Akhbar Alsabah اخبار الصباح

بن سلمان: أثبتوا أولاً أن خاشقجي قُتل

بن سلمان “أثبتوا أولاً أن خاشقجي قُتل” كانت هذه خلاصة تعليقات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمطالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على هامش قمة العشرين التي اختتمت أعمالها أمس بالعاصمة الأرجنتينية “بوينس آيريس”، حول ضرورة الإجابة على التساؤلات الملحّة والمفتوحة بدون رد من جانب المملكة بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي مطلع أكتوبر الماضي بمقر القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.

تحمل هذه الردود التي كشف عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واعتبرها لا تصدق في تصريحات حاسمة بقوله: “إن جواب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على سؤال حول قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، خلال جلسة قمة مجموعة العشرين، لم أستطع تصديقه” عدة رسائل ودلالات شديدة الخطورة والأهمية حول نظرة ولي العهد للتحقيقات الجارية في القضية.

أولاً: القول بأنه “لا يمكن إدانة المملكة العربية السعودية بمقتل خاشقجي دون أن يثبت وقوع الجريمة أصلاً”.. تحمل عدة رسائل تعكس الموقف الحقيقي لابن سلمان حول الجريمة الوحشية؛ فهي تناقض اعتراف المملكة رسميًّا بالجريمة، والذي جرى على لسان النائب العام السعودي والبدء في التحقيقات بعد توقيف 18 متهمًا.

ثانيًا: هذه التصريحات تمضي في سياق حالة الإنكار الأولي لوقوع الجريمة أصلاً؛ ما يعني أن اعتراف المملكة بالجريمة والتحقيقات التي تتم ما هي إلا مسرحية أريد بها تهدئة غضب العالم؛ الذي اشتعل على وقع التسريبات التركية المتتالية لتفاصيل الجريمة الوحشية والكشف عن الأدلة تباعا حول تورط المملكة؛ يعزز هذه الفرضية أن سعود القحطاني مستشار ولي العهد والذي تمت إقالته صوريًّا يمارس عمله بكل حرية كما كان بالضبط دون تغيير سوى في الإقالة الصوررية.

ثالثًا: هذه التصريحات تتنبأ بمستقبل هذه التحقيقات السعودية الصورية والتي تعني براءة المتهمين؛ لأنه لا أدلة على وقوع الجريمة أصلاً، وفقًا لتصريحات ولي العهد السعودي.

رابعًا: تؤكد هذه التصريحات أن القتلة السعوديين تعمّدوا إذابة جثمان الشهيد خاشقجي وطمس معالم الجريمة من أجل غلق ملف القضية من الأساس، وفقا لنظرية “إذا غابت الجثة فلا يمكن إثبات الجريمة” والتي وردت في أحد الأفلام الأمريكية.

رسائل أردوغان

في المقابل رد الرئيس التركي على تلك التصريحات المسربة والمنسوبة لولي العهد بتصريحات حادة وحازمة، وذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي في ختام أعمال قمة العشرين أمس السبت.

وفي حين قال أردوغان إن قضية خاشقجي لم تكن ضمن جدول أعمال قمة العشرين، كشف أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كان الوحيد الذي أثار قضية خاشقجي خلال القمة، وإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعطى “تفسيرات لا تصدَّق” حول دور الرياض في القضية، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.

واشتلمت كلمة أردوغان على الرسائل الآتية:

أولاً: تأكيد رفض تركيا تعليقات ولي العهد وأن تركيا لا تريد إلحاق الضرر بالأسرة الحاكمة في السعودية، لكن العالم لن يطمئن قبل إعلان الجهة التي أمرت بقتل خاشقجي، وأن هذا الإعلان سيكون من مصلحة السعودية.

ثانيًا: الإشارة إلى أن بلاده عملت منذ اللحظة الأولى التي علمت فيها بالجريمة، على حشد جميع طاقاتها من أجل الكشف عن ملابساتها.

ثالثًا: شدَّد على أن الحقيقة التي سعت الإدارة السعودية إلى إنكارها أولاً ثم محاولة تشويه الحقائق، وأخيرًا الاعتراف بوقوعها، تجلَّت بفضل الموقف التركي الحازم.

أسرار تقرير المخابرات الأمريكية

وتأتي هذه التطورات في أعقاب كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بعض خفايا تقرير المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” الذي انتهى إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بتنفيذ الجريمة استنادًا إلى رصد 11 رسالة قبل وأثناء جريمة قتل خاشقجي بين ولي العهد ومستشاره سعد القحطاني؛ الذي أشرف على جريمة الاغتيال الوحشية.

كما كشفت أن ولي العهد أمر بسحب خاشقجي إلى المملكة، فإذا تعذر فيمكن التعامل معه في الخارج، في إشارة إلى اغتياله والتخلص منه.

من جانبها اعتبرت السفارة السعودية بواشنطن أن تواصل بن سلمان مع مستشاره أمر طبيعي، ولا يعد ذلك دليلاً على تورط الأمير في الجريمة.

وحظي ولي العهد السعودي بعزلة كبيرة خلال مشاركته في قمة العشرين؛ حيث تحاشى معظم المشاركين التحدث معه أو التقاط الصور، بينما جاءت مباحثات البعض معه سرية وبعيدة عن كاميرات الإعلام درءًا للفضيحة.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأحد 02 ديسمبر 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com