أميركا تكشف عن عتاد جديد تقدمه لأوكرانيا لأول مرة

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستمنح أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية تشمل عتادا مخصصا للعمليات الهجومية، في وقت تضاربت فيه الأنباء بشأن مصير مدينة باخموت بإقليم دونباس.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الجمعة إنها ستنقل معدات عسكرية إلى أوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار تلبية للاحتياجات الأمنية والدفاعية الطارئة.

وتتكون حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا بشكل أساسي من الذخائر، وتتضمن لأول مرة جسورا تكتيكية مدرعة تساعد الدبابات والعربات المدرعة على عبور الأنهار والخنادق.

ومن شأن هذه الجسور المدرعة أن تساعد أوكرانيا على شن هجوم مضاد خلال الربيع الحالي لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية، لا سيما مع بدء تسلمها دبابات غربية حديثة بينها دبابات "ليوبارد" الألمانية.

ونقلت وكالة رويترز عن جاك واتلينغ، الباحث الكبير في المعهد الملكي للخدمات الموحدة ومقره لندن أن "الجسور الهجومية ضرورية لعمليات الأسلحة المشتركة. فهي تسمح للمركبات المدرعة بعبور الأنهار الضيقة والخنادق التي من شأنها أن تتسبب في إبطاء قوة كاملة".

وقال واتلينغ إن "الأهم من ذلك، أن الجسور ضرورية فقط للعمليات الهجومية مما يظهر أن الولايات المتحدة تعد أوكرانيا لمواصلة استعادة أراضيها".

وحتى الآن قدمت الولايات المتحدة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 32 مليار دولار، وشمل ذلك أسلحة متطورة على غرار منظومة "هيمارس" الصاروخية.

دعم مستمر لأوكرانيا

وبالتزامن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة إن الولايات المتحدة وألمانيا تتحركان بخطى ثابتة لتقديم المساعدات لأوكرانيا وتقوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأضاف بايدن خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتز بالبيت الأبيض إن برلين قدمت لكييف دعما عسكريا كبيرا.

من جهته، قال شولتز إن عمل بلاده عن كثب مع واشنطن من أجل تقديم المساعدات لأوكرانيا كان مهما، وإنه بعث رسالة مفادها أن البلدين سيواصلان دعم أوكرانيا مهما كلف الأمر.

وفي حين تسعى كييف للحصول على طائرات مقاتلة لوقف تقدم القوات الروسية، أعلن البيت الأبيض الجمعة أن تزويد أوكرانيا بمقاتلات إف-16 (F-16) ليس موضوعا رئيسيا في المحادثات بين الرئيس الأميركي والمستشار الألماني.

من جانبه، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما وصفها بتنازلات لدول أوروبية لم يسمها تجعل من الصعب تحقيق نصر سريع لبلاده.

وفي مؤتمر صحفي مع رئيس لاتفيا إغيلس ليفيتس بمدينة لفيف (غربي أوكرانيا) أمس الجمعة، قال زيلينسكي إن الروس يتجاوزون العقوبات ويساعدهم في ذلك دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، حسب تعبيره.

جبهة باخموت

ميدانيا، تواصل مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية بإسناد من الجيش الروسي تشديد الخناق على مدينة باخموت الواقعة شمالي مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا).

وقال رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين أمس الجمعة إن باخموت -التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألفا- أصبحت محاصرة بشكل شبه كامل، وإن هناك طريقا واحدا فقط لخروج القوات الأوكرانية.

وفي مقطع مصور تحدث فيه عن المعارك، وقالت وكالة رويترز إنه صور على بعد 7 كيلومترات شمال باخموت، دعا بريغوجين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى سحب قواته من المدينة في أقرب وقت.

كما دعا يان غاغين، نائب حاكم دونيتسك الموالي لروسيا، القوات الأوكرانية إلى الانسحاب من مدينة باخموت، قائلا إن الجيش الأوكراني يؤمن عملية سحب قوات النخبة والقوات الخاصة باستخدام ما سماها قوات التعبئة.

وأفاد موقع ريبار العسكري الروسي بأن مجموعة فاغنر تقترب من قطع آخر طرق إمدادات الجيش الأوكراني في المدينة الإستراتيجية، التي تشتهر بمناجم الملح والجبس، واتهمت المجموعة الروسية الجيش الأوكراني بتدمير البنى التحتية لإعاقة تقدمها في المدينة.

ووصلت وحدات فاغنر إلى الطريق الرابط بين باخموت وتشاسوف يار بعد تراجع القوات الأوكرانية، وتدور معارك ضارية على المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة التي تتعرض لهجمات روسية مستمرة منذ الصيف الماضي، مما تسبب في تدمير أجزاء كبيرة منها.

وفي المقابل، وصف قائد في الحرس الوطني الأوكراني الوضع في باخموت بالحرج، مشيرا إلى معارك تدور على مدار الساعة.

ووسط دعوات من بعض المسؤولين الأوكرانيين للانسحاب من باخموت، قال قائد اللواء الميكانيكي 28 بالجيش الأوكراني يوري ماديار إن وحدته الاستطلاعية تلقت أمرا بالانسحاب من المدينة.

من جهتها، قالت وكالة رويترز إن الجيش الأوكراني يرسل المزيد من التعزيزات إلى جبهة باخموت، في إشارة إلى أنه لا ينوي الانسحاب من المدينة، في وقت يعمل الجنود الأوكرانيون على حفر خنادق جديدة غرب المدينة.

وأضافت الوكالة أن القوات الروسية تقصف الطرق التي تؤدي إلى خارج باخموت من جهة الغرب، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تعمل على إصلاح الطرق المتضررة.

ووسط المعارك الضارية، زار قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي باخموت مجددا أمس الجمعة، وبحث مع القادة الميدانيين تعزيز خطوط الدفاع عن المدينة.

ملاجئ محصنة

على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أمس الجمعة إنه تم إنشاء ملاجئ خرسانية بعمق كافٍ لمنع الصواريخ والطائرات المسيرة من الإضرار بشبكة توزيع محطات الطاقة.

وأضاف شميهال أنه تم تجهيز المحطات بأنظمة دفاع مضادة للطائرات والصواريخ لحمايتها من الهجمات الروسية، وأن بلاده تستعد بالتعاون مع المحاكم الدولية لتقديم ملف لمعاقبة روسيا، وكذلك إيران لتزويدها موسكو بالطائرات المسيرة، وفق قوله.

وكانت أوكرانيا تعرضت في الأشهر الماضية لموجات من القصف الروسي استهدف بالخصوص منشآت الطاقة، مما أدى إلى قطع الكهرباء والمياه عن مناطق كثيرة في البلاد.