Akhbar Alsabah اخبار الصباح

نوابغ مصر على مقاصل الإعدام

الدكتور أحمد عزمي حسن لعل النبوغ هو القاسم المشترك بين الشباب الذين يقتلهم الانقلاب منذ 3 يوليو وإلى اليوم إما على مقاصل الإعدام أو بالاغتيالات فيما يعرف أمنيا بـ”التصفيات الجسدية”، أو تحت التعذيب وبالإهمال الطبي الممنهج.
فاليوم أعلن حقوقيون استشهاد حسام أحمد مروان، الطالب بكلية الهندسة جامعة الشروق، والذي اعتقل في ديسمبر ٢٠١٣، وقتل اليوم في سجن العقرب تحت التعذيب والإهمال الطبي.
وهو بحسب مقربين شاب في مقتبل العمر وريعان الشباب بلغ به التعذيب حد الشلل التام لدرجة أنه لم يعد يستطيع تحريك أي جزء في جسمه غير عينيه فقط، ورغم إصابته بما يعرف بمتلازمة الأعصاب وهي ناجمة عن التعذيب القاسي لم تنقله إدارة السجن إلى مستشفى السجن إلا قبل شهرين فقط بعد أن بدا أنه في أيامه الأخيرة.

وحسام أحمد محمد مروان معروف بنبوغه وسط أقرانه بقرية عرب الصوالحة مركز شبين القناطر بالقليوبية، وبعد اعتقاله أخفته مليشيات الانقلاب ما يقرب من شهر، تم نقل من لاظوغلي الي مقبرة العقرب علي ذمة هزلية أنصار بيت المقدس.



شباب المنصورة

النبوغ كان سمة 6 من شباب المنصورة قضى حكم واجب النفاذ بإعدامهم، وهم: عبد الرحمن محمد عبده عطية، باسم محسن حسن علي الخريبي، والطبيب أحمد الوليد السيد الشال، وإبراهيم يحيى عبد الفتاح العزب، ومحمود ممدوح وهبة عطية، وخالد رفعت جاد عسكر.

وتخرج إبراهيم يحيى عبدالفتاح محمد عزب، 27 عامًا، في كلية الصيدلة بجامعة المنصورة. تقول والدته إنه قبل اعتقاله كان دائمًا في أعمال الخير والبر وعون غيره، على خلق ودين ويحفظ كتاب الله، وكان يحلم بتصنيع الأدوية بمصر بدلًا من استيرادها؛ إلا أن الأجهزة الأمنية قضت على أحلامه ونبوغه منذ اعتقلته في 6 مارس 2014.

ومن أوائل دفعته الدكتور أحمد الوليد الشال، 28 عامًا، وهو طبيب امتياز بكلية الطب بجامعة المنصورة. وتعرض منذ اعتقاله إلى القتل النفسي وعلى مدى 3 سنوات؛ حيث أخفته الأجهزة الأمنية قسريًا لمدة عشرة أيام؛ تعرّض فيها للتعذيب بمقر أمن الدولة بالمنصورة، بدءا بالركل والصعق بالكهرباء وصولا إلى التعليق على الباب وحرق السجائر في جسده.

وأقر “الوليد” في جلسة 8 سبتمبر 2014 بتعرضه للتعذيب بعد اعتقاله، الذي بلغ حد هتك عرضه؛ بإدخال عصا خشبية في دبره، مؤكدًا في الجلسة نفسها ذكره لإصاباته أمام النيابة في أول تحقيق، متهمًا النيابة بتأخير عرضه على الطب الشرعي ولم تخطر محاميه رغم طلبه. كما تعرّض للتهديد باغتصاب والدته؛ لإجباره على تصوير فيديو يعترف فيه بارتكاب جريمة القتل.

وهو نفس ما تعرض له خالد رفعت جاد عسكر، 27 عامًا، خريج كلية العلوم وطالب دراسات عُليا بجامعة المنصورة.

أما طموح محمود ممدوح وهبة عطية أبوزيد، 23 عامًا، فكان التخرج من كلية هندسة المنصورة حيث إنه أحد أوائل دفعته، كما تقول أسرته، وكان يخطط للسفر إلى ألمانيا ليكمل دراسته وبعدها يحصل على جائزة نوبل في الفيزياء في سن الـ25.

وأبلغ محمود وهبة النيابة أثناء التحقيقات بإجبار ضباط أمن الدولة له على الاعتراف بالتهم الملفقة ضده تحت وطأة التعذيب وتهديده بوالدته، ورغم تعرّفه على الضابط الذي عذّبه وذكر اسمه؛ إلاّ أن النيابة لم تلتفت إلى ذلك جملة وتفصيلا.

وعمل المهندس باسم محسن حسن الخريبي، 30 عامًا، مهندسًا بشركة تابعة لهيئة السكك الحديدية قبل اعتقاله وإخفائه لثلاثة أشهر، بسجن العازولي بالإسماعيلية.

وكذلك فإن الطالب عبدالرحمن محمد عبده عطية، بالفرقة الرابعة بكلية الطب جامعة الأزهر، هو الأول على دفعته بطب الأزهر لمدة ثلاث سنوات. واعتقلته السلطات الأمنية في 8 مارس 2014 أثناء استقلاله مترو الأنفاق بالقاهرة؛ ليظل رهن الإخفاء القسري لأيام تعرض فيها إلى التعذيب بالسحل والتعليق والصعق بالكهرباء والتهديد بالأهل كي يعترف بالتهم المنسوبة ضده.

طبيب مثالي

ومن أبرز من قتلهم الانقلاب مؤخرا طبيب الأسنان الشاب أحمد عزمي حيث اعتقله ضابط (جيش) من عيادته ومن بين مرضاه، ولكنه وبعد 4 سنوات من الاعتقال منها عام ونصف حبس احتياطي لحين تجهيز الاتهام ثم إعدامه مع 14 آخرين 8 منهم أشقاء وأبناء عمومه وكلهم من أبناء سيناء.

والدكتور أحمد عزمي حسن، 29 عاما، كان يعمل طبيب أسنان بمركز حضري المزرعة بمدينة العريش شمال سيناء واعتقل من عيادته الخاصة بمنطقة ابي صقل أثناء كشفه على مرضاه ومعروف عنه انه دائم التواجد في عيادته الخاصه.

طبيب مخ وأعصاب

وفي 9 فبراير 2014 ارتقى الطبيب محمود أبو طبيخ إثر إصابته يوم 25 يناير الماضي برصاصة بالمخ، وهو متخصص بالمخ والأعصاب، كما أنه زوج ابنة الشهيد عبد العظيم شلتوت شهيد مجزرة فض اعتصام رابعة. يذكر أن الشهيد من أبناء قريه الدلجمون مركز كفر الزيات محافظة الغربية وهو أب لطفلين.
وبعد مقتله بنحو عام استشهد شقيقه محمد في واحدة من عمليات الاغتيالات الجسدية بعد خطفه واثنين آخرين من منازلهم.

نوابغ الحرية

ومن أبرز من قتلهم الانقلاب من نوابغ عن عمد بالإهمال الطبي الممنهج القيادي بحزب الحرية والعدالة وأستاذ الطب بجامعة عين شمس الدكتور طارق الغندور، والذي توفي بعدما تعرض في سجنه لنزيف حاد استمر ثماني ساعات بلا مغيث.

واتهمت أسرة “الغندور” السلطات بتصفيته عبر تركه ينزف لثماني ساعات دون إسعاف، إلى أن تم التأكد من وفاته في نوفمبر 2014، وبعد مقتله بنحو 6 أشهر لحقه الدكتور فريد إسماعيل القيادي بحزب الحرية والعدالة بنفس تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لصيدلي نابغة في العمل المهني والنقابي والاجتماعي والإغاثي، في مايو 2015، من خلال الإهمال الطبي.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : السبت 06 يناير 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com