سليمان وسلمان مفتاحا أسرار محاولة انقلاب 96 بقطر

قررت قطر وقناة “الجزيرة” الإخبارية أن تفضح العلاقة الشائكة بينها وجيرانها المحاصرين لها حاليا، تحت وقع الحصار والتصيد والحرب الباردة الإقليمية، من خلال برنامجها الاستقصائي “ما خفي أعظم”، الذي يتحدث عن دور السعودية والإمارات والبحرين ومصر في التخطيط والإعداد لانقلاب محكم في قطر عام 1996، كان شبيها في تخطيطه بما كان يحاك لقطر في يونيو/رمضان قبل الماضي.

وأذاع “#ما_خفي_أعظم” ومذيعه الفلسطيني الشاب تامر المسحال، خبايا محاولة الانقلاب على نظام الحكم في قطر 96، مستعرضا شهادة أبرز قيادات الانقلاب في (قطر 96) بينهم فهد المالكي المسئول السابق في المخابرات القطرية والمفرج عنه حديثًا بعد إلغاء حكم الإعدام بحقه.

وكذلك كشف الوثائقي الاستقصائي عن خلية إدارة (انقلاب 96) والتي تشكلت بإشراف مباشر من سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الراحل من السعودية، ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي من الإمارات، وحمد بن عيسى من البحرين الملك الحالي، وعمر سليمان مدير المخابرات الراحل من مصر.

استخدام مرتزقة
وفي قوة للاستقصائي، استعان بتصريحات من سفير أمريكا الأسبق في قطر الذي قال: “كانت هناك محاولات من الدول المجاورة لاستقدام مرتزقة أجانب تمهيدًا لدخول الأراضي القطرية والانقلاب على نظام الحكم”.

كما استعان أيضا بوثيقة مسربة صادرة عن الاستخبارات السعودية فرع الطائف تكشف عن الدعم والتسهيلات التي قدمت للعسكريين القطريين المشاركين في المحاولة الانقلابية.

وكشف المتحدثون أنه تأسست غرفتي عمليات لإدارة انقلاب واحدة في العاصمة البحرينية “المنامة للتنسيق والاتصال، وأخرى في “الخُبَر” شرق السعودية لقيادة العملية.

عمر سليمان
أما الدور المصري بقيادة عمر سليمان فكان محوريا، حيث اقتصر على تكفل “المخابرات المصرية” بدعم الانقلابين بالأسلحة والمشاركة الاستخباراتية من خلال تجنيد لوائَين مصريين متقاعدَين كانا داخل قطر.

وقال المعاون الرئيس لقائد خلية الانقلاب، حمد جابر جلاب المري: “كميات من الأسلحة المصرية دخلت الأراضي القطرية تمهيداً للانقلاب على نظام الحكم”.

سلمان يتآمر
وكشف البرنامج الذي أذيع مساء أمس الأحد 4 مارس على قناة “الجزيرة” عن وثيقة مسربة تحمل توقيع أمير منطقة الرياض حينها -الملك السعودي الحالي سلمان بن عبدالعزيز- تظهر موافقته على جلب مليشيات قبلية للمشاركة في انقلاب قطر 96 وإعادة الشيخ خليفة بن حمد إلى الحكم.

وفضح أنه تم تكليف اللواء الثامن السعودي المتمركز في منطقة الأحساء بالتوجه لمنفذ سلوى الحدودي لدعم الانقلابيين، كما استعدت قوة بحرينية خاصة لإنزال غرب الدوحة وتصطحب وحدة إعلامية في حال عدم السيطرة على التلفزيون.

وتعهدت قوة جوية إماراتية بالسيطرة على الأجواء القطرية وإنزال الشيخ خليفة بن حمد في قاعدة عسكرية بجوار مطار الدوحة.

وأشار الاستقصائي إلى أنه كان من المقرر أن يكون فجر 14 فبراير 1996 موعدا لحشد قوات سعودية وبحرينية وإماراتية لدعم المشاركين في انقلاب قطر 96، ولك بعدما أشارت وثيقة سريّة إلى أن ساعة الصفر في انقلاب قطر 96 كانت الساعة الثالثة فجر يوم 14 فبراير عام 1996.

عفو وتكرار
ورغم كشف قطر للخطة، واعتراف جميع المشاركين بدور الرياض، أصدرت قطر، في مايو عام 2010، عفوًا بحق بعض المحكوم عليهم من المدانين السعوديين في المحاولة الانقلابية؛ استجابة لطلب عاهل السعودية آنذاك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

ومع كل هذا عزمت “المملكة الجديدة” بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان، بدعم من إمارة أبوظبي بقيادة محمد بن زايد، وحكومة المنامة، على إعادة سيناريو محاولة الانقلاب على النظام في قطر، لكن هذه المرة بشن حملة عسكرية تنهي حكم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقد كشفها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بعد اندلاع الأزمة الخليجية 5 يونيو الماضي.

انقلاب ناعم
وكان محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، أكد في تصريحات سابقة له أن ما يحدث ضد قطر هو تكرار لسيناريوهات سابقة، وحلقة أخرى في مسلسل المؤامرات ضد بلاده من قبل السعودية والإمارات، مضيفًا أنه استكمال لسلسلة المؤامرات التي تحاك ضد دولة قطر منذ بداية هذه الأزمة، وتكرار للتاريخ الذي يعيد نفسه منذ 1996.

وسبق أن اتهم وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، في حوار مع قناة “Sky News”، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بالسعي إلى تغيير النظام في الدوحة، مشيرًا إلى استعداد القطريين للدفاع عن بلادهم.

وقال: “لقد كانت هناك محاولة انقلاب كبيرة في 1996، وكذلك عام 2014 كانت هناك محاولة انقلاب ناعمة، وهو ما يحصل أيضًا اليوم”.