Akhbar Alsabah اخبار الصباح

القوات الأوكرانية تدخل مدينة خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية

مدينة خيرسون أعلن الجيش الأوكراني أنه دخل إلى خيرسون المدينة الرئيسية في جنوب البلاد بعد انسحاب القوات الروسية، في حين أعلنت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون تحويل مدينة غينيشيسك إلى عاصمة إدارية مؤقتة للمقاطعة بدل مدينة خيرسون.

وعُزف النشيد الوطني الأوكراني في خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية أمس الجمعة من المدينة، وكانت خيرسون أول مدينة سقطت في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.

وقد شهدت العاصمة كييف احتفالات إثر إعلان دخول قواتها المسلحة مدينة خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية من الضفة الغربية من نهر دنيبرو، وردد المحتفلون هتافات التأييد لوحدة الأراضي الأوكرانية ودعم القوات المسلحة التي قالوا إنها تحقق انتصارات متتالية في جبهات القتال.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي استعادة المدينة "يوما تاريخيا"، قائلا إن قوات عسكرية خاصة أصبحت داخل مدينة خيرسون في جنوب البلاد بعد إعلان روسيا انسحاب قواتها منها، وكتب زيلينسكي على تليغرام "اليوم يوم تاريخي، نحن نستعيد خيرسون".

وأوضح "في الوقت الراهن مدافعونا موجودون في ضواحي المدينة، لكن قوات عسكرية خاصة موجودة في المدينة".

ولوّح زيلينسكي برمز تعبيري لعلم أوكرانيا ومشاهد التقطها هواة من المدينة تُظهر القوات الأوكرانية تتجمع مع سكان المدينة.

وأظهر مقطع نشره زيلينسكي وقال إنه صُوّر من خيرسون جنودا أوكرانيين يقولون إنهم من "اللواء 28″، فيما سُمع حشد يهتف "في سي يو" (VCU)، وهي اختصار للقوات المسلحة الأوكرانية.

الحرب مستمرة

بدوره، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم السبت أن "الحرب مستمرة"، بعد استعادة مدينة خيرسون من الجيش الروسي.

وخلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على هامش قمة رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كمبوديا أكد كوليبا أن أوكرانيا تواصل الكفاح من أجل تحرير أراضيها.

وقال كوليبا "نحن ننتصر في معارك، لكن الحرب مستمرة"، مضيفا "أدرك أن الجميع يريدون أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، ونحن بالتأكيد من يريد ذلك أكثر من أي طرف آخر".

وتابع "ما دامت الحرب مستمرة ونرى روسيا تحشد مزيدا من المجندين وتجلب مزيدا من الأسلحة إلى أوكرانيا فسنواصل بالتأكيد الاعتماد على دعمكم المستمر".

وحث كوليبا رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان عدم لجوء روسيا إلى أسلوب التجويع في ما يتعلق بشحنات الحبوب الأوكرانية إلى السوق العالمية.

وقال كوليبا -في مؤتمر صحفي على هامش قمة آسيان- إن نظيره الروسي سيرغي لافروف لم يطلب الاجتماع معه، وإن على روسيا التعامل مع جميع المفاوضات بحسن نية.
إشادة أميركية

وأشاد البيت الأبيض اليوم السبت بما عده "نصرا استثنائيا" لأوكرانيا بعد استعادة قواتها مدينة خيرسون.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافة "يبدو أن الأوكرانيين حققوا لتوهم انتصارا استثنائيا، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني، وهذا أمر رائع جدا".

ورأى سوليفان أن انسحاب القوات الروسية ستكون له "تداعيات إستراتيجية أوسع"، مضيفا أن الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لتقديم المساعدة الأمنية لأوكرانيا، لتكون في أفضل وضع ممكن في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات.

وأكد أن روسيا تضاعف جهودها لضم الأراضي الأوكرانية، وهذا ليس علامة على الجدية في التفاوض، حسب تعبيره.

وقال إن أمر التفاوض متروك لأوكرانيا لتقرر متى وكيف تريد التفاوض مع روسيا، وإن بلاده لن تضغط على الأوكرانيين ولن تملي عليهم ما يجب أن يفعلوه.

وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية كتبت على فيسبوك في وقت سابق "خيرسون تعود إلى السيطرة الأوكرانية، وحدات من القوات الأوكرانية تدخل المدينة"، داعية الجنود الروس الذين بقوا في المدينة إلى "الاستسلام فورا".

ويعد انسحاب الجيش الروسي من خيرسون الثالث من حيث الحجم منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، إذ اضطرت روسيا إلى التراجع في فصل الربيع، في محاولة للسيطرة على كييف في مواجهة مقاومة شرسة من الأوكرانيين، قبل طردها من منطقة خاركيف بشكل شبه كامل في سبتمبر/أيلول الماضي.

كما رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر بـ"عودة خيرسون إلى أوكرانيا،"، وعدّ ذلك خطوة مهمة نحو الاستعادة الكاملة لحقوقها السيادية.

روسيا تنسحب وتحول العاصمة

بالمقابل، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون أن مدينة غينيشيسك ستكون العاصمة المؤقتة لها في المقاطعة بدل مدينة خيرسون التي انسحب الجيش الروسي منها أمس الجمعة.

وتعد غينيشيسك إحدى كبرى مدن مقاطعة خيرسون، وتقع جنوبا على بحر آزوف، وتبعد عن خيرسون العاصمة نحو 200 كيلومتر.

في غضون ذلك، قال الكرملين إن قرار الانسحاب في خيرسون اتُّخذ في أروقة وزارة الدفاع الروسية، مشددا في بيان له على أنه لم يطرأ أي تغيير على موقف موسكو باعتبار مقاطعة خيرسون جزءا من الأراضي الروسية، وأن أهداف العملية العسكرية قابلة للتحقيق عبر مباحثات سلام، لكن ذلك غير ممكن حاليا بسبب الموقف الأوكراني.

وكان الجيش الروسي أعلن انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من منطقة خيرسون، تاركين الضفة اليمنى لنهر دنيبرو للانتشار على ضفته اليسرى.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إلى "سحب أكثر من 30 ألف جندي روسي ونحو 5 آلاف وحدة تسليح ومركبة عسكرية" من الضفة الغربية للنهر.

وكانت الوزارة قالت في بيان سابق "اليوم عند الخامسة صباحا بتوقيت موسكو (الثانية بتوقيت غرينتش) استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو، لم تُترك قطعة واحدة من المعدات العسكرية والأسلحة على الضفة اليمنى".

ولا يعرف إذا كان هناك مخطط ما وراء هذا الانسحاب، إذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي -خلال احتفال في الكرملين ثم في احتفال آخر في الساحة الحمراء- ضم 4 مناطق أوكرانية، من بينها خيرسون.

كما حذر الرئيس الروسي من أن روسيا ستدافع "بكل الوسائل" عما تعده جزءا من أراضيها، في تهديد باللجوء إلى السلاح النووي.

لكن، في مواجهة هجوم مضاد أوكراني بدأ بنهاية الصيف أعلن الجيش الروسي الأربعاء الماضي أنه سينسحب من الجزء الشمالي لمنطقة خيرسون، بما فيه عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو لتعزيز مواقعه على الجانب الآخر من هذا النهر.

ورغم ذلك فإن منطقة خيرسون ستبقى "تابعة لروسيا الاتحادية" كما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الجمعة.

وأضاف بيسكوف في أول تعليق للرئاسة الروسية على انسحاب قواتها من خيرسون "لا يمكن أن يكون هناك تغيير".

وأشار إلى أن الرئاسة الروسية "غير نادمة" على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله بوتين في سبتمبر/أيلول ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا، وبينها خيرسون.

ويكتسي قرار الانسحاب إلى جنوب أوكرانيا أهمية كبرى مع إعطاء بوتين في 21 سبتمبر/أيلول الماضي أمرا باستدعاء نحو 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز خطوط المواجهة الروسية.

ونشرت وكالة الأنباء الحكومية "ريا نوفوستي" صورا لمركبات عسكرية روسية وهي تغادر خيرسون، مشيرة إلى أنها كانت تعبر جسر أنتونوفسكي الممتد فوق نهر دنيبرو.

وقال عدد من المراسلين الروس إن الجسر دمّر بعد ذلك، دون توضيح ما إذا كان الجيش الروسي فجره بالديناميت أم أنه دمّر نتيجة الضربات الأوكرانية، وتظهر صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الجسر مدمرا.

وقد قصفت أوكرانيا هذا الجسر -وهو الوحيد في مدينة خيرسون- طوال أسابيع من دون تدميره، لتصعّب على القوات الروسية عبوره، وبالتالي قطع خطوط الإمداد الروسية وإجبار موسكو على الانسحاب.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب ناتاليا هومينيوك إن القوات الأوكرانية اكتشفت دبابات ومدافع ومعدات روسية أخرى في الأراضي المحررة في الجنوب بعد فشل الروس في عبور نهر دنيبرو بها أثناء الانسحاب.

وأضافت هومينيوك أن المعدات هناك متروكة بشكل فوضوي، وأن الجيش الأوكراني يجمع ما يناسبه منها لاستخدامه في الهجوم المضاد.

وأكدت أن الروس تركوا العديد من الأراضي ملغمة، لذلك لا تزال العودة إلى الأراضي التي تم تحريرها محفوفة بالمخاطر.
أهمية خيرسون

وتقع مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا في موقع إستراتيجي تطل منه على بحري آزوف والأسود، كما تقع قرب مصب نهر دنيبرو، لذا فهي تمثل خطا حيويا للإمداد.

ويبلغ عدد سكان مقاطعة خيرسون أكثر من مليون شخص، وتمتد على مساحة 28 ألفا و500 كيلومتر مربع، وتشكل جسرا بريا لروسيا من أراضيها مرورا بإقليم دونباس إلى شبه جزيرة القرم التي تتصل بها، وتتحكم بمعظم مصادر مياه الشرب والزراعة التي تغذي القرم.

وتمتلك المدينة أكبر ميناء في أوكرانيا لبناء السفن في البحر الأسود، وهي مركز رئيسي للشحن، إضافة إلى وجود صناعات مهمة فيها مثل تكرير النفط والمنسوجات القطنية وغيرها، عدا عن كونها من أهم المناطق السياحية في أوكرانيا.

وفي بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي صدّقت موسكو على اتفاقية انضمام خيرسون إضافة إلى لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا إلى روسيا الاتحادية، وقد عين بوتين حاكما لكل منطقة من تلك المناطق، وذلك يعني أن التطورات الجارية فيها قد تعكس تحول موازين القوى لمصلحة الأوكرانيين على المشهد في جنوب البلاد، وفقا لمراقبين.
دونيتسك

وفي تطور آخر، قال الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك إن قواتهم تواصل التقدم في محور مطار دونيتسك الدولي، وإنها باتت على وشك بسط كامل سيطرتها على بلدة بيرفومايسك شمال غرب المدينة.

ونشر الموالون لروسيا صورا لما قالوا إنها لعملية اقتحام البلدة التي كانت تشكل خط دفاع للقوات الأوكرانية في شمال دونيتسك.

وكان قوات دونيتسك قد أعلنت أمس الجمعة سيطرتها على بلدة أوبيتني في محور مطار المدينة وبلدة مايورسك إحدى بلدات ما يعرف بالطوق قرب مدينة غورلوفكا المجاورة.
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : السبت 12 نوفمبر 2022
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com