بوريس جونسون يهاجم المظاهرات المنددة بالعنصرية

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن المظاهرات المنددة بالعنصرية في المملكة المتحدة خطفها متطرفون، في حديث مشابه لتصريح أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق.

وقال رئيس وزراء بريطانيا إن المتظاهرين يهاجمون الصروح الوطنية سعيا "لفرض رقابة على ماضينا".

وكتب على تويتر الجمعة "من الواضح أن الاحتجاجات خُطفت للأسف من متطرفين عازمين على العنف".

وعززت الشرطة تدابير الحماية في محيط نُصب لشخصيات معروفة في أنحاء لندن قبيل موجة جديدة من المظاهرات والمسيرات في عطلة الأسبوع.

وكان تمثال شهير لوينستون تشرشل أمام البرلمان تعرّض للتخريب نهاية الأسبوع الماضي خلال المظاهرات التي رفعت شعار "حياة السود مهمة"، في أعقاب وفاة جورج فلويد الأميركي من أصول أفريقية خلال توقيف الشرطة له في مينيسوتا يوم 25 مايو/أيار الماضي.

ووصف جونسون تخريب التمثال بـ"السخيف والمعيب".

وقال إن "تمثال وينستون تشرشل في ساحة البرلمان تذكير دائم بإنجازاته في إنقاذ هذا البلد وكل أوروبا من طغيان فاشي وعنصري".

وكتب جونسون "نعم كان يعبر أحيانا عن آراء كانت ولا تزال غير مقبولة بالنسبة لنا اليوم، لكنه كان بطلا ويستحق نصبه التذكاري".

ويلقي المتظاهرون على تشرشل باللوم في سياسات أدت إلى وفاة ملايين الأشخاص خلال المجاعة في ولاية البنغال الهندية عام 1943.

ومثّلت عدة رموز للماضي الاستعماري البريطاني هدفا للمتظاهرين منذ وفاة المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد.

وفي ليفربول، نقلت وسائل إعلام الجمعة أنّه جرى تخريب لافتات تشير إلى "بيني لاين"، وهو شارع في المدينة اكتسب شهرته عبر أغنية لمجموعة "بيتلز" في الستينيات.

وجاء ذلك بعدما أثير جدل حول ما إذا كان الشارع عرف بهذا الاسم نسبة إلى تاجر رقيق.

وقال جونسون "لا يمكننا الآن تعديل ماضينا أو فرض رقابة عليه. لا يمكننا أن نتظاهر بأن لدينا تاريخا مختلفا". وأضاف "التماثيل في مدننا وبلداتنا وضعتها أجيال سابقة".

نهج ترامب

وجاءت تصريحات جونسون بعد تشديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن بلاده بحاجة لشرطة قوية، وتقليله من قيمة اتهام الأميركيين بالعنصرية، وسط استمرار الاحتجاجات المنددة بعنف وعنصرية رجال الأمن ضد الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية.

وقال الرئيس الأميركي إن إدارته ستزيد الاستثمار في تدريب الشرطة، وستتخذ الإجراءات لزيادة وصول رأس المال للشركات الصغيرة في مجتمعات الأقليات.

وخلال مناسبة في كنيسة بمدينة دالاس، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة تحتاج إلى قوات شرطة أقوى، ولا يمكنها تحقيق التقدم بوصم ملايين الأميركيين بالعنصرية.

العمدة يطالب بالهدوء

بدوره، دعا رئيس بلدية لندن صادق خان السكان إلى التزام منازلهم، وقال إنه "قلق للغاية من خطر حدوث مظاهرات أخرى في وسط لندن لن تؤدي فقط لنشر كوفيد-19، بل ستقود كذلك إلى الفوضى والتخريب والعنف".

وألغت حركة "حياة السود مهمة" مظاهرة في هايد بارك كانت مبرمجة السبت عقب صدور دعوة للتظاهر في المكان نفسه عن جماعات يمينية متشددة.

من ناحية أخرى، اقترحت الحركة على الناشطين أن يتظاهروا في أحيائهم السبت. ونشرت الحركة الجمعة قائمة تحمل "أكثر من 3 آلاف اسم لأشخاص توفوا نتيجة أعمال عنف عنصرية وعنف الدولة".

تقييد المظاهرات
من جانبها فرضت شرطة لندن قيودا على المظاهرات التي ينوي الطرفان تنظيمها. وأعلنت أن على المواطنين الذين ينوون المشاركة في مظاهرات اليوم السبت مغادرة الشوارع بحلول الساعة الخامسة مساء.

وقالت قائدة شرطة العاصمة كريسيدا ديك إن المعلومات المتوفرة تفيد بعزم بعض المتظاهرين على إحداث أعمال عنف ومواجهات، حاثة الجميع على تجنب المشاركة في هذه المظاهرات بدعوى أن البلاد ما زالت تمر بأزمة صحة عامة بسبب فيروس كورونا.

وفعلت الشرطة صلاحيات خاصة تخولها تحديد مسارين مختلفين للمظاهرات المزمعة.