليس أمام الإسلاميين خيار سوي دعم د/ محمد مرسي .. لأنه يتبع المشروع الحضاري الإسلامي الذي نتوق إليه جميعا ً .. فضلا ً عن أنه رجل مدني .. وإذا لم ندعمه بقوة فإن المشروع الإسلامي الحضاري الوسطي سوف يفقد الفرصة الرابعة كما ضاعت الفرص الثلاث الأولي من قبل .. و ستعود الديكتاتورية العسكرية مرة آخري لحكم مصر بعد أن فشلت في إقامة دولة عصرية حديثة ديمقراطية قوية اقتصاديا ً وسياسيا ً وتقنيا ً.. ترعي الحريات العامة وحقوق الأقليات .. تحقق العدل السياسي والاجتماعي.

هناك حالة ابتزاز مرضية للإخوان لكي يتنازل د/ مرسي لآخرين أقل منه كفاءة وأصواتا ً من أجل الوفاق الوطني مستغلين حاجة الإخوان الماسة لغيرهم في هذا التوقيت الحرج .. وهل يتنازل صاحب الأصوات الأعلى للأدنى.. أم يتواضع الأخير ويقبل المشاركة .. وإلا غرقت السفينة بالجميع .. وإذا ساد الابتزاز الحياة السياسية المصرية بهذه الطريقة الفجة فسوف ينهار ما تبقى من قيم لدى السياسيي.

" إلا العنف " عنوان رسالتي إلي المصريين عامة والإسلاميين خاصة إذا أرادوا أن تسير سفينة الوطن إلي شاطئ الأمان .. ويمكننا استخدام باقي الوسائل السلمية وما أكثرها في رد الظلم ونصرة المظلوم وإقامة الحق .

أما العنف فسوف يقلب الطاولة على الإسلاميين وحدهم دون سواهم .. ويحولهم من خانة السياسيين المشاركين في الحكم إلي خانة الإرهابيين الذين تستضيفهم السجون.. أما الذين يتنادون الآن بالويل والثبور وعظائم الأمور فسوف يتركون الإسلاميين غرباء وحدهم في السجون والمعتقلات.. ويلومون الإسلاميين على تعجلهم باستخدام العنف.
إسلامنا | المصدر: بقلم د/ ناجح إبراهيم | تاريخ النشر : الثلاثاء 12 يونيو 2012
أحدث الأخبار (إسلامنا)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com