Akhbar Alsabah اخبار الصباح

جدل تركي حول الانتخابات المبكرة وتحذيرات من حرب على الليرة

الانتخابات الرئاسية المبكرة الرئيس التركي يمر المشهد التركي بسجال سياسي حول الانتخابات الرئاسية المبكرة المرتقبة في نوفمبر 2019م، وسط اقتراحات من جانب الحزب القومي بتقديم موعدها إلى أغسطس المقبل 2018، بينما أبدى حزب الشعب الجمهوري المعارض استعداده للانتخابات الرئاسية المبكرة حال تم تقديم موعدها، ما يعني قبوله بهذا الطرح، بينما تحفظ الرئيس التركي على الطرح، مؤكدا أن الانتخابات في موعدها المقرر.

وتشير تقارير تركية إلى أن استراتيجية الرئيس أردوغان جنّبت بلاده خسارة التعاون مع روسيا، رغم دعم أنقرة للضربة الأمريكية على سوريا.

سجال حول موعد الانتخابات المبكرة

في سياق الانتخابات المبكرة، اتفق حزب العدالة والتنمية الحاكم مع حزب الحركة القومية على أن يكون الرئيس رجب طيب أردوغان مرشحا للحزبين في الانتخابات الرئاسية المبكرة، المقررة العام المقبل نوفمبر 2019.

واقترح رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي، اليوم الثلاثاء، تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا إلى 26 أغسطس المقبل، بدل الموعد المقرر مسبقاً في نوفمبر 2019.

من جانبه، صرح الرئيس التركي خلال كلمته، اليوم، أمام كتلة حزب “العدالة والتنمية” بالبرلمان، بأن الانتخابات ستكون في 2019م، وبعد خروجه من الجلسة قال: “لا يوجد لدي أي تعليق على دعوة بهجلي حول الانتخابات المبكرة”.

وتعليقاً على كلام رئيس الحركة القومية التركي، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن “هذا الأمر يتم تداوله داخل أروقة العدالة والتنمية، ومن ثمّ يُدلى بتصريح حولها”.

وفي السياق، قال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض، بولانت تيزجان: “نحن نقبل التحدي وجاهزون للانتخابات المبكرة”.

تحذيرات من حرب الليرة

ويحذر خبراء من تعرض تركيا لنوع جديد من الحروب الاقتصادية، فبعد فشل أركان الدولة العميقة والمنظمات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول بالخليج العربي في تنفيذ انقلاب عسكري في 15 يوليو 2016م، اتجهت هذه المافيا نحو محاولات إسقاط النظام التركي عبر بوابة الاقتصاد وحرب العملات.

فرغم إعلان رئيس الوزراء التركي، في 31 مارس الماضي، أن بلاده سجلت أعلى نسبة نمو بالعالم، ليبدأ منذ ذاك الحين تراجع الليرة التركية، وتخطي حاجز أربع ليرات للدولار، ما وضع جميع المؤشرات الاقتصادية تحت المجهر.

فسعر صرف الليرة في أحلك أيام تركيا يوم الانقلاب “15 يوليو 2016” بلغ 3.01، بتراجع لم يزد عن 4.78%. في حين أن اليوم، ورغم تصدر الاقتصاد التركي لأزهى أرقام ونسب لم يبلغها من ذي قبل، فحجم وقيمة الصادرات اقتربت من 160 مليار دولار، ونسبة النمو الأعلى بالعالم 7.2% أو حتى لأرقام السياح الذين اقتربوا من 40 مليونا وحجم الاحتياطي النقدي، عملات وذهب، تعدى 120 مليار دولار. لكن الأمر المثير والغريب عن أسباب تراجع سعر صرف الليرة، أمام هذه المؤشرات الشهية التي من المفترض اقتصاديا أن تعيد الليرة على الأقل لعام 2012، وقت لم يزد سعر صرف الدولار عن 1.75 ليرة!.

استراتيجية جديدة حول سوريا

وحول الموقف التركي من الضربة الغربية لمواقع الأسلحة الكيماوية لبشار الأسد، تؤكد تقارير إعلامية تركية أن الرئيس أردوغان أضاف بعدا جديدا على استراتيجية بلاده بشأن الملف السوري؛ تقوم على الحوار الوثيق مع عواصم الأزمة. فرغم دعم تركيا خطة الولايات المتحدة في مكافحة الأسلحة الكيميائية، لكنها في ذات الوقت تتعاون مع روسيا في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.

فقبل وبعد العملية على سوريا، كان أردوغان الزعيم الوحيد الذي أجرى اتصالات مع كل من ترامب وبوتين وماي وماكرون. ومن خلال هذه الاستراتيجية، جنّب أردوغان تركيا التعرض لأضرار من الضربات العسكرية. ولولاها لكان من الممكن أن تفقد تركيا روسيا جراء دعمها الولايات المتحدة.

يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي أنس يلمان، إن تركيا تريد الحفاظ على علاقات متينة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي قال فيها إن الضربة الثلاثية فكّت تحالف أنقرة وموسكو في إشارة إلى دعم أنقرة للضربة ورفض موسكو لها.

وأضاف أن تركيا تدرك جيدا أن فرنسا تسعى لاستعادة وجودها في المنطقة بالاستناد إلى أمريكا، مؤكدا أن أنقرة لن تسمح لها بذلك، خاصة أنها كانت تدعم الوحدات الكردية في عفرين. وأكد يلمان، خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة القطرية، أن تركيا ستتمسك بتحالفها مع روسيا وإيران ولن تتحالف مع أميركا وبريطانيا وفرنسا، مع الحرص على عدم معاداة الدول الثلاث.

الرئاسة الروسية (كرملين)، علّقت أيضا على تصريح ماكرون بالقول إن الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد مواقع تابعة للنظام السوري، لم تنجح في دق إسفين الخلاف بين روسيا وتركيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: “ليس سرا أن موسكو وأنقرة تختلفان في عدد من القضايا. هذا لا يمنعنا من تبادل الآراء ومناقشة اختلاف المواقف، وهو لا يؤثر على آفاق التعاون متعدد الأوجه، وتنفيذ المشاريع الكبرى”.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأربعاء 18 إبريل 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com