Akhbar Alsabah اخبار الصباح

إغراءات صهيونية للسيسي لإخلاء سيناء

إخلاء سيناء نشرت دراسة صهيونية للعميد شمعون شابيرا العميد السابق بسلاح المخابرات الصهيوينة حول سيناء تحت مسمى “تطوير شمال سيناء.. مقترح دبلوماسي جديد”، والتي استعرضت اقتراحا جديدا لتطوير صفقة القرن، والذي يختلف من حيث الهدف مع المشاريع الصهيونية السابقة، الهادفة لنقل الفلسطينيين إلى سيناء كوطن بديل، ولكن هذه المرة جاءت الدراسة بحسب خبراء وراصدين بطريقة ترضي المطامع الأمنية والاقتصادية للنظام المصري.

وفي الوقت ذاته من المقرر أن يجتمع وزير الطاقة الصهيوني يوفال شطاينتس، مع عبدالفتاح السيسي، في لقاء عنوانه المعلن “النشاط الإرهابي” في محافظة شمال سيناء، وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن شطاينتس سيجتمع بالسيسي على هامش المؤتمر الذي ينطلق بعد غد، الثلاثاء، وسيبحث معه قضايا أمنية تتعلق بـ”النشاط الإرهابي” بمحافظة شمال سيناء.

ووصل الوزير الصهيوني، إلى مطار القاهرة الدولي، للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الأول لمنتدى الغاز الطبيعي تلبية لدعوة شخصية من وزير البترول والثروة المعدنية المصري بحكومة الانقلاب طارق الملا.

وتأتي المشاورات الصهيونية المصرية، في الوقت الذي أعلنت فيه الإدارة الأمريكية تأجيل الإعلان عن تفاصيل “صفقة القرن” بسبب الانتخابات في الكيان الصهيوني التي ستجري في مارس 2019، بسبب الخشية من تأثير “التنازلات المطلوبة من الكيان” ضمن الصفقة على نتائج المرشحين، وهي نفس حجة تأجيل سابق من أغسطس لنهاية ديسمبر 2018 بسبب انتخابات الكونجرس، كان الحديث يجري عن مخططات خطيرة تهدد المنطقة أو “سايكس بيكو جديد”.

تزامن غريب

ويتزامن ذلك مع سلسلة خطوات مصرية إسرائيلية فلسطينية نحو المزيد من التضييق على المقاومة في غزة بالتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني لمصر، هي: عودة غلق مصر لمعبر رفح في وجه المغادرين من غزة، وقيام “عباس” بسحب موظفي السلطة من معبر رفح، وقطعه رواتب دفعة جديدة من موظفي السلطة بالقطاع.

وبحسب الدراسة الصهيونية فإن انسحاب رئيس السلطة محمود عباس من عملية السلام، وتصرفاته ضد قيادة حماس، وتدهور الوضع الاقتصادي في غزة إلى حد الأزمة الإنسانية ، وتصعيد المواجهة العسكرية على حدود غزة، وإمكانية الانزلاق إلى الحرب خلقت وضعا جديدا للأزمة في غزة.

زيارة “عباس”

وفسر متابعون زيارة “محمود عباس” والحفاوة السيساوية به لحد إشراكه في افتتاح مسجد وكنيسة العاصمة الإدارية– على عكس ما يشاع عن خلافات بينه وبين السيسي-وما سبقها وتبعها من قرارات، واستباقها زيارة وزير الخارجية الأمريكي، تبدو موجهة ضد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وغزة، ولا يمكن أن تكون جاءت مصادفة، وإنما هي تمهيد لشيء ما، ربما هو ترتيبات صفقة القرن.

وبدا من محاولات عباس حصار حماس انه يسعي ايضا للوقيعة بينها وبين سلطة الانقلاب والتحريض عليها، بيد أن حاجة سلطة الانقلاب لحماس في حماية أمن سيناء باعتبار أنها رقم صعب في المعادلة الفلسطينية.

دور السيسي

وقال شمعون شابيرا إن المطلوب يتمثل في استجابة جديدة تتمثل في مصر تختلف عن ما هو موجود بالفعل، يجب أن تستند إلى نموذج جديد يدعمه في المقام الأول عنصر خارجي للنزاع الصهيوني الفلسطيني، ولكن له تأثير مباشر وحاسم عليه.

ولفت إلى أن غزة معضلة صعبة بالنسبة للمجتمع الدولي. وخلص تقرير البنك الدولي في 27 سبتمبر 2018 إلى اجتماع للمانحين في غزة، والذي عقدته لجنة الارتباط الخاصة في الأمم المتحدة، إلى أن اقتصاد غزة “ينهار” وكان في مرحلة “السقوط الحر”.

وأشار إلى اتفاق مصر والسعودية والإمارات مع تصنيفات الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة والاحتلال في تصنيف “حماس” التي تحكم قطاع غزة منذ 2007، بالإرهاب نظرا لأنها تعتبر الإخوان المسلمين الجماعة الأم.

شمال سيناء

ويستند هذا النموذج الجديد بحسب الدراسة إلى توفير حلول للحرمان الاقتصادي والإنساني في غزة “الحصار” في منطقة شمال سيناء، مع الحفاظ على السيادة المصرية بشكل صارم ودون المساس بها بأي شكل من الأشكال. في حين أن هذه المنطقة مجاورة لقطاع غزة ، فهي خارج سيطرة حماس. في الوقت نفسه ، يجب تقديم مساعدات اقتصادية ضخمة لمصر من خلال إنشاء كونسورتيوم جديد يعتمد على الولايات المتحدة ودول الخليج.

وزعمت أن الهدف هو تطوير منطقة شمال سيناء، مع التركيز على مدينة العريش، باعتبار أنها سوف تسهل حلول البنية التحتية والاقتصادية لصالح سكان قطاع غزة.

وتتضمن هذه الحلول الصهيونية الجديدة:

– بناء ميناء في المياه العميقة في موقع الميناء الحالي في العريش، مما يسمح باستيراد وتصدير البضائع إلى غزة.

– بناء مطار دولي بالقرب من العريش من شأنه أن يسمح بحركة الركاب من قطاع غزة أيضا.

– بناء محطة لتوليد الكهرباء من الغاز الطبيعي من حقول الغاز المصرية في البحر الأبيض المتوسط، وتوفير ما يكفي من الكهرباء لتلبية الطلب الكلي لسكان غزة.

– بناء منشأتي تحلية مياه لتوفير مياه كافية لاحتياجات قطاع غزة.

– بناء خط سكة حديد من العريش إلى غزة، والتي ستكون متصلة بالسكك الحديدية من العريش إلى القاهرة.

– بناء الفنادق والمنتجعات على شواطئ بحيرة البردويل، وتحويلها إلى بقعة سياحية عالمية مشابهة لشرم الشيخ.

– بناء مبان سكنية جديدة في منطقة العريش وشمالي سيناء.

وأشارت الدراسة اليهودية التي يشرف عليها “مركز القدس للشؤون العامة” إلى أن تنفيذ هذه المشاريع التنموية الاقتصادية والسياحية تحت مسؤولية الحكومة المصرية، وسيتمكن سكان غزة من الوصول إليها واستخدامها تحت إشراف الأمن المصري ووفقاً للوائح المصرية.

زيارة بومبيو

وأشار خبراء إلى أن لزيارة بومبيو وزير الخارجية الامريكية علاقة بـ”التطوير” المرتقب في صفقة القرن وتنسيق المواقف قبل الإعلان عنها في مارس المقبل.

فقد سبق “بومبيو” الي زيارة الكيان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الذي بحث تأثير انسحاب أمريكا من سوريا على الكيان صهيوني وبحث خطة أمريكا لإبقاء عددٍ من قواتها جنوبي سورية، مع مسؤولين صهاينة، ما يعني ان زيارة “بومبيو” هي لهدف اخر غير بحث سوريا.

وتأتي زيارة “بومبيو” في اعقاب قول سفير الولايات المتحدة في الكيان صهيوني، ديفيد فريدمان، إن الإدارة الأميركية قررت تأجيل نشر تفاصيل “صفقة القرن”، لعدة أشهر إلى ما بعد انتخابات الكنيست وتشكيل حكومة جديدة في الكيان صهيوني، أي أنها معدة وجاهزة ولكن سيؤجل نشرها فقط كي لا تؤثر على نتائج انتخابات إسرائيل.

ويدور الحديث عن تنازلات متبادلة بين الكيان صهيوني والدول العربية بموجب صفقة القرن، اخطرها تخلي الفلسطينيين عن القدس ككل لتصبح (بشطريها الغربي والشرقي) عاصمة للدولة الصهيونية، وجعل مدينة “أبو رديس” عاصمة لفلسطين بدل القدس، فضلا عن إقامة مشاريع استثمارية في غزة وفي سيناء يعود ريعها لأهالي غزة، وهو إجراء يصعب تصور أن يعطي الأمريكان والصهاينة وسلطة الانقلاب عوائده للمقاومة في غزة، لهذا يجري التمهيد له بخطوات الحصار الأخيرة التي تنفذها سلطة رام الله وسلطة الانقلاب وسلطة الاحتلال في توقيت واحد!

ولا يمكن في هذا الإطار فصل هذه الاستعدادات الصهيونية عما قالته القناة الثانية بالتلفزيون الصهيوني 6 يناير 2019 من أن دولة الاحتلال اعدت وعرضت، للمرة الأولى، تقديراتها بشكل رسمي لسعر الممتلكات اليهودية المتبقية في الدول العربية وقدرتها بربع تريليون دولار (250 مليار دولار) استعدادا لصفقة القرن!

أما تقرير “وول ستريت جورنال” فتحدث عن احتمالات توجه نتنياهو إلى الرياض قريبا، واستقبال ولي العهد السعودي له؛ ليؤكد ليس فقط سعي إدارة ترامب لترتيب ذلك من أجل استعادة “بن سلمان” ما فقده في قضية قتل “خاشقجي”، وإنما تمهيده الطريق للتطبيع الشامل مع الاحتلال كجزء من صفقة القرن.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 14 يناير 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com