Akhbar Alsabah اخبار الصباح

11 حالة انتحار في مصر في شهر سبتمبر فقط

الشعب المصري باتت أخبار الانتحار أمرا معتادا في الصحف والمواقع المصرية في الفترة الأخيرة، وصار الإقدام على الموت الحل الوحيد الذي يراه الشعب المصري في مواجهة ما يعانيه من فقر ومرض وانهيار اقتصادي، وهو الحل الذي لم يقتصر على فئة او منطقة او طبقة معينة.

خلال شهر سبتمبر الماضي، ووفقا لما نشرته المواقع والصحف الإخبارية، رُصدت 11 حالة انتحار وفقا لأسباب مختلفة، كلها تصب في النهاية في خانة واحدة، الفقر والعجز والعوز، وفقا لتقرير نشرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
البداية كانت مع الشاب "أحمد.م.م.ع"، من محافظة الشرقية، الذي كان قد بلغ عامه العشرين، لكنه أصيب بإحباط شديد واكتئاب وأزمة نفسية حادة بسبب فقده الأمل في مستقبله، ليقدم في 3 سبتمبر الماضي، على الانتحار شنقا في غرفته، في قرية الشوكة التابعة لمركز أبو كبير.
ولم تفلح محاولات الأب الذي اكتشف انتحار نجله، في إسعافه، بعد ان فؤجئ يجثمانه معلقا من سقف الغرفة، لكنه كان قد اكتشف الأمر متأخرا، بعد ان كان أحمد قد فارق الحياة.
ومن أبو كبير بالشرقية إلى المرج بالقاهرة، حيث قامت ربة منزل تدعى "وفاء . س" تبلغ من العمر 47 عاما، على إشعال النار في جسدها، بعد ان ضاقت ذرعا بارتفاع الأسعار، وأحست بالعجز والفشل في تلبية متطلبات أبنائها الخاصة ببداية العام الدراسي، بسبب سوء حالتها المادية وتردي اوضاعها.

الكارثي في واقعة وفاء أنها حدثت أمام أعين نجلها، الذي سمع صوت صرخات الأم من غرفتها، فأسرع إليها ليجدها تشتعل بعد أن سكبت البنزين على جسدها، ولم تفلح محاولاته للاستعانة بالجيران في إنقاذ الأم، التي لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى المستشفى.

ومن القاهرة إلى الجيزة، وفي يوم 9 سبتمبر، قرر "ع.ح"، العامل بأحد الجراجات في 6 أكتوبر، التخلص من حياته التي لم يعد يطيقها بسبب الخناقات اليومية مع زوجته، بسبب سوء حالته المادية، بالإضافة إلى معايرتها له بسبب عدم قدرته على الإنجاب.

وفي يوم الحادث، وقعت مشادة بينه وبين زوجته، عايرته خلالها بفقرع وعجزه عن الإنجاب، وتركت له المنزل وذهبت غاضبة إلى منزل والدها لتقيم به، فاستغل الزوج وجوده وحيدا بالمنزل، ليقرر التخلص من حياته، وشنق نفسه في سقف غرفة النوم.

وفي نفس اليوم، لكن في محافظة الفيوم، أقدم الشاب "عبدالرحمن.ر" صاحب الـ 18 عاما، والطالب بالمعهد الزراعي، على الانتحار شنقا، لعجزه عن توفير "مصاريف المحامي" المطلوبة للدفاع عن والده، المحبوس على ذمة قضية مخدرات.

وفي تحقيات النيابة، قالت أم عبد الرحمن وعمه إنه قام بشنق نفسه إثر مروره بأزمة نفسية حادة، انتابته عقب عجزه عن توفير الأموال اللازمة لتوكيل محامٍ للدفاع عن والده، المتهم ومحبوس على ذمة قضية مخدرات تحمل رقم 5776 لسنة 2018.

في ذات اليوم أيضا، 9 سبتمبر، لكن في محافظة القليوبية، وتحديدا في منطقة شبرا الخيمة، أقدم "وليد" صاحب الـ 47 عاما، على الانتحار أيضا بسبب العجز وضيق ذات اليد، حيث أطلق على نفسه الرصاص، إثر مروره بأزمة مالية.

وفي الدقهلية، اختار الشاب "السيد" البالغ من العمر 27 عاما، الانتحار مسموما، لينهي حياته بسبب أزمة مالية لحقت به وفشل في الخروج منها، بعد أن رفض الجميع مساعدته.

وفي تحقيقات النيابة، قال شقيقه إن "السيد"، المقيم في قرية المعصرة بمركز بلقاس، يأس من حياته، بسبب مروه بأزمة مالية، فقام بتناول قرص غلال سام، ليتخلص من حياته نهائيا، وهو ما كشفه تقرير الطب الشرعي، الذي قال إن الوفاة جاءت نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية جراء تناول مادة سامة.

مازلنا في الدقهلية، وفي 21 سبتمبر، قام الشاب "عبد الله" بالانتحار بشنق نفسه، بقرية برمبال الجديدة بمركز منية النصر، بمحافظة الدقهلية، نتيجة مروره بأزمة مالية.

محافظة المنيا سجلت حالتي انتحار خلال شهر سبتمبر، الأولى كانت لـ"محمد .ع" 27 عاما، حاصل على دبلوم، ومقيم بقرية العور في المنيا، والذي ألقى بنفسه أسفل عجلات القطار "953" القادم من الأقصر متجها إلى الإسكندرية، وذلك في محطة سكة حديد مغاغة، ليلقى حتفه في الحال0

الواقعة الثانية تشبه نفس الحادث تقريبا، مع الشاب "طارق" البالغ من العمر 23 عاما، حاصل على دبلوم، مقيم في مدينة بني مزار، الذي ألقى نفسه أسفل عجلات قطار الصعيد رقم 776 المتجه من القاهرة إلى سوهاج، ليلقى مصرعه في الحال هو الآخر.

وفي يوم 21 سبتمبر، وبمنطقة المطرية بالقاهرة، لم تجد شيماءن صاحبة الـ 18 عاما، حلا لرفض أهلها التحاقها بجامعة خاصة، إلا الانتحار شنقا، فعندما لم تستطع شيماء تحقيق حلمها باستكمال دراستها في جامعة خاصة بمصروفات مرتفعة، وقرر أهلها إلحاقها بمعهد حكومي قليل التكاليف، قررت الانتحار بعد يومين فقط من عقد قرانها.

الحادث الأبشع كان في مدينة النهضة، عندما قامت ربة منزب بالانتحار أمام نجلتها، التي حاولت الانتحار هي الأخرى لكن كتب الله لها النجاة.

تفاصيل الحادث كشفت ان الزوجة عانت كثيرا من مصاريف المنزل والزي المدرسي و متطلبات الحياة في ظل حالة من اللامبالاة من زوج مدمن وعاطل، ويوم الحادث تناول حبوباً مخدرة كعادته، ثم فوجئت الزوجة به يحطم أثاث المنزل، ويكسر في متعلقاته، ثم توجه إليها وبدأ يعتدي عليها بالضرب والصفع حتى نزفت من فمها.

عندما رأت ابنتها التي تبلغ 14 عاما هول المشهد لم تتمالك نفسها، فتوجهت الزوجة إلى البلكونة ومسكت بيدها وقفزا سوياً، لتموت الأم في الحال، وتصاب الابنة وتنقل للمستشفى، وتؤكد في أقوالها أمام النيابة أن الدتها حاولت الانتحار 3 مرات خلال الشهر الماضي بسبب بطش الزوج، وممارساته السيئة وعادته وكثرة إدمانه المواد المخدرة والحبوب المنشطة.

حالة الانتحار الأخيرة في شهر سبتمبر، كانت للشاب "أ.ع" الذي أشعل النار في نفسه، في حين قال أفراد عائلته أمام النيابة إنه لا توجد خلافات بين نجلهم و بين أحد وأنه لم يعاني يوما من أي مرض نفسي.

وارتفعت أسعار السلع والخدمات في ظل ثبات الرواتب نسبيا بشكل غير مسبوق خلال العاميين الماضيين، بعدما حررت الدولة سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في نوفمبر 2016 تنفيذا لشروط صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار على 3 شرائح، ما ترتب عليه ارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الأربعاء 10 اكتوبر 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com