Akhbar Alsabah اخبار الصباح

العاصمة الجديدة «سراب في الصحراء» وللأغنياء

حلم السيسي نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريرا مطولا عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة قالت فيه: «بدأ حلم السيسي بالعظمة يبرز للعيان في شكل عاصمة جديدة تستشرف مستقبل مصر، لكن التكلفة الباهظة لهذا المشروع في سياق أزمة اقتصادية ماحقة تمثل كابوسا يهدد تحقيق الحلم، كما أن التصميم الأمني المبالغ فيه يثير الجدل حول المشروع».

وأضاف التقرير أن مسجد الفتاح العليم القائم على الرمال مثل سراب في الصحراء، والمغطى بالرخام الأبيض، ليقف حارسا على مدخل العاصمة الإدارية المصرية في المستقبل، وبين هذا الصرح وكاتدرائية ميلاد المسيح القبطية الكبرى في البلاد، مساحة شبه فارغة تمتد 16 كيلومترا، وتتخللها مواقع للبناء وعدد قليل من المباني المكتملة.

وقالت مراسلة الصحيفة إن جيشا من العمال والمهندسين والعساكر يعمل ليل نهار في هذا المكان، ليحققوا أحلام عظمة “سيد البلاد” ويجسدوها في بناء قطعة من الصحراء بحجم سنغافورة، لتكون نافذة على مصر الغد بحسب التقرير الذي ترجمته الجزيرة.

“مدينة السيسي” كما يسميها المصريون صممت لتكون حديثة وصحية وآمنة ومستدامة ومتصلة، ومركزا للسلطة قادرا على التنافس مع كبرى عواصم العالم، حيث يقول المسؤول الذي ينظم زيارة الموقع إن المصريين لهم الحق في أن يحلموا وفي أن يحققوا أحلامهم.

غير أن معارضي هذا المشروع يردون بأنه مشروع للتباهي على صورة مصممه عبد الفتاح السيسي، وإنه سراب بدأ بالتشكل ليصبح إرث السيسي الذي يتركه لبلده.

وستكون العاصمة الجديدة موطنا للبنوك والشركات الكبرى، فضلا عن الممثليات الدبلوماسية الأجنبية، إذ يقول دبلوماسي إن “هناك ضغوطا قوية على جميع السفارات للانتقال إلى منطقة ستكون منطقة دبلوماسية في المستقبل”.

ومع ذلك -بحسب دبلوماسي- لم يوضع أي تصور لشبكة النقل العام داخل “مدينة السيسي”، ومن دون سيارة لا يمكن التنقل.

وقالت المراسلة إن أحد الممثلين الاقتصاديين الفرنسيين قد ذهل أثناء زيارة للعاصمة الجديدة عام 2017، حين لم يجد أي رد على اقتراحه خطة تنقل حضري مستدام لوزارة الإسكان، لأنهم ليست لديهم خطة بشأن هذا الأمر.

وعلقت المراسلة بأن البعض يشبه العاصمة الجديدة بـ”المنطقة الخضراء” في بغداد، والتي تعد منذ الغزو الأميركي عام 2003 موطنا للسفارات الأجنبية والمباني الحكومية، وهي بمثابة شرنقة آمنة مصممة لإبعاد المركز عن أيدي الجماهير والتهديد المسلح.

وقالت الباحثة في مركز كارنيغي للفكر الأميركي ميشيل دن إن بناء العاصمة المصرية الجديدة نوع من إعادة بناء جدار الخوف الذي يفصل المواطنين والدولة، اهتدى إليه الرئيس السيسي.

وفي النهاية تساءلت المراسلة هل سينتهي بناء هذه المدينة ذات يوم، خاصة أن “معظم المدن التي أنشأها الرؤساء قد انهارت عند وفاتهم” كما يلاحظ هشام عوف، مضيفا أن اكتمال المدن الجديدة يستغرق وقتا طويلا.

ويقول المخطط الحضري ديفيد سيمز -مؤلف كتاب “أحلام الصحراء المصرية” عام 2015- إن العشرين مدينة مصرية الجديدة التي أقيمت منذ سبعينيات القرن الماضي قد فشلت، إذ لم يتجاوز عدد السكان فيها 1.6 مليون من العدد المستهدف البالغ 20.5 مليونا”.

وفي ختام التقرير، تتساءل المراسلة هل ستصبح “مدينة سيسي” يوما ما مثل مدينة القاهرة المعمرة؟ ولكن كما يقول عوف “القاهرة -العاصمة التاريخية، أو مصر كما يطلق عليها المصريون- لا يمكن تجاوزها، إذ فيها غالبية خدمات الدولة والنسيج الاقتصادي وكذلك الملايين من السكان الذين يجب أن يبقوا هناك”.

ويقول ديفيد سيمز إن “المدن الجديدة في الصحراء أنقذت القاهرة بطريقة أو بأخرى، حيث ذهبت كل الاستثمارات الغبية إلى مكان آخر، هناك مستقبل للقاهرة، ربما أفضل من طريقة التفكير الصعبة هذه”.
سياسة | المصدر: رصد | تاريخ النشر : الأربعاء 03 يوليو 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com