Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الربيع العربي قادم وسيقلب الشرق الأوسط رأسًا على عقب

الربيع العربي قال جيلبرت أشكار، الأستاذ بجامعة لندن: إن “الانتفاضات الأخيرة في السودان والجزائر تظهر أن الظروف التي أدت إلى الربيع العربي لا تزال قائمة، لكن الحركات المناهضة للاستبداد والاستغلال لا تزال تواجه تهديدات وجودية”.

وأضاف أن ” الانتفاضات في هذين البلدين هي نتاج ما أسميه عملية ثورية طويلة الأجل بدأت عام 2011 في المنطقة الناطقة بالعربية بأسرها، وسببها الرئيسي هو الحصار الاجتماعي والاقتصادي الناجم عن مزيج من الليبرالية الجديدة التي يرعاها صندوق النقد الدولي، والأنظمة السياسية الفاسدة التي تفرضها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وحذر أشكار – في حوار معه تحت عنوان “الربيع العربي الطويل”، نشرته مجلة “جاكوبين Jacobin” الأمريكية الفصلية ذات التوجه اليساري، أمس الأحد 19 مايو 2019، أجرته الكاتبة والناشطة آشلي سميث – من أن نتاج وينتج عن هذا الانسداد مشاكل اجتماعية منهجية، وأهمها بطالة الشباب الهائلة، بجانب المظالم العميقة الأخرى بين سكان المنطقة الذين يستمرون في الانتفاضات، مشددا على ان المظالم الاقتصادية والسياسية ستؤدي إلى موجة أخرى من الثورات الشعبية تمامًا مثل تلك التي شهدناها في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا عام 2011.

واعتبر في حواره الذي تحدث فيه بإسهاب عن الربيع العربي وسياسة الشرق الأوسط أنه “من الخطأ اعتبار ذلك النهوض “ربيعًا”، تمامًا مثل الموسم الذي يستمر بضعة أشهر وينتهي فقط بالتغييرات الدستورية، أو ينتهي بالفشل. في الواقع، ما زلنا في خضم عملية ثورية طويلة الأجل نشأت من الأزمة الهيكلية العميقة في المنطقة”.

وتابع: “هذا يعني أنه لن يكون هناك أي نوع من الاستقرار في المنطقة الناطقة بالعربية دون حدوث تغيير جذري في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أدت إلى هذا الانسداد التنموي. وإلى أن يحدث هذا ستستمر الأزمة وسنرى المزيد من انفجار الثورات والمزيد من الهجمات المضادة”.

رأي نتنياهو

ومن الأمور المثيرة للدهشة اعتراف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال في أول مايو الجاري، بقوله أمام جلسة الكنيست: إن “الربيع العربي لم ينته، وإنه يخلق تحالفات جديدة وأملًا جديدًا في إقامة علاقات سلمية مع العديد من الدول العربية المجاورة”.

وزعم أن “الربيع العربي” دفع الأمور في منطقة الشرق الأوسط من السيئ إلى الأسوأ، لافتا إلى أن “ظاهرة قمع العاجزين في الشرق الأوسط تتسع”.

وتحدث نتنياهو قبل عامين فقال: “أحن لأيام مبارك”، مبديا تخوفه من تداعيات “الربيع العربي” في البلدان العربية والإسلامية.

وشكك نتنياهو فى قدرة الشعوب العربية على التوصل لنظام حكم ديمقراطي، منتقدًا السياسيين الإسرائيليين الذين يؤيدون الثورات العربية التي رأى أنها لا تتحرك للأمام بل تسير للوراء، واعرب عن خشيته من سقوط النظام الملكي الهاشمي بالأردن.

وادّعى أن “الربيع العربي سيتحول إلى الإسلامية المعادية للغرب وإسرائيل وللديمقراطية”، منتقدا القادة الغربيين خاصة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ لأنه دفع مبارك للتنحي عن السلطة”، حسب قوله.

ليست النهاية

وفي مقال له بـ”الجزيرة نت” كتب المفكر المصري فهمي هويدي قبل نحو 5 سنوات بعنوان “ليست نهاية الربيع العربي” وكان دافعا في مقاله إلى عدم اليأس والقنوط فقال: “أتحدث أيضا عن الذين احتشدوا لإفشال الربيع العربي وإجهاض مسيرته إما تضامنا مع حلفائهم أو دفاعا عن أنفسهم أو الاثنين معا، ففتحوا خزائنهم وحشدوا منابرهم الإعلامية واستدعوا عناصر الدولة العميقة من مكامنهم، وأطلقوا حملات التعبئة التي سممت أجواء الربيع وأعلنت الحرب على التاريخ.

فكانت الانتكاسات والهزائم التي سربت القنوط إلى نفوس كثيرين؛ الأمر الذي سوغ للبعض أن يعلن على الملأ وفاة الربيع العربي وطي صفحته. ومن ثم صبوا عليه اللعنات وأهالوا على وجهه الأوحال ونعتوه بمختلف أوصاف الشماتة والهجاء، التي كان أخفها أنه كان خريفا وخرابا عربيا”.

وأضاف: “لا أنكر شواهد الفشل والانتكاسات التي حفلت بها مسيرة الربيع العربي، كما أن الانتصارات التي حققتها الثورة المضادة ماثلة تحت أعيننا ولا سبيل لتجاهلها أو إنكارها بدورها، لكنني أزعم أن هذا كله وذاك لا يعني بالضرورة نهاية الربيع العربي إذا احتكمنا إلى تحليل الواقع وخبرة التاريخ، وإذا اعتبرنا ما مررنا به درسا نتعلم منه ما يبصرنا بأخطائنا ومواطن الضعف فينا، وليس نعيا لتطلعات شعوبنا وأحلامها”.

الوصفة الكاملة

وأشار إلى أن الوصفة الكاملة غير موجودة فعليا، وقال “نحن لا نعرف في التاريخ المعلوم ثورة سريعة كاملة الأوصاف أنجزت التحول الديمقراطي بقليل من التكاليف وبكثير من التسامح والوفاق؛ بذات القدر لم تحدثنا خبرات الأمم على مدار التاريخ عن ثورة مضادة كانت أقل حدة وغلوا من الثورة الأصلية، ولكن العكس هو ما حدث؛ لأن التجارب التاريخية أكدت أن الثورات المضادة عادة ما تكون أكثر خطورة وعنفا وأسوأ من الواقع الذي سبق الثورة، وهو أمر مفهوم، لأنه من الطبيعي أن يشتد خوفها من خسارة المكاسب الكبيرة التي راكمتها على مدى سنين طويلة”.

وتوقع أن هلاك الظالمين في كيدهم، وقال: “عادة ما تكون نسبة نجاح الثورات المضادة كبيرة، بسبب امتلاك الأنظمة لأدوات القمع، وقدرتها على تجنيد الفئات الاجتماعية المستفيدة منها، فضلا عن قدرتها على ضرب القوى الاجتماعية الفاعلة ببعضها البعض نتيجة اقتحامها للبنى الاجتماعية، وبسبب احتكارها للسلطة والثروة فإن ذلك يوفر لها خبرة أوسع بالخرائط الاجتماعية وكيفية اختراقها واستمالتها، إلى جانب أن ذلك الاحتكار يوفر لها مصادر للتمويل تمكنها من الإنفاق بشكل باذخ على المعارك التي تخوضها على مختلف الجبهات”.

وطالب الثوار بالصبر وخلص إلى أن “رحلة التحول الديمقراطي طويلة وشاقة، وأن الربيع العربي صنعته إرادة الشعوب ولم تصنعه الزعامات ولا الأحزاب، وقد علمتنا خبرة التاريخ أن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن أي تشويه لتلك الإرادة يظل خبثا طارئا لا دوام له”.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 20 مايو 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com