يورو 2012 مخاوف الألمان أثارتها الإخفاقات الأخيرة

بعد سنوات طويلة من الإخفاق والفشل للأندية والمنتخبات الألمانية في الصعود لمنصات التتويج، لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يهدر بايرن ميونيخ الألماني الفرصة الذهبية ويضيع آمال جماهيره في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بعدما بلغ المباراة النهائية للبطولة على ملعبه ووسط جماهيره.

ولكن كرة القدم التي أعطت ألمانيا ببذخ في عقود متتالية بالقرن الماضي كشفت عن وجهها القبيح والقاسي وحرمت الفريق من التتويج باللقب الأوروبي.

وبعدما كان متوقعا أن يشهد استاد "أليانز آرينا" احتفالا ومهرجانا حقيقيا بفوز الفريق البافاري، انقلب المشهد إلى مأتم يمكن مشاهدة ملامحه من جلوس المهاجم الهولندي آريين روبن حزينا على مقعد داخل الاستاد وقبلة فيليب لام الحزينة لزوجته.

وقال كارل هاينز رومينيجه ، خلال تناول وجبة العشاء مع الفريق عقب مباراة النهائي أمس الأول ، "كان نهائي 1999، الذي خسرناه 1/2 في برشلونة، قاسيا بشكل لا يمكن تصوره ولكنني أرى أن هذه الهزيمة أكثر صعوبة وقسوة كما كان من الممكن تجنبها.. ولذلك فإنها موجعة للغاية".

وفي نهائي عام 1999، كان بايرن متقدما 1/صفر على مدار المباراة ولكن تيدي شيرنجهام والنرويجي أولي جونار سولسكيار سجلا هدفين متتاليين لمانشستر يونايتد في الوقت الضائع للمباراة ليقودا الفريق الإنجليزي إلى الفوز الدراماتيكي والتتويج بلقب البطولة.

وخلال مباراة أمس الأول في ميونيخ، تقدم بايرن بهدف متأخر في الدقيقة 83 سجله توماس مولر ولكن شباك الفريق استقبلت هدف التعادل عن طريق المهاجم الإيفواري ديدييه دروجبا ليتعادل الفريقان 1/1 في الوقت الأصلي وتتجه المباراة للوقت الإضافي الذي شهد إهدار الهولندي آريين روبن نجم بايرن لضربة جزاء ليستمر التعادل في الوقت الإضافي ويحتكم الفريقان لضربات الترجيح.

وأخرجت هذه الهزيمة فريق بايرن صفر اليدين من هذا الموسم حيث سبق له أن حل ثانيا في الدوري الألماني (بوندسليجا) خلف بوروسيا دورتموند الذي تغلب على بايرن 5/2 في نهائي كأس ألمانيا ليحل بايرن ثانيا في البطولات الثلاث التي خاضها هذا الموسم.

ولكن إنزعاج جماهير الكرة الألمانية لا ينبع فقط من إخفاق بايرن في الموسم الحالي أو تأثير ذلك على المنتخب الألماني الذي يضم في قائمته المبدئية ثمانية لاعبين من بايرن استعدادا لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا علما بأن بايرن خسر نهائي البطولة نفسها عام 2010 أمام انتر ميلان الإيطالي قبل مشاركة المنتخب الألماني في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي حل فيها الفريق ثالثا.

وإنما الإنزعاج الأكبر يأتي من طول الفترة التي قضتها الكرة الألمانية دون إنجاز يذكر حيث كان آخر لقب للمنتخب الألماني في البطولات الكبيرة هو لقب يورو 1996 بينما لم تحرز الأندية الألمانية أي لقب قاري منذ فوز بايرن بلقب دوري الأبطال في عام 2001 .

ويضاعف من محنة الكرة الألمانية أن بوروسيا دورتموند ، الذي توج بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) في الموسمين الماضي والحالي ، تعرض لخروج مهين من دوري الأبطال هذا الموسم فلم يستطع عبور دور المجموعات.

ولم يكسر حدة الإخفاقات الألمانية في الأعوام الماضية سوى وصول المنتخب الألماني للمباراة النهائية في يورو 2008 بعد عروض قوية.

وفي تعليقه على تألق بايرن في البطولات الثلاث التي خاضها هذا الموسم واحتلاله المركز الثاني في كل منها ، قال أولي هونيس المدير الفني للفريق "لا نرغب أن نكون في المركز الثاني على المدى البعيد. إنه وضع لا نتقبله".

وسبق لأسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور أن أشار يوم الجمعة الماضي ، في تصريحاته قبل النهائي الأوروبي ، إلى أن عدم فوز بايرن باللقب سيدمر معنويات لاعبي المنتخب الألماني في يورو 2012 موضحا أن فوز بايرن باللقب سيمنح أفضلية للمنتخب الألماني في البطولة.

وفي نفس السياق ، أكد أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني أن خسارة بايرن في النهائي الأوروبي قد تكون إنذارا للمنتخب الألماني قبل مشاركته في يورو 2012 .

وأوضح بيرهوف "من المهم أن تقدم أداء جيدا ولكن يتعين عليك أيضا أن تكون فعالا" موضحا أن هزيمة بايرن أمام تشيلسي أكدت مجددا على أن الفوز لا يكون في كل الأحوال من نصيب الفريق الأكثر ترشيحا أو الفريق الأفضل أداء.