عقوبات أوروبية على روسيا البيضاء بعد اعتقال صحفي باعتراض طائرته في الجو

قرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي ومطاراته أمام شركات طيران روسيا البيضاء على خلفية تحويل رحلة قسرا إلى عاصمتها مينسك واعتقال صحفي معارض كان على متنها.

ونشر مسؤولون أوروبيون أمس الاثنين الجزء الخاص بروسيا البيضاء في بيان القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، والذي وافق عليه القادة المجتمعون.

وندد القادة بقيام سلطات روسيا البيضاء بإرغام الطائرة المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس في ليتوانيا على الهبوط في مينسك بدعوى بلاغ بوجود قنبلة.

وطالب الزعماء الأوروبيون بإطلاق سراح الصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش وصديقته فورا.

ونص البيان على فرض عقوبات جديدة على روسيا البيضاء وإغلاق المجال الأوروبي أمام شركات الطيران العائدة لهذا البلد.

كما دعا قادة الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات إضافية على شخصيات وكيانات في روسيا البيضاء في أقرب الآجال، وتجنب الطيران فوق هذه البلاد ومنع طائراتها من استخدام الأجواء والمطارات الأوروبية.

وقد أدرجت العديد من شركات الطيران بالفعل المجال الجوي لروسيا البيضاء على القائمة السوداء.

وطالب الزعماء الأوروبيون أيضا منظمة الطيران المدني الدولية بإجراء تحقيق في حادث اعتراض روسيا البيضاء طائرة ركاب مدنية، وقالوا إن الأمر يتعلق بسابقة غير مقبولة.

كما استدعت عواصم أوروبية سفراء روسيا البيضاء المعتمدين لديها، وطالبت بالإفراج الفوري عن الصحفي المعارض.

والأحد الماضي قامت طائرة مقاتلة من نوع "ميغ-29" (MiG-29) بأمر شخصي من رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو باعتراض طائرة تابعة لشركة "رايان إير" (Ryan Air) كانت في المجال الجوي لروسيا البيضاء خلال رحلة اعتيادية بين أثينا وفيلنيوس بليتوانيا.

وفور هبوط الطائرة في مطار مينسك، أوقفت قوات الأمن الصحفي رومان بروتاسيفيتش المقيم بالمنفى في ليتوانيا والذي تتهمه السلطات بالتورط في "أنشطة إرهابية"، وهو الآن قيد التوقيف الاحتياطي في سجن في مينسك.

وكان بروتاسيفيتش يعمل رئيسا لتحرير محطة نيكستا المعارضة والتي اضطلعت بدور رئيسي في تنظيم الحركة الاحتجاجية التاريخية ضد لوكاشينكو أثناء الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

ونددت الولايات المتحدة بـ"تحويل قسري لمسار طائرة"، ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الحادث بأنه عمل صادم وإهانة مخزية للسلام والأمن الدوليين. وقالت إن واشنطن تطالب بإجراء تحقيق دولي في الحادث.

وردا على الانتقادات الدولية لها، قالت مينسك إنها مستعدة للتعاون في تحقيق غير منحاز في الحادث الذي يبدو أنه عملية اختطاف منسقة ومدبرة.

وقد ظهر بروتاسيفيتش في مقطع فيديو نشر أمس الاثنين على الإنترنت، يقول فيه إنه بصحة جيدة ويعترف بالقيام بدور في تنظيم الاحتجاجات الحاشدة في مينسك العام الماضي. وقد رفض أنصاره على الفور هذا الاعتراف، وقالوا إنه أدلى به تحت الإكراه.

كان الرئيس ألكسندر لوكاشينكو (66 عاما) قد واجه أكبر تحد لحكمه المستمر منذ نحو 27 عاما من المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع بعد إعلان فوزه في انتخابات العام الماضي قائلين إنها مزورة.

واعتقلت السلطات نحو 35 ألفا منذ بدء المظاهرات في أغسطس/آب 2020. وينفي لوكاشينكو تزوير الانتخابات ويتهم الغرب بدعم المظاهرات.