Akhbar Alsabah اخبار الصباح

منظمة إرغينيكون العلمانية و التيار الإسلامي التركي

منظمة إرغينيكون منظمة (( إرغينيكون - Ergenekon )) هي منظمة علمانية سرية بدأت نشاطها الفعلي في تسعينيات القرن الماضي لتكون كيانـًا موازيـًا للدولة الرسمية بهدف الضغط على صناع القرار وابتزازهم ومنع التيارات الإسلامية من الوصول إلى سدة الحكم ومنع البلاد من استعادة هويتها الإسلامية بشتى السبل

بدأت المنظمة نشاطها من خلال الإعلام والصحافة والسينما. بالنسبة لنشاطها الصحفي بدأ من خلال إنشاء صحف صفراء مُدلسة عملت على تشويه صورة الإسلاميين وإظهارهم بشكل غير لائق أمام المجتمع التركي، وبدأ ذلك عندما قامت صحيفة "أكيب" بنشر صورة لسيدة ترتدي "خمار" وبجانبها صور لثلاثة أشخاص وكانت تلك الصور ضمن تقرير تحدث عن ممارسة السيدة لأعمال منافية للآداب، ولكن الصدفة جعلت هذا العدد من المجلة يقع في يد أحد الصحفيين الاتراك المُهتمين بالشأن المصري ليتعرف على صاحبة الصورة واتضح أنها الممثلة المصرية ( آثار الحكيم ) وأن الصورة مأخوذة من غلاف مجلة "سيدتي" وأن صور الأشخاص الثلاثة هي لمصريين نُشرت صورهم في العدد ذاته. أما بالنسبة للسينما، فقد تم ضخ الكثير من الأموال لإنتاج أعمال فنية تُحذر من تيارات الإسلام السياسي وتعمل على بث الرعب والذعر منهم

بلغ نشاط منظمة (( إرغينيكون )) ذروته عام 1996، عندما قام ( نجم الدين أربكان ) زعيم حزب "الرفاه" ذو التوجه الإسلامي بتشكيل حكومة ائتلافية، لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية

فقام المُتطرفين العلمانيين بتنظيم مظاهرات مُناهضة لـ( نجم الدين أربكان ) والتيارات الإسلامية واستغلت مُنظمة (( إرغينيكون )) هذا الحدث وقام أفراد من أعضاءها بإلقاء قُنبلتان على صحيفة "الجمهورية" العلمانية لكي يظهر الأمر بشكل يوحي للمجتمع التركي أنه رد من الإسلاميين على هذه المظاهرات، وارتدى البعض "لحى" وهاجموا الناس في الشوارع واندلعت المظاهرات في كل ميادين تركيا وازدات أعمال العنف بهدف زيادة السخط الشعبي على ( نجم الدين أربكان ).

وقام إعلام منظمة (( إرغينيكون )) بالتشكيك في وطنية ( أربكان ) وادعت أن له أجندة خاصة يسعى لتطبيقها في تركيا وأنه يسعى لعمل تحالفات مع الدول المُتخلفة وأنه يسعى لإعادة "الخلافة العثمانية" وهدم مبادئ الجمهورية التركية التي وضعها ( مصطفى كمال أتاتورك ) وعملت على تنفير المجتمع التركي من الشريعة الإسلامية، وبثت صور لمُلتحين هم في الواقع تابعين لمنظمة (( إرغينيكون )) وهم يهاجمون مقارات تابعة للعلمانيين

هذه الأمور كانت تهدف إلى تهيئة الأجواء لتدخل الجيش، وبالفعل تدخل الجيش ودعا مجلس الأمن القومي التركي لاجتماع في فبراير عام 1997، وأصدر قائمة من القرارات، استهدفت قمع الإسلاميين وإقصاءهم من أجهزة الدولة وحصار المُتدينين في كل المؤسسات

زادت الضغوط على ( نجم الدين أربكان )، فتم اجباره على تقديم استقالته من منصبه، وفي عام 1998 تم حظر حزب "الرفاه" وأحيل ( أربكان ) إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومُنعَ من مزاولة النشاط السياسي لمدة خمس سنوات

عندما وصل حزب" العدالة والتنمية" إلى السلطة بعد فوزه بالأغلبية عام 2002، تعلم قادته من فشل تجربة أستاذهم ( نجم الدين أربكان )، فقاموا بفتح ملف (( إرغينيكون ))

تم تطهير مؤسسات الدولة التركية وتم مراقبة نشاط أعضاء منظمة (( إرغينيكون ))، وبالفعل استطاعت أجهزة الأمن التوصل إلى لغز هذه المنظمة العلمانية الأخطبوطية التي كانت تسعى للحفاظ على مصالحها والتي كانت تشمل الاتجار في السلاح والمخدرات والجنس، وكانت البداية عندما تم اقتحام احدى الشقق السكنية التي كان يُعقد بها بعض اجتمعاتهم السرية وبتفتيشها عُثر على مخزن يحوي أسلحة ووثائق هامة للغاية، وقنابل من نفس الطراز الذي ألقي على صحيفة "الجمهورية" العلمانية وأكتشف أن رئيس تحرير الصحيفة عضو في المنظمة وتم كشف مُخططات لتعاون مشترك بين المنظمة و ( حزب العمال الكردستاني ) يهدف إلى زعزعة استقرار تركيا. ومخططات لاغتيال 12 شخصية بارزة من بينهم ( رجب طيب أردوغان )

تم القبض على أعضاء المُنظمة والتي كانت تضم"سياسيين ووجنرالات في الجيش والأمن الداخلي وقضاة ومحامين وإعلاميين وكتاب وصحفيين ورجال أعمال" وتم تقديمهم جميعـًا للمُحاكمة

نجحت المنظمة في اسقاط ( نجم الدين أربكان ) لكنها فشلت في اسقاط تلاميذه. وعلى الرغم من أنه تم القبض على أعضاء المُنظمة وصدرت أحكام ضدّهم، لكن مازال العلمانيين الأتراك يُحاربون التيار الإسلامي الذي يتزعمه ( رجب طيب أردوغان ) و ( عبدالله غول ) حتى الآن!
إسلامنا | المصدر: شابي شحاته | تاريخ النشر : الأحد 16 ديسمبر 2012
أحدث الأخبار (إسلامنا)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com