Akhbar Alsabah اخبار الصباح

حقيقة الصراع بين الإمارات والسعودية في اليمن

الصراع بين الإمارات والسعودية استقدمت القوات المؤيدة للانفصاليين الجنوبيين في اليمن، الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2018، تعزيزات عسكرية إلى عدن حيث باتت تتقاسم السيطرة على أحياء المدينة مع القوات الحكومية، وذلك غداة اشتباكات دامية بين الطرفين الحليفين في الحرب على المتمردين الحوثيين، وفقاً لمصادر أمنية.

وتتلقى قوات الحكومة دعماً عسكرياً من التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية. كما تتلقى القوات المؤيدة للانفصاليين والتي تعرف باسم قوات "الحزام الأمني" دعماً مماثلاً من التحالف، وخصوصاً من الامارات التي تدرب وتجهز عناصرها.

ويسعى الانفصاليون إلى إسقاط الحكومة المعترف بها دولياً والتي تتخذ من عدن مقراً مؤقتاً لها، متهمين إياها بالفساد. وكانت الاشتباكات اندلعت بشكل مفاجئ صباح الأحد بعدما حاولت القوات الحكومية منع متظاهرين من بلوغ وسط المدينة وإقامة اعتصام.

وسرعان ما امتدت الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات "الحزام الأمني" إلى عدة مناطق في عدن، وتمكن مؤيدو الانفصال من السيطرة سريعاً على مقر الحكومة وعلى عدة أحياء حتى باتوا يتقاسمون السيطرة على المدينة مع القوات الحكومية. وقتل في هذه الاشتباكات 15 شخصاً على الأقل.

هل هناك صراع بين السعودية والإمارات في اليمن؟

في مايو 2017، كشف موقع Middle East Eye أنَّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتَّهم ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، الذي اضطَّلع بدورٍ قيادي في حملة اليمن، بالتصرُّف كمحتلٍ بدل كونه مُحرِّراً لليمن.

وردَّ هادي في حينها بإقالة رجلين مقرَّبين من الإماراتيين، هما عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، وهاني علي بن بريك، وزير الدولة والمشرف العام على قوات الحزام الأمني التي تديرها الإمارات.

لكن الأحداث الحاصلة اليوم وتطورها إلى المواجهة العسكرية قد تظهر وجود معركة بالوكالة بين السعودية التي تؤوي هادي من جهة والإمارات من جهة أخرى، في ظل غياب أي تعليق رسمي من الجهتين عما يحدث في المدينة التي تعد مركز الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

المغرد السعودي الشهير "مجتهد" علق على ما يجري في المدينة اليمنية، موضحاً طبيعة الصراع الحاصل بين أبو ظبي والرياض.

ونفى مجتهد الذي يتابعه أكثر من مليوني شخص، وكان قد نشر معلومات ثبتت صحتها، وجود أي خلاف بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات محمد بن زايد حول وضع الجنوب.

وقال: "كل ما يقال عن أن المعركة سعودية إماراتية بالوكالة أسطورة حمقاء".

وأكد "مجتهد" أن بن زايد يريد فصل الجنوب اليمني عن الشمال بخطة واضحة وضعها، وكان تأسيسة لتشكيلات مسلحة مختلفة في الجنوب وتدريبهم وتسليحهم واضحاً لتنفيذ هذه الخطة وكل ذلك بعين وعلم ومعرفة بن سلمان.

وكشف مجتهد أن بن سلمان كان يريد البقاء على اليمن موحداً لكن بعد فشله في حملته ضد الحوثيين وطالت زمن الحرب، لم يعد له تحفظ على فصل الجنوب، بل تمكن بن زايد من إقناعه بالتفرغ للشمال وترك الجنوب له، لكنه اصطدم بعوائق وضعته في مأزق كبير على حد قول مجتهد.

عوائق الانفصال تواجه بن سلمان

وأضاف المغرد السعودي إن هذه العوائق تتمثل في تشبث قوات "الشرعية" في الجنوب بالوحدة ورفضها أي إملاء سعودي بالانسحاب من مواقعها خاصة وأنها أشد بأساً من قوات بن زايد، إضافة إلى أنه إذا تم تسليم عدن لقوات الانفصال ماذا تبقى للشرعية؟ مؤكداً أن هادي شخصياً لا يمثل أي عقبة فهو معدوم الشخصية ومطيع جداً ومستعد لتنفيذ أوامر السعودية والإمارات أياً كانت هذه الأوامر لكن المشكلة في شكلية الشرعية التي يمثلها، على حد قول "مجتهد".

أما العائق الثالث، فيمكن في أن الحرب انطلقت في الأصل من أجل القضاء على الانقلاب ضد الشرعية الذي هو انقلاب الحوثي فكيف يمكن السماح بانقلاب ضد الشرعية على يد نفس قوات التحالف؟ وفقاً لمجتهد.

وشدد في النهاية على أن الخلاصة تكمن في أن القضية ليست خلافاً سعودياً إماراتياً بل مأزق كارثي لـ بن سلمان وكل الاحتمالات مدمرة لمشروعه في اليمن.

الكاتب السعودي جمال خاشقجي يرى أن "انفصال الجنوب آت لا ريب فيه، ولكن ليس الآن".

وأكد خاشقجي أن ما يجري في عدن اليوم "ضد المصلحة الاستراتيجية للمملكة، وأن انهيار دولة الوحدة الآن، وفِي ظل ظرف الحرب والتشرذم اليمني لا يعني انفصال الجنوب كما كان قبل الوحدة، وإنما تشظيه إلى أقاليم شتى تريد هي الأخرى الاستقلال وذاك لا يخدم المملكة".
ويقود محافظ عدن عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب. وفي 12 أيار/مايو الماضي، شكل الانفصاليون سلطة موازية "لإدارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج" برئاسته.

مواجهات قرب مقر رئيس الوزراء

وتواصلت الاشتباكات ليل الأحد الإثنين إنما بشكل متقطع، بحسب ما أفادت مصادر أمنية في المدينة وكالة فرانس برس. ودارت هذه الاشتباكات بالقرب من منطقة القصر الرئاسي حيث يقيم رئيس الوزراء وأعضاء حكومته. ووفقاً للمصادر ذاتها، يسيطر الانفصاليون على مدخلي المنطقة.

وفي مؤشر على تصعيد محتمل، قالت المصادر الأمنية إن قوات الانفصاليين استقدمت تعزيزات عسكرية إلى عدن من محافظتي أبين والضالع القريبتين، مشيرة إلى أن القوات الحكومية اشتبكت مع تلك القوات في أبين في محاولة لمنعها من التقدم إلا أنها عجزت عن ذلك.

وكان رئيس الوزراء أحمد بن دغر اتهم الانفصاليين بقيادة انقلاب في عدن، داعياً دول التحالف العسكري، وخصوصاً السعودية والإمارات، إلى التدخل "لإنقاذ" الوضع في المدينة، لكن قوات التحالف بقيت رغم ذلك على الحياد.

في المقابل حمّل الانفصاليون في بيان رئيس الوزراء مسؤولية تدهور الأحداث، متهمين إياه بتوجيه قواته لإطلاق النار على المتظاهرين المناهضين لحكومته ما أدى إلى تدخل عسكري من قبل القوات المؤيدة لهم "لحماية شعبنا".

ويحتج المتظاهرون الانفصاليون على الأوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يمثلهم سياسياً، مهلةً زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد. وانتهت المهلة صباح الأحد.
سياسة | المصدر: هاف بوست عربي | تاريخ النشر : الاثنين 29 يناير 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com