Akhbar Alsabah اخبار الصباح

طالبان تدعو العالم للاعتراف بحكومتها الجديدة

طالبان تعلن تشكيل حكومة جديدة أعلنت طالبان تشكيل حكومة جديدة بعد عودتها للحكم عقب انسحاب الأميركيين من أفغانستان، وحرصت الحركة على توجيه رسائل طمأنة للعالم وتوضيح موقفها من القوانين والاتفاقيات الدولية.

وبعد 23 يوما من دخولها كابل والقصر الرئاسي، أعلنت طالبان أمس الثلاثاء تشكيلة حكومة تصريف للأعمال ومسؤولي بعض المناصب العليا في البلاد بالوكالة، وضمت القائمة 33 اسما.

وتظهر أولى القراءات لإعلان حركة طالبان حكومة تصريف الأعمال، أنه ضم أسماء أغلبها من الحركة ذاتها ومن قياداتها في العقدين السابقين.

وتشير القراءات إلى أن 14 من الأسماء المعلنة مسؤولون سابقون في طالبان خلال حكمها السابق و5 من معتقلي غوانتانامو السابقين، إضافة إلى 12 شخصية جديدة من الجيل الثاني في الحركة.

وقالت طالبان إن الملا محمد حسن آخوند سيكون رئيسا للحكومة الجديدة في أفغانستان.

وأوضح الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحفي أن المؤسس المشارك لطالبان الملا عبد الغني برادر سيكون نائبا لرئيس الحكومة.

ويحظى برادر باحترام مختلف الفصائل في طالبان، وترأس خصوصا المفاوضات في الدوحة مع الأميركيين، التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وأضاف المتحدث باسم طالبان أن الحركة تريد إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة ومع دول الجوار، ودعا دول العالم للاعتراف بالحكومة الأفغانية ومد يد العون للشعب الأفغاني.

وضمن التعيينات التي أُعلنت مساء أمس الثلاثاء، سيتولى الملا يعقوب -نجل الملا عمر- وزارة الدفاع، في حين يتولى زعيم شبكة حقاني سراج الدين حقاني وزارة الداخلية.

وعُيّن أمير خان متقي الذي مثل طالبان في مفاوضات الدوحة وزيرا للخارجية، في حين أعلنت الحركة تعيين المولوي فصيح الدين قائدا للجيش بالوكالة.

وأفادت مصادر للجزيرة بأن مولوي عبد الحكيم شرعي تولى منصب وزير العدل بالوكالة، في حين شغل الملا عبد اللطيف منصور منصب وزير الكهرباء والمياه.

وعُيّن عبد الحق وثيق رئيسا للمخابرات، في حين تولى حاجي إدريس منصب رئيس البنك المركزي.

وتداولت وسائل الإعلام أسماء أخرى تولت حقائب وزارية، من بينها شؤون القبائل والمهاجرين والإعلام.

وأكد مجاهد أن "الحكومة غير مكتملة"، لافتا إلى أن الحركة التي وعدت بحكومة "جامعة" ستحاول "ضمّ أشخاص آخرين من مناطق أخرى في البلاد" إلى الحكومة.

بدوره، طلب زعيم طالبان من الحكومة الجديدة التمسك بتطبيق الشريعة، وذلك في أول موقف له منذ تولي الحركة السلطة في أفغانستان.

وقال الملا هبة الله آخوند زاده في بيان "أؤكد لجميع المواطنين أن الحكام سيبذلون كل ما في وسعهم للتمسك بالشريعة الإسلامية في البلاد".

وأفادت رويترز بأن بيان زعيم الحركة أكد التزام طالبان بجميع القوانين الدولية والاتفاقيات التي لا تخالف الشريعة.

واشنطن قلقة
وفي وقت مبكر من فجر الأربعاء، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه متأكد أن بكين وموسكو وإسلام آباد وطهران ستحاول التوصل إلى تفاهم مع حركة طالبان التي شكلت حكومة تصريف أعمال، مشيرا إلى أن تلك الدول تحاول معرفة ما يتعين عليها فعله للتعامل مع طالبان.

ووصف بايدن الصين بأنها تواجه مشكلة حقيقية مع حركة طالبان، وفق تعبيره.

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "نشعر بقلق من انتماءات وسجلات بعض أفراد الحكومة الجديدة التي أعلنتها طالبان.. نحن نقيم الحكومة المكونة من أفراد ينتمون للحركة ومقربين منها وتخلو من نساء".

وشدد برايس على أن الشعب الأفغاني يستحق حكومة شاملة، وأن بلاده تتوقع أن تضمن طالبان عدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أي دولة.

وأضاف "طالبان أعلنت قائمة الحكومة على أنها مؤقتة، وسنحكم عليها من خلال الأفعال لا الأقوال".

وأكدت الخارجية الأميركية أنها ستواصل إلزام طالبان بتعهدها السماح بمرور آمن للأجانب والأفغان الذين يرغبون في مغادرة البلاد.

أما السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، فقال إن تشكيل طالبان حكومة لتصريف الأعمال لا يمنحها الشرعية تلقائيا.

وأضاف أن الولايات المتحدة وبقية العالم سيراقبون عن كثب لمعرفة الطريقة التي يحكمون بها البلاد في الأسابيع المقبلة.

وقبل ذلك بساعات، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن واشنطن "ليست في عجلة" للاعتراف بالحكومة الجديدة، معتبرة أن "الأمر سيعتمد على الخطوات التي تتخذها طالبان"، وأن "العالم سيراقب ومن ضمنه الولايات المتحدة".

حذر تركي
وأدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء بتصريحات حذرة عن الحكومة الأفغانية الجديدة التي أعلنتها طالبان، مؤكدا أنه سيرصد مسارها المستقبلي عن كثب.

وخلال ظهور إعلامي مشترك مع ضيفه رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي قال أردوغان "كما علمتم للتو، من الصعب تسميتها دائمة، تم الإعلان عن حكومة موقتة".

وتابع "لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحكومة الموقتة. واجبنا الآن هو متابعة هذا المسار عن كثب".

وتعليقا على إعلان تشكيل الحكومة، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية لا تشارك في أعمال الاعتراف بالحكومات لأن القرار يعود إلى الدول الأعضاء.

وأضاف "من وجهة نظرنا فيما يتعلق بإعلان اليوم، فإن تسوية شاملة يتم التفاوض عليها هي وحدها التي ستحقق سلامًا مستدامًا في أفغانستان".

وتابع "لا تزال الأمم المتحدة ملتزمة بالمساهمة في حل سلمي، وتعزيز حقوق الإنسان لجميع الأفغان -ولا سيما النساء والفتيات- وتعزيز التنمية المستدامة، بما يتماشى مع جدول أعمال 2030، وتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والدعم الحيوي للمدنيين المحتاجين".
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الأربعاء 08 سبتمبر 2021
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com