Akhbar Alsabah اخبار الصباح

علي عبدالله صالح الراقص على رؤوس الثعابين

علي عبدالله صالح حالة من الذهول تسيطر على العديد من القوي السياسية، خاصًة القيادة السعودية، ورجال هادي منصور، الذين كانوا يعولون مؤخرًا على انقلاب الرئيس اليمني السابق، والذي قتل، علي عبدالله صالح، خاصًة عقب انقلابه على الحوثيين، حلفاء الأمس، وكيل التهم لهم مما فجر الأوضاع وأوصلها لما نراه فى الساحة اليمنية اليوم.

مقتل "صالح" يجعلنا نسترجع تاريخه بالكامل والذي يشرح لنا أيضًا لماذا قُتل على يد الحوثيين، وماذا كان يفعل سابقًا.

فعبدالله صالح يسمي برجل الفرص، لديه استعداد للتحالف مع أى شخص، طالما يتوافق مع مصالحة كاملة، والتي بدأها مع الحوثيين، وذلك بعد أن حاربهم عدة مرات أثناء وجوده في السلطة فتحالفا عندما خرج منها.

قال علي عبد الله صالح يوما: "إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين"، فجعل من نفسه لاعباً لا غنى عنه في حكم اليمن حتى بعد خروجه من الحكم في أواسط 2011 عقب موجة احتجاجات ضد حكمه الذي استمر ثلاثة عقود.

من أين بدء "صالح" ؟

ولد صالح في 21 مارس 1942 في قرية بيت الأحمر في منطقة سحنان باليمن لعائلة فقيرة تنتمي إلى قبيلة سحنان، وما أن بلغ السادسة عشر من عمره حتى التحق بجيش الإمامة، ثم دخل مدرسة الضباط بعد عامين، والتحق بالقوات الجمهورية خلال ثورة 26 سبتمبر 1962.

على عبد الله صالح أصبح يحمل رتبة ملازم ثان عام 1963، وفي العام التالي التحق بمدرسة المدفعية، وأصبح عام 1975 قائدا للواء تعز.

ولم يتلق علي عبدالله صالح -الذي ولد عام 1942 في قرية بيت الأحمر التابعة للعاصمة صنعاء - تعليما نظاميا. فقد بدأ دراسته في كتاب قريته. ولم يكد يتجاوز السادسة عشرة حتى انضم إلى القوات المسلحة وذلك عام 1958، وقد واصل الدراسة أثناء الخدمة في الجيش.

مشاركته فى انقلاب السادس والعشرون من سبتمبر

كان علي عبدالله صالح من بين العسكريين الشباب المسؤولين عن التخطيط لانقلاب السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 وتنفيذه. وجرت ترقيته في عام 1963 إلى رتبة ملازم ثان ثم تدرج بالمناصب العسكرية.

وفي يونيو من عام 1978 عين عضوا في المجلس الرئاسي المؤقت ونائبا للقائد العام للقوات المسلحة. ثم تدرج في المناصب العسكرية والسياسية.

وأصبح في عام 1982 أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العام وهو الحزب الحاكم في اليمن.

رسم الحدود مع السعودية وتنازل عن الأرض لهم

ومن أهم ما تحقق في فترة حكمه تطبيع العلاقات مع جارة اليمن الشمالية، المملكة العربية السعودية، وتتوج ذلك باتفاق ترسيم الحدود بين البلدين التي تنازل فيها عن نجران وجازان، بعد أن كادت تلك المشكلة أن تسبب أزمة حادة في العلاقة بين اليمن والسعودية التي تحتضن عددا غير قليل من العمالة اليمنية.

التحالف مع الجميع حسب ما تقتضي مصالحه

تمكن صالح من البقاء في الحكم كل هذه المدة رغم الازمات والحروب الداخلية والصراعات القبلية والتي عصف باليمن اضافة الى نشاط تنظيم القاعدة في اجزاء كبيرة من اليمن.

فقد تحالف مع العراق عندما غزا الكويت عام 1990 لكنه تعاون مع الولايات المتحدة عقب هجمات سبتمبر

وقبل اندلاع موجة الاحتجاجات في اليمن، كانت أخطر أزمة واجهت صالح، هي الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1994. وكان صالح قد اختير رئيسا لليمن الموحد عام 1990 في حين أصبح رئيس اليمن الديمقراطية (الجنوبية) علي سالم البيض نائبا للرئيس، وأعيد انتخابه رئيسا لمجلس الرئاسة في أكتوبر 1993.

لكن سرعان ما اندلع خلاف بين الرئيس ونائبه البيض مما أدى إلى اعتكاف الأخير في عدن قبل اندلاع حرب ضارية بين قوات الشطرين الشمالي والجنوبي في صيف عام 1994، انتهت بانتصار قوات الشمال بقيادة الرئيس صالح على قوات الجنوب بقيادة نائبه.

وفي عام 1999 انتخب رئيسا لليمن في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في سبتمبر من ذلك العام.

لكن هذا لا يعني أن الأمر استتب له، طيلة مدة حكمه، وذلك لأن اليمن "الموحد" كان منذ سنوات ميدانا لجذب عدة قوى أهمها المعارضة الحوثية في الشمال، والجنوبيون الذين يعتبرون أن الوحدة تمت على حسابهم، إضافة الى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنشاطه في اليمن.

ولمواجهة الخطرين (الجنوبيين في جنوب اليمن والحوثيين في الشمال) استغل صالح تهديد القاعدة منصة للظهور بمظهر الدرع الواقي في الحرب على الإرهاب، بعد 1998 عندما تعرضت سفارتا الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا إلى هجومين داميين، وخاصة بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الثلاثاء 05 ديسمبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com