Akhbar Alsabah اخبار الصباح

العسكر حطّم أحلام “مصر بلا فساد”

مصر بلا فساد قالت الصحفية الليبرالية رانيا المالكي: إن أحلام مصر الجديدة المستعدة لاحتضان ابنها الذي ولد بالمواكبة مع ثورة 25 يناير أصبحت فجأة ممكنة، وكان الحلم حقيقة، “مصر حيث كان حكم القانون، وليس قانون الطوارئ ، هو الأساس لمجتمع عادل ومنصف، حيث كان الحفاظ وقتها في مصر على حياة الإنسان وكرامته من الأولويات؛ مصر بدون فساد ومحسوبية”.

غير أنها اليوم رأت السيسي بعد أربع سنوات، تولى المنصب الأعلى مرة أخرى، هذه المرة يسجن كل مرشح محتمل قابل للتطبيق يقف في طريقه، بما في ذلك سامي عنان، العضو السابق في المجلس الأعلى للقوات المسلحة!.

تستحق التضحية

وفي مقال بعنوان “بعد ثماني سنوات: هل كانت ثورة 25 يناير المصرية تستحق التضحية؟”، نشرته على “ميدل إيست آي”، بحكم أنها صحفية مستقلة تتعاون الآن من منفاها الاختياري بعيدًا عن الوطن، بعدما كانت رانيا المالكي هي رئيسة التحرير السابقة في ديلي نيوز إيجيبت (2006-2012)، الشريكة المصرية للنشر في صحيفة “إنترناشيونال هيرالد تريبيون” الأمريكية، أكدت أن المستحيل ليس فقط ما أجرم به العسكر في حق مصر، بل “ومن المستحيل تعداد نطاق التدهور في مستويات معيشة الناس بسبب السياسات الاقتصادية المعيبة والقصرية التي صممها صندوق النقد الدولي، والمشاريع الضخمة الوطنية التي تخدم جزءًا ضئيلًا من السكان، مع اقتصاد عسكري مواز يزداد غضب القطاع الخاص”.

واعتبرت أن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي- على المدى الطويل الذي سيعود بالفائدة على الغالبية العظمى من المصريين- هو قضية خاسرة تماما، كما تم إخماد الأمل في تحول ديمقراطي حقيقي في المهد. وتحولت “الحرب على الإرهاب” إلى “الحرب الأبدية على الإرهاب”، وهي دعامة لا غنى عنها تعزز قبضة السيسي على السلطة.

المستقبل قاتم

ولم يغب عنها رؤية المستقبل الذي رأته قاتما مع مئات من المنافذ الإخبارية المستقلة على الإنترنت التي يتم حظرها بموجب مرسوم رسمي. وعقوبات تنفذ على النقد الأخف وزنًا على وسائل الإعلام الاجتماعية بالاعتقال التعسفي والسجن لجرائم غامضة ضد الدولة.

ومن المظاهر السلبية التي رأت عليها دولة العسكر في الإعلام حيث مهنتها، ما قالت إنه احتجاز للإعلام الإذاعي رهينة تحت سيطرة الحكومة الثقيلة، وانتظار “برلمان” مطاطي في التعديلات الدستورية التي ستزيل القيود المفروضة على أهلية السيسي للترشح لولاية ثالثة”.

وعددت من المثالب التي طالت ثورة يناير من أحداث وقعت بعدها، ومنها تدهور الحياة بكل الطرق الممكنة للغالبية العظمى من المصريين الذين لم يكن لديهم خيار المغادرة (العودة عن الثورة أو مغادرة الأوطان)، وبطرق مختلفة، لأولئك الذين فعلوا ذلك. ومن هؤلاء بنظرها الآباء الذين قُتل أبناؤهم أو تم سجنهم زورًا بسبب الثورة وامتلاكهم الشجاعة اللازمة لطلب الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية، فقد تضاعفت آلامهم مع كل تبرئة على طبق من فضة لمبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي بتهم ذات صلة بقتل المتظاهرين، بدءًا من ديسمبر 2014.

خداع العسكر

وفي عودة للثورة والسنوات التالية، قالت إن المصريين لمسوا خداع المجلس الأعلى للقوات المسلحة (SCAF)، الذي وجدوه في تناظر مع الأحداث المميتة في يناير 2011.

وقالت إن العسكر استهدف المئات بكرات مطاطية في العيون، وكانت شهادات مؤلمة لأولئك الذين اعتقلتهم الشرطة العسكرية قبل عدة أشهر قد بدأت في الظهور، وتم إجراء “اختبارات البكارة” على 17 امرأة من قبل الجنود في مظاهرة ضد مبارك في ميدان التحرير في مارس 2011، لم يدافع عنها سوى عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء عبد الفتاح السيسي، الذي قال إنها كانت ضرورية لحماية الجيش ضد ادعاءات الاغتصاب.

ازدواجية السيسي

واعتبرت أن “كشوفات العذرية” أو “اختبارات البكارة” كانت نموذجا يمكن استعارته للتعبير عن فترة ولاية السيسي، فهذا تصريحه لمنظمة العفو الدولية في يونيو 2011 حول اختبارات البكارة. وتعهد بعدم تكرار الانتهاك الذي لا يوصف، وفي الوقت نفسه برر ضرورته!.

وقالت إن “نمط الازدواجية مع كل جريمة ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان والحقوق المدنية التي ارتكبها” كان منهج السيسي، وأضافت أن السيسي مهندس الانقلاب العسكري في عام 2013، برر انتهاكه الدستوري الصارخ ضد رئيس منتخب بطريقة شرعية، مدعيا أنه يستجيب لمطالب “الشعب”. ومضى إلى إعلان خريطة طريق يتم تنفيذها تحت إشراف عسكري، وأصر على أنها لم تكن انقلابا بل كانت خطوة ضرورية لتحقيق “الاستقرار”.

وبعد أسابيع، في ثوبه العسكري والظلال الداكنة، طلب من الشعب المصري أن يمنحه “تفويضًا” لـ”مواجهة العنف والإرهاب” رمزًا لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في ساحتي رابعة والنهضة.

وأشارت إلى أن “الخطاب المصيري، التفويض، كان تمهيدا للقتل الجماعي لمئات من المتظاهرين المسالمين في وضح النهار خلال 11 ساعة في 14 أغسطس 2013”.

وكشفت عن أنه في غضون عام من التعهد بعدم وجود طموحات سياسية لرئاسة مصر، ترشح السيسي لمنصب الرئيس في انتخابات زائفة تديرها حكومة دمى مؤقتة، حظرت الاحتجاجات السلمية واستخدمت اللوائح الجديدة لمقاضاة وإيقاد رموز الشباب في انتفاضة يناير.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : السبت 26 يناير 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com