Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تركيا تستثمر 1.1 مليار دولار لبناء مركز اسطنبول المالي الضخم

مركز اسطنبول المالي الضخم وضعت الحكومة التركية، خطة محكمة ومدروسة بأدق التفاصيل، لبناء مركز مالي ضخم في العاصمة إسطنبول مع حلول 2020، بمشاركة شركات عملاقة في مجال البناء والتمويل أيضا، وذلك بهدف توسيع حصتها من الاستثمارات الأجنبية بشكل مباشر، ورفع مستوى الناتج المحلي والمضي قدما في تجسيد رؤية تركيا 2023.

المشروع الذي بدأ تنفيذه منذ 2009، سيتواجد في منطقة أتاشهير بالعاصمة إسطنبول، ويمتد تصميمه على مساحة 2.5 مليون متر مربع، ويشمل مساحة مكتبية تمتد لـ560 ألف متر مربع، وأيضا محلات ومساحات للتسوق تبلغ 90 ألف متر مربع، وسيكون هناك فندق فخم يمتد لـ60 ألف متر مربع، اضافة إلى كل 60 ألف مربع أخرى خاصة بالمساحات السكنية والشقق، وأيضا مركز للثقافة والمؤتمرات بسعة ألفين شخص، وسيوفر 30 ألف وظيفة.

1.1 مليار دولار لإنهاء المشروع

وزير المالية والخزينة، برءات البيرق، عقد اجتماعا إلى جانب وزير البيئة والتخطيط العمراني، مراد كوروم، مع عدد من البنوك وشركات مقاولات، ومسؤوليين ماليين، حول المشاركة في مشروع مركز اسطنبول المالي، حيث قال البيرق أن الحكومة تسير على نهج المشروع بخطى ثابتة، وستقدم مركزا ماليا يليق باسطنبول قريبا.

وتم الكشف عن بعض الأرقام الخاص بمشروع مركز اسطنبول المالي، والتي أصدرتها شركة "إملاك للاستثمارات المالية"، حيث أكدت أن القيمة الإجمالية للمشروع هي 7 ملايير ليرة تركية (ما يعادل 1.1 مليار دولار).

توقعات شركة إملاك للاستثمارات، تشير أن الانتهاء من مركز اسطنبول المالي سيكون بحلول 31 ديسمبر 2022، في حين شدد وزير المالية البيرق على ضرورة قيام كل بنك تركي بنقل مقره الأساسي إلى مركز اسطنبول المالي، في لجمع جميع المؤسسات المالية تحت سقف واحد، وتحقيق الهدف المنشود من انشاء المركز المالي ومنح تركيا دفعة قوية على المستوى الاقتصادي والمالي.

اسطنبول على خطى نيويورك وبكين

وفي سياق متصل، قالت مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA)، أن تصنيف وجودة المراكز المالية العالمية، يؤثر بشكل مباشر على مؤشرات الاقتصاد الكلية للبلدان التي تتواجد فيها المراكز المالية ذات التصنيف العالي، وأفضل مثال على ذلك، مراكز سان فرانسيسكو، نيويورك، ولوس أنجلوس وايضا مركز بوسطن، والتي تتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر أقوى اقتصاد في العالم.

نفس الشيء بالنسبة لمراكز شنغهاي وبكين وهونغ كونغ ذات التصنيف العالي، والمتواجدة في الصين التي تعتبر ثاني اقتصاد في العالم، كل هذه الأمثلة تؤكد هدف تركيا في الوصول إلى القمة والمضي قدما في قطع خطوة عملاقة نحو ازدهار اقتصادي كبير في السنوات القادمة.

وتضيف مؤسسة SETA في تقريرها، أن الحكومة التركية تريد اضفاء الطابع المؤسسي على مكاسبها من الاستثمار وتحركات رأس المال أيضا، والتي شهدت ارتفاعا كبيرا في البلاد خلال آخر 15 سنة، وتسجيل جذب أكثر من 180 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية بشكل مباشر.

أوغلو: "مركز اسطنبول سيكون منافسا لمراكز لندن ونيويورك"

وبالعودة إلى أهمية هذا المركز، تحدث الدكتور يوسف كاتب أوغلو، المحلل السياسي والخبير الاقتصادي التركي لموقع الصحيفة، قائلا :"أهمية مشروع مركز اسطنبول، هو أنه سيجمع كل البنوك بما فيها البنك المركزي والمؤسسات المالية والمصرفية والبورصات وأسواق المال في منطقة واحدة اسمها في الطرف الآسيوي، وسيكون أضخم منافس لـ وول ستريت في لندن و نيويورك وغيرها وبالتالي سيجذب الاستثمارات المالية العالمية و يعزز الثقة بان اسطنبول مدينة عالمية في الاستثمارات المالية".

وفي حديثه حول تأثير الوضع السياسي في اسطنبول على انشاء ونجاح المركز المالي، يقول الدكتور أوغلو : "هناك هجوم أوربي إعلامي شرس من أمريكا وألمانيا بأن اردوغان ديكتاتوري، وبأن تركيا غير مستقرة والاستثمار فيها مغامرة وخطر، والعملة فيها منهارة، وهذا لمنع قدوم الاستثمارات الأجنبية FDI اليها خصوصا أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عهد حزب العدالة والتنمية ارتفعت من مليار في عام 2002 الى مائتين مليار مع نهاية 2018"

ويواصل الدكتور أوغلو حديثه للصحيفة: "إنجاز المشاريع الكبيرة على نظام الـBOT، يحتاج إلى شراكات وصفقات دولية كبيرة، مع القطاع الخاص التركي لإنجاز مثل هذه المشاريع، مثل مطار اسطنبول، وقناة اسطنبول المائية، أيضا التي ستغير خارطة الملاحة البحرية في العالم، مرورا بجسر السلطان سليم الجسر الثالث المعلق على البسفور، الذي يعتبر أهم جزء من المشروع الدولي لسكك الحديد طريق الحرير الدولي الذي يبدا من الصين و ينتهي في فرنسا والذي سيتحكم بخارطة الملاحة البرية لنقل البضائع في العالم"

واختتم أوغلو حديثه: "تركيا ستتجاوز هذه المرحلة و سندخل قائمة أقوى عشر دول اقتصادية في العالم"، وعبر الدكتور أوغلو أيضا عن أسفه الشديد لبعض دول الخليج التي تلعب دورا أساسيا، في الضغط على تركيا اقتصاديا و إعلاميا مع الأسف معلن و غير معلن، وهو دور تنفيذي لسياسات خارجية دولية.
إقتصاد | المصدر: الصحيفة | تاريخ النشر : الأحد 12 مايو 2019
أحدث الأخبار (إقتصاد)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com