Akhbar Alsabah اخبار الصباح

المجلس العسكري وأمريكا في محاولات إجهاض الثورة

إجهاض الثورة عاش المصريون ربيع عربي تحول إلى ثورة! وظنوا أنهم فازوا بذلك! وكان المصريون منتهى البهجة واحتفلوا. ولكن فجأة اختفت الثورة! ويبدو الآن أن الثورة كانت مثل خدعة الساحر: "تراها الآن، ولا تراها الآن!".

ماذا حدث؟
لقد تم احتواء (اختطاف الثورة)، من قبل المجلس العسكري امتثالا لطلب الولايات المتحدة باحتواء ما قد يلحق من ضرر لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط،

كان الرئيس السابق حسني مبارك تعهد بعدم الاستقالة خلال الاحتجاجات الواسعة والمستمرة وكانت الولايات المتحدة تخشى قيام انقلاب عسكري من قبل صغار الضباط كما حدث في عام 1953 بقيادة جمال عبد الناصر، ولمنع هذا فقد أمرت الولايات المتحدة الجنرالات بالإطاحة بمبارك، وقد ظهر مبارك عقب ذلك في حالة نفسية سيئة على الشاشة حين تم اصطحابه لطائرة هليكوبتر عسكرية تحت حراسة لوضعه قيد الإقامة الجبرية في استراحته بمنتجع بسيناء.

ثم ظهر نائبه عمر سليمان على شاشة التلفزيون ليقول للمصريون أن الرئيس مبارك قد تنحى من منصبه، وهو ما لم يحدث فى الواقع، ولكن المجلس العسكري الحاكم طالب مبارك بالحفاظ على الهدوء أو السجن مدى الحياة، كانت هناك محاكمة هزلية قصيرة بينما مبارك حتى الآن لم يمس (و يقال) أنه يستمتع بروعة فيلته فى سيناء.

لماذا استجاب الجنرالات للأوامر من الولايات المتحدة؟
1- بدون أسلحة الولايات المتحدة، والمستلزمات، والتمويل وقطع الغيار سيصبح الجيش المصري بلا غطاء.
2- لقد ساعدت الولايات المتحدة جنرالات الجيش المصري على السيطرة على قطاع واسع من الصناعات التي يقدر خبراء بنحو 20٪ من الاقتصاد المصري (وفى تقديرات أخرى بالضعف وهذا ما يجلهم فى غنى أمراء السعودية كرد لجميل علاقاتهم والتبعية للولايات المتحدة. من ثم هل فى إمكانهم الفعل بدون ما تقدمه الولايات المتحدة من الأسلحة والمال؟ لا فلديهم القليل من النفط والغاز الطبيعي. كما أن اعتمادهم على الولايات المتحدة مماثل لاعتماد حميد قرضاي والحكومة الأفغانية إلا أنه لا يوجد لديهم تمرد طالبان للتعامل معه!

عندما أمرت الولايات المتحدة المجلس العسكري المصري بإسقاط مبارك فإن الولايات المتحدة كان لديها خطط أخرى "لتحقيق الاستقرار في مصر"، وهو تعبير عن كناية ملازمة لتخريب الثورة والحفاظ على الوضع الراهن كما هو، وعلى الفور خصص الكونغرس الأمريكي الكثير من ملايين الدولارات لتمويل المنظمات غير الحكومية، مثل المعهد الجمهوري الدولي، المعهد الديمقراطي الوطني، وبيت الحرية بالتزامن مع المنظمات الأوروبية غير الحكومية الأخرى، والتي مهدت الطريق لشيطنة الثورة المصرية، وعندما بدأ بعض المصريين يتساءلون لماذا لم تكن هذه المنظمات غير حكومية الأجنبية غير متواجدة أو كان لها حضور لتعزيز الديمقراطية خلال 30سنة من حكم مبارك الاستبدادي، بينما الآن هم يملئون مصر، في العام المصري ألقى القبض على سام لحود، نجل وزير النقل الأمريكي كستار دخان ليبين المجلس العسكري للمصريين أن الأجانب لن يكون لهم دور فى تشكيل مستقبل مصر، ولكن الأجانب (الولايات المتحدة) لن يبالوا وسيفعلون ذلك بوفرة من المال الولايات الأمريكي ودعم من المنظمات غير الحكومية ودعم كامل من المجلس العسكري، فقد صعد رئيس وزراء حسني مبارك أحمد شفيق السابق إلى القمة.

"لقد قلبت الولايات المتحدة الثورة المصرية مثلما تقلب قطعة نقود، فقد توارى جانب مبارك وصعد جانب شفيق وخرجت الولايات المتحدة فائزة بالرهان، والهدف النهائي؟ منع مصر من أن تصبح جمهورية إسلامية مثل إيران.
جهود الولايات المتحدة لاختطاف الثورة المصرية ليست الأولى بل هي الثانية بعد جهد مماثل فى اختطاف الثورة الليبية من خلال إجبار المجلس الوطني الانتقالي على تعيين اثنين من المواطنين الأمريكيين من أصول ليبية وهم محمود جبريل
رئيسا للوزراء، وخليفة هفتار القائد الأعلى للجيش الليبي الجديد، ولقد تم طردهم من مناصبهم بعد أن كشفهم كاتب هذه المقالة في ديسمبر الماضى 2011 على مدونة هنا وعلى صفحات الفيس بوك وراديو 17 في ليبيا وعدد من الصحف العربية، في أعقاب ذلك طالب قادة المتمردين فى ليبيا بإقصائهم وتبادل عبد الحكيم بلحاج أحد قادة المتمردين الذي استولى على طرابلس من قوات القذافى والذي يزعم أنه تعرض للتعذيب من قبل وكالة الاستخبارات المركزية CIA في بانكوك، تايلاند، إطلاق النيران مع خليفة حفتار عندما حاول السيطرة على مطار طرابلس. وطالب بلحاج بإقالة حفتار وأضطر المجلس الانتقالى للرضوخ لذلك.
و على عكس ليبيا ففى حالة مصر لا يوجد قادة من المتمردين لإنقاذ الثورة، فبعد أن أزاح قادة مصر العسكريين مبارك وسيطر على مقاليد الأمور لنفسه.
المصريون فى غليان الآن ضد المجلس العسكري الحاكم ولكن المجلس العسكري الحاكم يقوم بتكسر جماجمهم وعظامهم تحت ذريعة الاستقرار، المشير حسين طنطاوي هو اوغوستو بينوشيه الجديد للولايات المتحدة في القاهرة، واختيار الولايات المتحدة للرئاسة المصرية هو أحمد شفيق.
خلال الصراع بين صربيا وكوسوفو قال السناتور الأمريكي جون ماكين للصحفيين: إن (الولايات المتحدة) هي قوة عظمى ونحن لا يمكن أن يخسر وتماما فإن الولايات المتحدة "لا يمكن أن تخسر" في مصر على حد سواء.

لقد أمسكت الولايات المتحدة بخناق المجلس العسكري وضغط المجلس العسكري بمصالحه وبذراعه الغليظة على خناق الثورة.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الخميس 07 يونيو 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com