استراتيجيات خطاب الرئيس

بني الرئيس لغة وشكل الخطاب عن طريق توجيه الرسائل الذهنية التالية في لا وعي المتابعين..

- تشويه الخصوم ( ربط مظاهرات ٣٠ يونيو بالفلول، وذكر أسماء بعينها تبقى لفترة طويلة في أذهان الناس بخلفياتها المعادية للثورة والمرتبطة بفساد النظام السابق).

- طمأنة المؤيدين ( الجيش معانا، وأنا مسيطر على الموقف.. ما تخافوش وخليكم في ظهري).

- ارهاب الاعلاميين ( القضاء العسكري لمن يتعرض لي فأنا القائد الاعلى للقوات المسلحة- أصحاب الفضائيات متهربون من الضرائب ولذلك يهاجموننا.. الخ).

- تحييد المترددين ( أنت ها تطلع المظاهرات دلوقت عشان ايه؟ كل الخيوط معاي.. وكل الحلول عندي.. والمعارضة هي اللي بتعطلنا)

- استقطاب العوام ( زيادة الرواتب - تثبيت العقود - اسقاط الديون .. الخ... ولسه الخير كثير قدام لو كملنا..)

- استعطاف الغاضبين ( أعتذر عن مشكل الكهرباء والبنزين وأعمل علي حلها، الفاسد معشش في كل حتة.. وأنا والناس معايا بنبذل كل جهد عشانكم.. تعاونوا معي لابعاد الفاسدين).

- تشتيت المتابعين ( الخطاب الطويل الخالي من المفاجآت العنيفة والمستفزة.. لخبط المتجمعين في التحرير.. فمعرفوش يهاجموه علي ايه.. وانصرفوا بغضب محدود وخيبة أمل).

- تيئيس الرافضين ( انتخابات رئاسية انسوا.. تغيير وزارة مش ها أغير.. نائب عام ها يكمل..)

- ذر الرماد في العيون ( لجنة تعديل الدستور - تقريب الشباب في المناصب القيادية - شرطة مكافحة البلطجة.. الخ).

هذه الاستراتيجيات - بغض النظر عن تقييمنا الأخلاقي والواقعي لها- نجحت في تفريغ القوة الدافعة للحشد في تظاهرات المعارضة... وفي تحجيم القبول الشعبي العارم لها، وفي إفشال ربطها ذهنياً بالمظاهرات لاسقاط مبارك وهو ما عملت عليه المعارضة لشهور طويلة.. فالمسرح مختلف واللاعبون مختلفون، والجمهور مختلف.
....

ما أتصوره أن المعارضة والاعلام لن يسكتوا.. وسيعملون علي افتعال أية أحداث ساخنة في اليومين القادميين لاعادة إشعال فتيل الغضب.. وطريقهم لذلك لن يكون سهلاً ولا سلمياً ولا شريفاً.

حفظ الله مصر من كل سوء وألهم أهلها طريق الرشاد.