Akhbar Alsabah اخبار الصباح

نظام السيسي يقطع الأمل بعودة السياحة بالأقصر وأسوان

السياحة بالأقصر وأسوان لا يأمل المصريون الذي يعتمد قطاع كبير منهم على تحسن أحوال السياحة، حتى يقطع نظام السيسي هذا الأمل بين الموسم والآخر، بعد أن دمر سمعة السياحة المصرية بسبب انهيار النظام الأمني، عقب تفجير الطائرة الروسية فوق أرض سيناء والتي راح ضحيتها 230 روسيًّا، الأمر الذي أدى لتدمير قطاع السياحة، بالتزامن مع تدمير كافة القطاعات الأخرى من تعليم وصحة واقتصاد.

ولعل آخر ما جاء به نظام الإهمال في دولة الانقلاب مع بداية الموسم الشتوي، والذي يذهب فيه السياح للأقصر وأسوان للاستمتاع بشمس المحافظتين التاريخيتين في الشتاء، ما شوهد لمجموعة من السائحين أتوا من بلادهم لينعموا بالرفاهية على مياه النيل، لكنهم تكدسوا داخل مركب صغير أشبه بـ«فلوكات»، فاشتعلت صور التحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي من السفر للأقصر وأسوان بسبب شحوط المراكب.

واستعرضت عدد من وسائل الإعلام المشهد الذي أدخل الرعب في قلوب الآملين في تعافٍ قريب للسياحة المصرية خاصة في اﻷقصر وأسوان، التي شهدت الحادث منذ يوم السبت الماضي، على الرغم من أن هذا التوقيت هو التوقيت اﻷمثل لقضاء إجازة شتوية هناك، وهو ما يعني فضيحة جللت الموسم الشتوي هناك، بحسب مواطنين وإعلاميين وعاملين في قطاع السياحة.

وبدأ إعلاميو الانقلاب في تناول الفضيحة تحت شعار «فضحيتنا بقت بجلاجل» التي أطلقها إعلامي الانقلاب عمرو أديب بعد عرض الصورة التي تم تداولها للسياح، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات عن الوضع منها: «محدش يسافر اﻷقصر وأسوان علشان متتحبسوش في النيل»، «اللي حاجز اﻷقصر وأسوان يتأكد من الشركة اﻷول أن المراكب مش غارزة».

فيما تقدمت النائبة في برلمان العسكر منى منير ببيان عاجل بشأن إخفاق الحكومة فى التعامل مع السدة الشتوية مما أدى إلى ضرب السياحة المصرية عن عمد للأقصر وأسوان، مؤكدة أن الشحوط يدل على عدم وجود استراتيجية عمل أو تنسيق بين الوزارات بعضهم البعض، وكل وزير يعمل فى جزيرة منعزلة.

وأضافت أن ردود المسئولين تدل على عدم المسئولية، فظهور الجزر الرملية وانخفاض منسوب مياه النيل، ترتب عليه شحوط البواخر والفنادق العائمة، وتوقف البواخر السياحية أمام منطقة معبد كوم أمبو، ومحاولات تسييرها باءت بالفشل بعد أن علقت فى الجزر النيلية الموجودة بالمكان، سببها انخفاض منسوب المياه فى تلك المنطقة، ومناطق أخرى منها «كوبرى أسوان المعلق، ومعبد كوم أمبو، ومريس، وأرمنت».

وكشفت النائبة أن زيادة بروز هذه الجزر النيلية يأتى بالتزامن مع عدم الاهتمام بتطهير النيل من قبل وزارة الرى منذ عام 2011، مما أدى إلى زيادة منسوب الطمى والرمال بهذه الجزر التى تؤدى إلى شحوط البواخر بالجزر النيلية البارزة.

وأكدت أن نسبة الإشغالات في فنادق الأقصر وأسوان وصلت إلى 80% بسبب أعياد رأس السنة، وبعد توقف حركة البواخر لسياحية، تحولت حياة السياح إلى مأساة، ولا نجد احدا يتعامل مع الازمة بحرفية.

من ناحية أخرى، قررت هيئة النقل النهري وقف الملاحة النهرية في نهر النيل بمحافظة أسوان ليلًا، وعدم مرور البواخر السياحية، لحين ظهور الضوء في صباح اليوم التالي، حتى لا تتكرر حوادث الشحوط وتوقف البواخر، بسبب انخفاض منسوب المياه.

ليتم تدمير ما تبقى من أمل في تحسن الحالة السياحية خاصة مع دخول فصل الشتاء، واعتماد السائحين على السياحة النيلية والاستمتاع بشمس الاقصر وأسوان الدافئ.

وقال شكري سيف الدين نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، معلقا على قرار الهيئة، أنه قرار غير سليم على اﻹطلاق ﻷن منسوب المياه يرتفع في اﻷساس ليلاً، بسبب انخافض ضغط سحب المياه، فلا داعي لمنع حركة السفن ليلاً، لافتاً أن هذا القرار يتحكم في برامج المراكب والسياح ، وهو أمر يؤثر على السياحة.

وأكد أن دور الهيئة هو تجريف المياه، ووضع علامات استرشادية كخط ملاحي في المياه للأماكن التي يسمح مجراها للمراكب بالسير

وأوضح سيف الدين في تصريحات صحفية، أن التقصير من اﻷساس بسبب هيئة الملاحة البحرية في أسوان، ﻷنها من المفترض أن تقوم كل عام بعملية تكريك للمياه لزيادة منسوبها حتى يتراوح ما بين متر إلى 1.20 حتى تسطيع المراكب السير بشكل طبيعي دون أن يغرز غاطسها، مشيراً أن منسوب المياه وصل هذا العام إلى ما بين 40 لـ60 سم.

وأشار نقيب المرشدين السياحيين بأسوان إلى أن سبب الشحوط يرجع إلى أن المراكب عندما تتحرك تقوم بعملية اطماء للرمال من مكانها لمكان آخر فتتجمع الرمال في مكان واحد يشبه الجزيرة في وسط الماء، وهو ما يتسبب في شحوط المراكب مع الوقت.

لا عودة للسياحة الروسية
وعلى الرغم من حزمة التنازلات التي قدمتها حكومة الانقلاب لروسيا، بهدف عودة حركة السياحة الروسية مرة أخرى، بعد انقطاعها على خلفية حادث تفجير الطائرة الروسية التي راح ضحيتها 230 سائحا، فوق أراضي سيناء، صرح وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف بأنه من غير المحتمل استئناف رحلات الطيران إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ الساحليتين المصريتين هذا الشتاء.

يأتي هذا في الوقت الذي زعمت فيه سلطات الانقلاب، بأن مصر نجحت في استقطاب أكثر من مليون سائح روسي خلال رحلات الشتاء الحالي، مقابل حزمة التنازلات التي وافقت عليها سلطات الانقلاب بالموافقة على إنشاء مفاعل الضبعة النووي نظير قرض روسي بـ 25 مليار دولار يسدد على 15 سنة، فضلا عن التدخل الأمني من قبل الجانب الروسي في جميع المطارات المصرية.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن وزير النقل الروسي ماكسيم سكولوف، قوله: "فرص استئناف الرحلات الجوية للمنتجعات الساحلية في مصري خلال هذا الشتاء ضئيلة. إنه أمر يتعين التعامل معه على على المدى الأطول.

وفي هذا الشأن تحديدا، التوقيتات لا تعتمد علينا". وكان سوكولوف قال إن خبراء الطيران بحاجة إلى القيام بالمزيد من إجراءات التفتيش لمطاري الغردقة وشرم الشيخ، في الوقت الذي وقع وزير الطيران المدني في حكومة الانقلاب، شريف فتحي وقع مع سوكولوف في وقت سابق من الشهر الجاري البروتوكول الخاص باستئناف الرحلات بين القاهرة وموسكو اعتبارا من أول فبراير المقبل.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الجمعة 29 ديسمبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com