Akhbar Alsabah اخبار الصباح

انطلاق أعمال القمّة الاقتصادية في لبنان

القمّة الاقتصادية في لبنان انطلقت رسمياً في بيروت صباح اليوم الأحد، أعمال "القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية"، بحضور الرئيس اللبناني ميشال عون، ومشاركة لافتة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بثّت الروح في القمّة بعد عزوف القادة والزعماء العرب عن المشاركة فيها، باستثناء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز.

وأعلن عون افتتاح أعمال الدورة الرابعة من القمة التنموية العربية، قبل أن يتحدث وزير المالية السعودي بصفته ممثلاً لرئاسة الدورة الثالثة (قمة الرياض)، تلا ذلك كلمة للرئيس اللبناني، تلتها كلمة للأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط.

مبادرة لبنان: مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية

وفي كلمته الافتتاحية، أعلن الرئيس اللبناني التقدّم بمباردة رامية إلى اعتماد "استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية"، داعياً لوضع آليات فعالة تتماشى مع متطلبات إعادة الإعمار وفي مقدّمتها تأسسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى إعادة الإعمار في الدول المتضررة من الحروب والنزاعات، ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتساءل عون: "أين دولنا من مسيرة تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، من القضاء على الفقر، إلى محاربة عدم المساواة والظلم، في وقت تُهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وتنتهك حقوق الشعوب بالحرية والعيش الكريم، وينتشر الدمار، ويغادر الملايين أوطانهم نحو دول هي أصلا تنوء تحت أحمالها وتضيق بسكانها؟".

وتابع: "لقد ضرب منطقتنا زلزال حروب متنقّلة... لسنا اليوم هنا لنناقش أسبابها والمتسبّبين بها والمحرّضين عليها، إنّما لمعالجة نتائجها المدمّرة على الاقتصاد والنمو في بلداننا والتي عادت بنا أشواطاً الى الوراء".

ودعا الرئيس اللبناني كل المؤسسات والصناديق العربية إلى اجتماع يُعقد في بيروت خلال الأشهر الثلاثة القادمة لمناقشة وبلورة هذه الآليات.

وقال عون إن لبنان اقترح مشروع بيان ختامي يصدر عن القمة حول أزمة النازحين واللاجئين، نظراً لتداعياتها الخطرة على الدول المضيفة لهم، ولما تشكله من مخاطر وجودية على النسيج الاجتماعي السائد في المنقطة.

واعتبر الرئيس اللبناني أن انعقاد هذه القمة في بيروت هو تأكيد على دور لبنان ورسالته في محيطه والعالم، مضيفاً: "كنا نتمنى أن تكون القمة مناسبة لجمع كل العرب بحيث لا تكون هناك مقاعد شاغرة، وبذلنا كل الجهود لإزالة الأسباب لكن العراقيل كانت أقوى".

أبو الغيط: التنمية تحتاج نمواً حتى 7%

من جهته، أعرب أبو الغيط عن الشعور "بالحزن والأسف لعدم مشاركة وفد ليبيا، وللظروف التي أوصلت الأمور إلى هذه النقطة"، وقال: "أنا على ثقة بحكمتكم (للرئيس عون) لاحتواء تداعيات تلك الأزمة، لأن لبنان وليبيا بلدان عزيزان على العرب ونأمل أن تبذلوا جهداً في هذا الاتجاه".

وقال أبو الغيط إنه لا استقرار مستداماً من دون نمو شامل، مضيفاً أن "السبيل إلى التنمية صار معروفاً، وهو ليس سهلاً، وقد سلكه غيرنا من قبلنا وصار له متطلبات، أولها تحقيق معدلات عالية من النمو الاقتصادي لا تقل عن 6% أو 7% نمواً لفترة زمنية ممتدة".

ولفت إلى أن معدلات النمو الحالية ليست كافية لتحقيق الطفرة التنموية المنشودة، وهذا يبقى رهناً باستقرار سياسي وأمني تدفع ثمنه غيابه بعض الدول، مضيفاً أنه "رغم هود بذلت في السنوات الماضية من أجل النهوض الاقتصادي، لا تزال المنطقة العربية بعيدة عن إطلاق إمكاناتها الكاملة".

في السياق، أشار أبو الغيط إلى أن "البنود المطروحة على طاولة القمة تتضمن عدداً من المبادرات والمشروعات، ونتطلع إلى أن تجد طريقها نحو التنفيذ من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي".

ولاحظ أن نصف صادرات العالم العربي من المواد البترولية، وأن الحاجة كبيرة لتنويع الاقتصادات من أجل تحصينها من التقلبات المرتبطة بأسعار الطاقة، فضلاً عن الحاجة إلى تحسين بيئة الأعمال وتعزيز التنافسية وريادة الأعمال والمبادرة.

كما لفت إلى أن الدول العربية لديها أكثر سكان العالم شباباً و"هذه سمة قد تتحول إلى عبء على الاقتصادات ومحرك للاضطرابات وبيئة خصبة لشتى شؤون التطرف".

وبعد الجلسة الافتتاحية، عقدت جلسة العمل الأولى، وهي جلسة علنية تحدث فيها النائب الأول لرئيس البنك الدولي، محمود محيي الدين، حول موضوع "تمويل التنمية" والذي أكد أن الموازنات العامة في الدول العربية شهدت تحسنا خلال العام الماضي وبلغت 4.5% في المتوسط، وتلي كلمة محي الدين كلمات القادة العرب، على أن تُقام عند الواحدة والنصف بتوقيت بيروت مأدبة غداء على شرف رؤساء الوفود والضيوف.

وتُعقد عند الثالثة بعد الظهر جلسة العمل الثانية، لتُستأنف خلالها كلمات القادة العرب، وتُلقى فيها كلمات ممثلي المنتديات.

وعند الخامسة عصراً تُعقد جلسة العمل الثالثة وتكون مغلقة، يتم خلالها اعتماد ومناقشة مشروع جدول الأعمال، واعتماد مشاريع القرارات و"إعلان بيروت".

أما الجلسة الختامية فتُعقد اعتباراً من السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، يلقي فيها الرئيس الموريتاني كلمة باعتبار أن بلاده ستتولى رئاسة القمة الخامسة، على أن يلقي بعدها عون كلمة ختامية للقمة.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الأحد 20 يناير 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com