Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تعرف على الإجراءات الخاصة باللجوء السياسي في أميركا

اللجوء السياسي في أميركا اللجوء هو حماية قانونية تمنحها حكومة الولايات المتحدة للأشخاص المتواجدين على أراضيها ولا يستطيعون العودة إلى بلدانهم الأصلية لتعرضهم، أو خشية تعرضهم للأذى بسبب عرقهم، أو ديانتهم أو أصلهم القومي أو مواقفهم وانتماءاتهم السياسية.

وبداية تميز الحكومة الأميركية بين النازحين Refugees وبين اللاجئينAsylums ، وتشرف الأمم المتحدة على الفئة الأولى من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

في حين تضم الفئة الثانية الموجودين داخل الأراضي الأميركية ويخشون العودة لبلدانهم الأصلية لأسباب مختلفة.

ويمثل اللاجئون الفارون من بلادهم بسبب المخاوف الأمنية (عنف الشرطة والعصابات المنظمة وتجار المخدرات من دول السلفادور وجواتيمالا وهندوراس) 90% من اللاجئين في الولايات المتحدة.

لكن يبقى هناك أقل من 10% ممن يغادرون بلدانهم بسبب اضطهاد سياسي أو تمييز على أساس ديني أو ترصد مجتمعي، ويأتون من مختلف بقاع الأرض.

وتحتضن واشنطن العاصمة الكثير من قادة الجماعات المعارضة للحكومة الصينية من أقاليم التبت، وقادة من أقلية الإيغور المسلمة، كما يقيم بالقرب من مدينة فلادلفيا بولاية بنسلفانيا المعارض التركي فتح الله غولن. وقبل ذلك احتضنت مدينة لوس أنجلوس وواشنطن آلاف الإيرانيين الذين فروا من البلاد عقب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وقبل ذلك أيضا اختار الآلاف من الكوبين والفيتناميين الاستقرار نهائيا في الولايات المتحدة بعد سيطرة الأنظمة الشيوعية على الحكم في هافانا وهانوي.

سهولة الحصول على وضعية اللاجئ
لا توجد أي رسوم مالية على طلبات اللجوء، وهي عملية مجانية بصورة كاملة إلا إذا قرر صاحب الطلب الذهاب لمكتب محاماة متخصص ليساعده في إعدادهبصورة أكثر احترافية. وتتواجد كذلك عشرات المنظمات غير الحكومية التي توفر خدمات مساعدة قانونية لطالبي اللجوء السياسي.

ويمكن لمن يرغب في التقديم بطلب لجوء فور وصوله الولايات المتحدة القيام بذلك عند نقطة الدخول سواء كانت مطارا أو معبرا بريا أو ميناء بحريا.

ويستغرق البت في طلب اللجوء فترة تتراوح من عامين إلى أربعة أعوام.

ويمنح الموافقة على طلب اللجوء الشخص عدة مميزات منها:
- الإقامة بشكل دائم وقانوني في الولايات المتحدة.
- جلب أفراد العائلة المقربين (زوج -زوجة- أبناء أقل من 21 عاما)
- تصريح بالعمل بشكل قانوني.
- وبعد مرور عام من الحصول على الموافقة على طلب اللجوء، يمكن للشخص طلب الحصول على بطاقة إقامة دائمة (جرين كارت) تمكنه من التقدم للحصول على الجنسية الأميركية بعد 4 سنوات من تاريخ الموافقة على طلب الإقامة الدائمة.
- كما يمكن للشخص التقدم والحصول على مزايا إضافية على المستوى المحلي أو من الحكومة الفدرالية مثل إعانات سكن أو تغذية.

ولا يجب على المتقدم للحصول على طلب لجوء سياسي السفر خارج الولايات المتحدة خلال الفترة التي ينتظر فيها البت في طلبه، كما لا يمكنه السفر إلى بلده الأصلية التي جاء منها، إذ ينتفي هنا عنصر الخوف والاضطهاد، ويمكن في حالات محددة الحصول على إذن للسفر في بعض الحالات الخاصة، لكت ليس للدولة الأصلية.

سياسات ترامب واللاجئين العرب
أجرى ترامب أكثر من 400 تغيير على سياسة الهجرة في السنوات الأربع الماضية، بعضها منذ يومه الأول في البيت الأبيض عام 2017 عندما حظر دخول مسلمي بعض الدول الإسلامية، وبعضها تعلق بالاجئين.

وكانت آخر الخطوات التي استهدف بها ترامب اللاجئين جاء في تغيير القوانين القديمة التي
كانت تمنح اللاجئ بمجرد وصوله الأراضي الأميركية تصريحا يسمح له بالعمل وكان يحصل عليه خلال 150 يوما من التقدم بطلب اللجوء، وأصبحت عاما كاملا.

وإذا تم رفض طلب اللجوء يتم الطعن فيه أمام إحدى المحاكم، وهو إجراء يستغرق كذلك سنوات عدة، وخلال كل تلك الفترة تكون إقامة طالب اللجوء شرعية ولديه تصريح عمل.

وتحدث للجزيرة نت أحد العرب الذين بدؤوا إجراءات الحصول على وضع اللجوء قبل ثلاثة أعوام، وقال إن "السياسات الجديدة لا تهمني في شيء، حصلت على تصريح عمل صالح لمدة سنتين وسأقوم بتجديده إذا لم يتم البت في طلبي باللجوء قبل ذلك، أعرف عربا وغير عرب لم يتم البت في طلباتهم على الرغم من تقديمهم كل الأوراق والوثائق المطلوبة قبل سبع سنوات".

وتحدثت الجزيرة نت مع حسام الدين عمر -وهو محامٍ عربي بالعاصمة واشنطن متخصص في قضايا الهجرة- فقال "إن سياسات اللجوء تغيرت أثناء سنوات حكم ترامب عدة مرات بسبب تدخل المحاكم الأميركية ورفض بعضها سياساته لعدم دستوريتها".

وشهدت سنوات حكم ترامب تضييقا كبيرا على اللاجئين، وركزت بالأساس على النازحين من دول أميركل الوسطى، ومن هنا كان بناء الحاجز الحدودي على الحدود الجنوبية مع المكسيك.

ويرى عمر أن تلك الإجراءات "لم تنتج عنها أي ممارسات جديدة، فقط سيتم تأجيل البت في طلبات اللجوء، ونتوقع أن يتم التعامل بسرعة مع طلبات اللجوء كما كان الوضع قبل وصول ترامب للحكم".

اللاجئون العرب .. نموذج معبر عن واقع مؤلم
أشار محامي هجرة عربي اخر رفض أن يُذكر اسمه، إلى أن أي شخص "يخشى التعرض للتعذيب في وطنه الأصلي، قد يكون مؤهلاً للحصول على شكل آخر من أشكال الدعم بموجب الاتفاقية العالمية ضد التعذيب. يجب أن تثبت أنك أكثر عرضة للتعذيب إما بشكل مباشر من قبل حكومة بلدك إذا تم إعادتك الى بلدك الأصلي".

وأضاف المحامي في حديث مع الجزيرة نت أنه "لا يقصد بالتعذيب فقط ما نفهمه من تعذيب جسدي تقليدي كما نشاهد ونقرأ في التقارير المختلفة، هناك بعض قضاة الهجرة الأميركيين يعتبرون التهكم اللفظي أو التنمر كأحد أنواع التعذيب حال ارتباطه بفئة معينة مثل الأقليات الدينية أو المثليين جنسيا".

إلا أن المحامي ذكر للجزيرة نت أن هناك "اعدادا كبيرة من الذين يأتون من دول عربية يدعون كذبا أنهم عرضة للاضطهاد والتعذيب بسبب خلفياتهم الدينية أو ميولهم الجنسية"، وأشار المحامي إلى أن كل هذا يضر بالعديد من المضطهدين الحقيقين وسط هذه الفئات.

"كما أن هناك كذلك لوبيات وجماعات نسائية تساعد وتدعم بعض الفئات مثل ضحايا الختان على سبيل المثال" يقول المحامي.

وأشار المحامي العربي للجزيرة نت إلى أن "موجات اللاجئين العرب تعكس وبدقة مسار تاريخنا الحديث، حيث جاء الكثير من العراقيين عقب غزو بلادهم، ثم قدم أبناء دول الربيع العربي من مصر وتونس واليمن، وأعقبهم مواطني سوريا وليبيا".

وأضاف "كان من بين عملائي مترجمين عراقيين خدموا مع القوات الأميركية المحتلة لبلادهم، ودبلوماسيين سوريين مثلوا نظام الأسد لسنوات ولم يعد بوسعهم تمثيله في الخارج عقب المذابح التي ارتكبتها قواته ضد الشعب السوري، وكذلك العديد من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين الذين استطاعوا الوصول للأراضي الأميركية".
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الأحد 31 يناير 2021
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com