Akhbar Alsabah اخبار الصباح

هل كان الخلاف بين الطيب والسيسي خطة خداع؟

الطيب والسيسي “إحياء قضايا خلافية، لا تعد من أولويات المصريين في الوقت الحالي”، هكذا اتهم مراقبون ونشطاء الدور الذي يؤديه أحمد الطيب، بعدما فجر مسألة تعدد الزوجات في وقت لا يجد الشباب تكاليف الزواج الأول، وربما لن يعبأ أحد بتصريحات الطيب، إذ إن غالبية المصريين في زمن انقلاب السفيه السيسي باتوا لا يقدرون على الزواج، فضلاً التعدد.

في مصر عمد أبو الانقلاب الفاشي جمال عبد الناصر زعيم انقلاب 23 يوليو 52 إلى تخريب الأزهر، وجعل تعيين شيخ الأزهر من صلاحياته ليستخدمه في الحرب على الإسلام كما يُريد، وصار يُعين شيوخًا للأزهر من سقط المتاع واستمر هذا الحال في عهد من جاءوا من بعده، فأخذ هؤلاء يُزينون للحكام أفعالهم المشينة والمخزية وظلمهم ويمدحون حربهم على الإسلام ويُحللون لهم ما حرم الله ويُحرمون ما حلله، وبعضهم ألف كُتباً بِمدح الظالمين!

دائرة التطبيل

ولا يخرج أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن دائرة المطبلين للعسكر، منذ وجوده في لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل أيام المخلوع مبارك، ووقوفه ضد ثورة 25 يناير ثم حربه ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وأخيرا وقوفه ومساندته لإرهاب السفيه السيسي وإعلان انقلاب 3 يوليو 2013.

ودأب العسكر على استعمال مشايخ وعلماء ودعاة وأدعياء ينتسبون للعلم الشرعي، ومن أصحاب العمائم وبدون عمائم من أصحاب النفوس المجبولة بالخسة والوضاعة والذلة والمهانة والحقارة، من الذين عندهم استعداد أن يبيعوا دينهم بدنياهم بثمن بخس وبلعنات هؤلاء الظالمين الخونة العملاء أعداء الإسلام، الذين يُوالون أعداء الله، فكانوا بمثابة الكهنة في المعابد الوثنية الفرعونية الذين يحملون المباخر ويؤلهون الفرعون، فأسسوا لهم هيئات وجمعيات ومؤسسات واتحادات وروابط وقنوات فضائية دينية.

وسموهم بكبار العلماء ليُعطوهم هيبة عند المسلمين، وبأنهم ورثة الأنبياء ومن يعترض عليهم إنما يعترض على الله ورسوله، والعياذ بالله، وصاروا يقولون للمعترضين على تطبيلهم للباطل ووقوفهم مع الظالمين “لحوم العلماء مسمومة”، وهُم السم الناقع نفسه الذين سمموا عقول الأمة وجعلوها غثاء كغثاء السيل.

وتبدو مواقف الطيب غامضة على التفسير الطبيعي في المشاهد المتعاقبة، فالطيب الذي وقف خلف جنرال إسرائيل في الانقلاب العسكري، هو ذاته الذي اعتزل في قريته حين مذبحة الفض، والطيب الذي يُخاطب السفيه السيسي، واصفًا إياه “بفخامة رئيس الجمهورية”، هو من يُعاتبه السفيه على الملأ قائلا: “تعبتني يا فضيلة الإمام”، والطيب الذي يتلقى دعما سخيا ومستمرا من الإمارات، هو الصوفي الزاهد في الدنيا ومتاعها! فكيف يفكر شيخ الأزهر؟ وأين يقف في كل موقف يستجد؟! وهل يقف مع السفيه السيسي في كل كبيرة وصغيرة أم أنه يتبع ما يُمليه عليه ضميره وحسب؟! أم أن هناك أبعادا متشابكة كوّنت مواقف الطيب ورؤيته؟

عاشق البيادة

في العاشر من مارس 2010 رحل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، وهو ما جعل المنافسة تحتدم بين أحمد الطيب ومفتي مذبحة رابعة الدكتور علي جمعة للفوز بهذا المنصب، وهو ما يُرجع إليه البعض جذور الخلاف الذي يلوح بين تيارين داخل الأزهر: تيار علي جمعة، متمثلا في دار الإفتاء، وتيار أحمد الطيب متمثلا في مشيخة الأزهر.

منذ تعيين الطيب شيخا للأزهر وحتى ثورة يناير سار الطيب على خط التطبيل للعسكر، فقد أظهر الولاء للمخلوع مبارك وللحزب الوطني، ورفض الطيب أن يُقدم استقالته من الحزب مُصرحا: “إذا شعرت أن الحزب الوطني يقيّد رسالتي سأستقيل، لكن إذا شعرت أن الحزب يقدم لي دعما وأنا أقدم له رؤية عالمية!”، قبل أن يُرغم في نهاية المطاف على الاستقالة بناء على طلب من مبارك!

كان تعامل الطيب مع الأزهر نابعا من إيمان حقيقي باعتبار الأزهر جزءا مُكملا في خدمة العسكر، وموجها من مكاتب المخابرات وعاملا تحت لواء الأمن الوطني، وتمثلت الدولة عند الطيب في المخلوع مبارك، فقد صرّح الأزهر أن الحزب الوطني والأزهر يؤدي كلٌّ منهما وظيفة مختلفة لكنها متكاملة، كالشمس والقمر والليل والنهار، “فالحزب يحتاج إلى الأزهر كي يُسدد وجهته إلى الوجهة الصحيحة، والأزهر محتاج إلى الحزب لكي يقويه”.. هكذا كان الطيب أيام مبارك وهكذا يستمر أيام انقلاب جنرال إسرائيل مجرد خادم مطيع.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأحد 03 مارس 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com