Akhbar Alsabah اخبار الصباح

ماذا لو بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل؟

الحرب العالمية الثالثة هل سيمثل هبوط الإنسان الآلي الصيني (زورونغ) على سطح المريخ -في 15 مايو/أيار الماضي- "لحظة سبوتنيك" جديدة، تعيد إلى الأذهان تلك الصدمة القاسية التي أحدثها إرسال القمر الصناعي السوفياتي إلى الفضاء عام 1957، عندما شعرت الولايات المتحدة بتخلفها فضاعفت جهودها بعشرة أمثال ضد الروس، لإعادة الانطلاق في غزو الفضاء وحروب النجوم؟

في تقرير بقلم سارة دانيال، تساءلت مجلة "لوبس" (L’Obs) الفرنسية؛ هل تعني اللحظة الجديدة حتمية الصراع العسكري في بحر جنوب الصين؟ مشيرة إلى التقدم الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي وإطلاق الجيل الخامس، لتكرر التساؤل عن الأهداف التي يمكن أن تسعى الصين لتحقيقها في سباقها نحو الهيمنة التكنولوجية.

وفي هذا السياق، أشارت الكاتبة إلى مناورات عسكرية مشتركة جديدة جرت في 14 مايو/أيار الماضي بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا وفرنسا في بحر الصين الشرقي، وقالت إن لها هدفها الذي يكاد يبوح بنفسه، وهو الدفاع عن جزيرة تايوان التي تهدد المملكة الوسطى (الصين) بغزوها صراحة.

وأشارت سارة دانيال إلى أن المحللين والجيش الأميركي يحذرون منذ فترة طويلة من أن الصين في طريقها لأن تصبح القوة الرائدة في العالم، مما دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإعلان حرب تجارية عليها.

ولكن الصدمة التي أصابت الرأي العام -كما تقول الكاتبة- جاءت أثناء تفشي كوفيد-19، عندما اكتشفت أميركا -بكل ذعر- عدم استغنائها عن المعدات الطبية والأدوية الصينية، وشعرت بالإهانة لأنها -بنقلها شركاتها إلى الخارج- قدمت "لشريكها الخصم" الحبل التكنولوجي لخنقها، من خلال إستراتيجية اقتصادية غير مسؤولة.

الرواية المخيفة
لذلك تتخيل وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" (CIA) والجيش اليوم؛ أن الحرب العالمية الثالثة ستندلع في بحر جنوب الصين بسبب عدوان تقوم به بكين على تايوان، وهم يقومون بمحاكاته عسكريا، لأن الولايات المتحدة ستكون مضطرة للتدخل لتقديم المساعدة لإحدى الديمقراطيات النادرة في المنطقة، وربما لتخفيف قبضة خصمها على بحر يمر عبره 35٪ من التجارة العالمية.

ورأت المجلة أن الصين -في حال نشوب صراع- ستستفيد من ميزة قرب قواعدها في البر الرئيسي وتعدد المنشآت العسكرية المقامة على الجزر التي تحتلها، وبالتالي فإن الشعور العام هو أن هذه الحرب العالمية الثالثة ستكون مدمرة مثل الحربين الأوليين.

ويشارك الأوروبيون الأميركيين قلقهم؛ حيث قال رئيس الأركان الفرنسي الجنرال فرانسوا لوكوانتر -في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) "نحن نتحرك نحو إعادة تنظيم النظام العالمي، يتمحور حول المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وعلى كل دولة أن تختار جانبها".

ويوضح المحلل المالي ديفيد غولدمان من جانبه -في مقاله "سوف يتم استيعابك.. خطة الصين لتصيين العالم"- أن إستراتيجية الصين ذات المجسات العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس، تحدث في وقت تلعب فيه البيانات دورا بالاقتصاد العالمي.

وختمت المجلة بأن بكين قامت بالفعل برقمنة البيانات الطبية وتسلسلات الحمض النووي لمئات الملايين من مواطنيها، وهي تخطط لإضافة سجلات لنصف مليار شخص خارج الصين في 10 سنوات، متسائلة، ماذا لو كانت الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل بدون رصاصة؟
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الأربعاء 02 يونيو 2021
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com