Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كيف تسهم 3 عوامل في نهاية حكم ترامب

دونالد ترامب توقع الكاتب البريطاني المخضرم “روبرت فيسك”، أن يتهاوى نظام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قريبًا، مرجعًا أسباب ذلك إلى عدة عوامل، منها تشابه ممارساته مع الطغاة العرب ودعمه الكبير لهم، حتى تمكنوا من إحكام شباكهم على البيت الأبيض.

وفي مقاله، الإثنين، يقول كبير مراسلي صحيفة The Independent البريطانية في منطقة الشرق الأوسط: إن لديه تكهنات بأنه «إذا انهار نظام ترامب- وهو بالتأكيد نظام وليس إدارة- فلا أعتقد أنَّ لعبته مع الروس، ولا فساده، ولا أكاذيبه في الداخل هو ما سيتسبب في ذلك. ولن يكون السبب في ذلك أيضا كرهه للسيدات، ولا سياساته المعادية للمهاجرين، ولا اضطرابه العقلي الواضح، بالرغم من أنَّ هذا هو ما يربطه بوضوح بأصدقائه في العالم العربي. سيكون السبب هو أنَّ زعماء الشرق الأوسط أحكموا بالفعل شباكهم حول البيت الأبيض»، على حد تعبيره.

ولا يستبعد فيسك أن يكون مصير ترامب كمصير ساسة غربيين أطاحت بهم أحداث الشرق الأوسط، حيث يضيف: «كم يبلغ الغرور بزعمائنا حدا يمنعهم أن يتذكروا تداخل مصائرهم مع تاريخ الشرق الأوسط. إذ دمَّر تأميم قناة السويس في مصر رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن، ودمرت أزمة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز رهائن الرئيس جيمي كارتر. وكادت فضيحة «إيران جيت» أن تفعل الشيء نفسه بالرئيس الأمريكي رونالد ريغان. وقد يكون «النظام الجديد» الذي وضعه جورج بوش الأب للشرق الأوسط هو ما حكم بالفشل على جولته الانتخابية اللاحقة. أما جورج بوش الابن فقد لوث غزوه للعراق سمعته السياسية للأبد.

ويمضي منتقدا السياسات الغربية الأمريكية: «ما يعجز اللسان عن وصفه هو السعي الغربي للمشاركة بفعالية في حربٍ مذهبية لدولٍ أخرى، ليس لأي سبب سوى الاستمرار في بيع أسلحة لأنظمة استبدادية غنية وغير مستقرة. لافتا إلى أنه لا يوجد سبب يجعل دونالد ترامب محصنًا ضد مصير الكثير ممَّن سبقوه.

3 عوامل نحو السقوط

وفي لهجة تحذيرية يؤكد فيسك أن هناك عدة أسباب ستطيح بنظام ترامب:

السبب الأول: أنه «أصبح يرتبط بعلاقة صداقة مع دولة غاية في الخطورة، تُسمى السعودية، ستلحق الضرر به قريبًا.

الثاني: أن ترامب تبنى السياسة الخارجية الصهيونية وكأنها سياسته الخاصة، بما في ذلك ملكية القدس. ودعمه المتفاني للاستعمار الصهيوني غير القانوني للأرض العربية الفلسطينية.

أما السبب الثالث: فيتعلق بتمزيق اتفاقية رسمية مع إيران، وأسهم في تقسيم العالم الإسلامي (سنة وشيعة) بشكل كبير».

دعم الطغاة العرب

ويضيف فيسك أن الديكتاتوريين في الشرق الأوسط مهووسون بالسلطة ومخاطرها وحب التملك. فبالنسبة لهم يكمن السحر الحقيقي في تملك ثروة لا حصر لها أو شعب بأكمله، ونموذجهم الخاص من الوطنية، والتحديات التي عليهم خوضها للحفاظ على استمرار أسلوب حياتهم.

ويشير إلى فرض هذه الديكتاتوريات وصايتها على شعوبها وأوطانها، مؤكدا أن هؤلاء الحكام يعتبرون أنّ دولهم- وتاريخها- ملكيتهم الخاصة يحق لهم التصرف بها كما يحلو لهم. فقد يسجنون معارضيهم بعشرات الآلاف (في إشارة إلى ديكتاتور مصر عبد الفتاح السيسي)، أو يُسقِطون براميل متفجرة عليهم (في إشارة إلى السفاح بشار الأسد)، أو يُقطِعون جسد صحفي غير مطيع أشلاءً (في إشارة إلى محمد بن سلمان)، لكنهم يعرفون- وهذا صحيح فعلا- أنه لا بد أنَّ يكون هناك دعمٌ مستمر للديكتاتور المحبوب من الملايين الذي يقسمون على التضحية بأنفسهم- «بالروح والدم»- في سبيله، على أن يناله أي ضرر.

ترامب على خطى الطغاة

ويمضي فيسك مؤكدا أن ترامب على غرار حلفائه الخطرين في الشرق الأوسط، لا يؤمن بعِبَر التاريخ ولا بمبادئ أخلاقية، بل يؤمن بنفسه فقط. ولهذه الأسباب، يفضل كثيرٌ من الطغاة العرب ترامب؛ لما بينهم من النقاط المشتركة الكثيرة».

ويضيف أن طغاة الحرب المحنكين يوظفون الخوف من «الإرهاب» الإسلامي، والاستقرار السياسي، وانخفاض أسعار النفط، وثروات نقدية، لكي يحصلوا على دعم الغرب، منتقدا وصف البيت الأبيض للطغاة العرب (مصر والسعودية والإمارات وسوريا)، بأن هؤلاء الحكام ربما يحتجزون الأبرياء ويعذبونهم، لكنهم «معتدلون» يحاربون «التطرف الإسلامي»- حتى إننا نقول ذلك عن السعوديين الذي خرج من تحت عباءتهم 15 شخصا من بين القتلة الـ19 المتورطين في أحداث 11 سبتمبر.

وبنبرة ساخرة، ينتهي فيسك إلى أن الغرب ساند المعسكر الخطأ في العالم العربي، مضيفا «لحسن الحظ أننا ربحنا هؤلاء الرجال الشرسين في صفوفنا. وأنا في غنى عن القول إنَّه إذا ساندنا المعسكر الخطأ في العالم العربي وطالبنا بالإطاحة «بالرجال الأقوياء»، فيمكن حينها أن يتدخل الروس لدعم الديكتاتور الخبيث، ويصفون ذلك بأنه قتال «معتدل» يواجه التطرف الإسلامي يهدف لحماية العالم من الإرهاب!.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الثلاثاء 04 ديسمبر 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com