Akhbar Alsabah اخبار الصباح

مؤشرات بدأ العد التنازلي لصفقة القرن

صفقة القرن سلسلة تطورات متعاقبة لمسات نهائية يتم إنجازها، لا تخطئها العين، تشير لان موعد بدء تنفيذ صفقة القرن اقترب يمكن رصدها فيما يلي:

1- نجحت الولايات المتحدة في تنفيذ الشق الهام من الصفقة، وهو الخلاف على مصير القدس، بالاعتراف بيهودية القدس كاملة (شرقية وغربية)، بعدا نقلت سفارتها إلى القدس بتنسيق وتفاهم مع الانظمة العربية.

وفي هذا الصدد، أكد موقع “ديبكا” الاستخباري الصهيوني أن 4 دول عربية وافقت على صفقة القرن، بينما رفضها الرئيس التركي “اردوغان”، وأنه حتى لو رفض الفلسطينيين خطوطها الصفقة العامة سيتم اعلان الخطة يونية المقبل، وتتضمن البنود التاسعة الحالية من الخطة الغير معروفة بالكامل.

2- بدأ الجيش المصري بوضع سياج شائك داخل الأراضي المصرية في مدينة رفح على بعد خمسة كيلومترات من الحدود الشرقية مع فلسطين، مماثل للموجود على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بعدما قام بتفريغ مناطق الحدود مع فلسطين بهدم ونسف منازل الاهالي وتهجيرهم، ما يثير تساؤلات حول اسباب إقامة هذا السور داخل الاراضي المصرية وهل يعني هذا بدء التخلي عن هذه المنطقة من سيناء بعرض 5 كيلو متر؟

وعَقب الهجوم على ارتكاز «كرم القواديس» العسكري في مدينة الشيخ زويد في 24 أكتوبر 2014، أصدر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء آنذاك قرارًا بتدشين منطقة عازلة مع قطاع غزة بطول 13 كيلو متر مع قطاع غزة وبعمق خمسة كيلومترات في عمق الأراضي المصرية.

3- كشفت وكالة “اسوشيتد برس” عن موعد تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي ترامب وصهره كوشنر والمسماة “صفقة القرن”، مؤكدة أن بداية تنفيذها يونية 2018، ونقلت الوكالة الأمريكية عن خمسة مسئولين أمريكيين ومساعد في الكونجرس القول إن الإدارة الأمريكية ستعلن عن خطتها في الفترة ما بين وسط وأواخر يونيو المقبل، وذلك بعد انتهاء شهر رمضان بفترة قصيرة، ولكنهم حذروا من أن التوقيت قد يتغير اعتمادا على التطورات في المنطقة.

4- تحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن تحركات أمريكية عربية مشتركة لصياغة مبادرة دولية وإقليمية هدفها انتزاع إدارة شؤون قطاع غزة وتسلميها للجنة مستقلة تديرها (دون تحديدها)، وأنه يتم تمويل هذه الخطة بشكل مباشر من اوروبا وأمريكا.

وزعمت “هآرتس” أن الجانب المصري يحاول توسيع دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وبدء خطة لتنمية وإعانة غزة اقتصادية، مع تقليص القوة العسكرية للحركة، والترتيب لنزع سلاح الجناح العسكري لحماس بشكل مبدئ (حماس تعتبر سلاح المقاومة خط أحمر).

وأن هناك خططا أخرى قطرية وللمبعوث الخاص للأمم المتحدة، نيكولاي ملادينوف، لتشكيل «هيئة إقليمية تدير القطاع تشمل الكيان الصهيوني ومصر والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، وهو ما يتوقع أن ترفضه حماس التي تعتبر الاحتفاظ بقوتها العسكرية غير قابل للتفاوض أساسا.

5- البيت الأبيض، استضاف في 13 مارس الماضي، مؤتمرًا حول قطاع غزة، بمشاركة ممثلين عن الكيان الصهيوني و7 دول عربية، إضافة إلى دول أخرى ومنظمات دولية وإقليمية، إضافة الي: كندا، فرنسا، ألمانيا، إيرلندا، إيطاليا، اليابان، هولندا، النرويج، السويد، سويسرا، بريطانيا، قبرص الرومية، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، ومكتب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الأراضي الفلسطينية، ووكالة التنمية الأمريكية الدولية، وسط مقاطعة من الفلسطينيين.

والهدف من هذا المؤتمر هو تنسيق صيغة لإدارة القطاع عبر طرف محايد لا السلطة الفلسطينية ولا حماس.

تسريبات صفقة القرن

ومن تسريبات صفقة القرن التي نشرت حتى الان ما يلي:

• إضافة 720 كيلومتر لقطاع غزة من سيناء علي الساحل ويشمل ذلك رفح وأجزاء من العريش والشيخ زويد.

• إقامة ميناء ومطار وتحصل مصر على نفس المساحة بفلسطين في النقب

• إقامة مدينة “نيوم” على الحدود المصرية الأردنية السعودية واستثمار 500 مليار ريال في مشاريع سياحية بمصر مقابل التخلي عن السيادة علي ارض المشروع الذي قيل ان الدخول له سيكون بتأشيرات من السعودية!

• تنفيذ الصفقة يتم بتعاون تام وكامل مع الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة بصورة كاملة خاصة مصر والسعودية والامارات والاردن مقابل حماية انظمة وعروش واستثمارات ومشاريع.

ولا يعني هذا أن الصفقة قدرا محتوما، إذ مقدر لها أن تفشل على ايدي المقاومة الفلسطينية، وهو ما تعهد به قادة حماس، الذين أعلنوا رفضهم اخذ اراضي عربية بديلة عن ارض فلسطين، لكنها محاولة أمريكية تجابهها صعوبات بالغة وتحديات كبيرة وكانت مسيرات عودة الشعب الفلسطيني أو مسمار يدق في نعش هذه الصفقة.

كيان فلسطيني منقوص

وقد كشف مسؤولون فلسطينيون وغربيون لوكالة الأناضول خبايا وتفاصيل المحادثات الأمريكية مع الطرفين الفلسطيني والصهيوني وتفاصيل الخطة الأمريكية للسلام المسماة “صفقة القرن” ومحصلتها “كيان فلسطيني منقوص”.

في نهاية شهر أغسطس الماضي 2017، زار كوشنر مع فريقه الأراضي الفلسطينية والكيان الصهيوني، وأبلغ الطرفين بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعكف على صياغة خطة لإعادة تحريك عملية السلام طالبا من الطرفين الانتظار لعدة أسابيع.

وأعاد الرئيس الأمريكي على مسامع الرئيس الفلسطيني عباس، ورئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو، في لقاءين منفصلين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر سبتمبر الماضي الرسالة ذاتها.

وتتضمن الخطة الامريكية إنشاء “كيان فلسطيني في قطاع غزة والمناطق المصنفة (أ) و(ب) وبعض المناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية مع سيطرة أمنية صهيونية وبقاء المستوطنات على حالها، وتقديم مساعدات مالية كبيرة لتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني”.

والمناطق (أ) هي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة أما المناطق (ب) فتخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الصهيونية، في حين أن المناطق (ج) التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية فتخضع للسيطرة الصهيوني الكاملة (مدنيا وأمنيا).

أما بخصوص قضايا الحل النهائي (القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن والمياه)، فيقول المصدر الغربي، إن الخطة تنص على تأجيل مناقشتها، بما يقود لاحقا إلى بعض خطوات التطبيع العربية مع الكيان الصهيوني.

وجاء إقدام الرئيس الأمريكي على خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ليبين حقيقة الموقف الامريكي وان الخطة تبدو قاصره علي اناء دولة فلسطينية دون القدس، لهذا أوقف الفلسطينيون اتصالاتهم مع الإدارة الأمريكية، ورفضوا استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، وسحبوا سفيرهم من امريكا عقب افتتاح السفارة الامريكية 14مايو الجاري 2018.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 21 مايو 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com