Akhbar Alsabah اخبار الصباح

ماذا بعد فشل مفاوضات المصالحة بين فتح وحماس؟

فتح وحماس قبل أن تعقد مفاوضات المصالحة الفلسطينية بمقر المخابرات بالقاهرة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين ذهب مدير المخابرات الفلسطينية إلى غزة، وقال لقادة حركة حماس إنهم لن يستطيعوا الوفاء بوعودهم التي سبق أن قطعوها على أنفسهم في لقاء المصالحة الأسبق بالقاهرة، والذي يتضمن رفع حصار غزة ودفع رواتب الموظفين وفتح معبر رفح وإعادة الكهرباء!
بهذا فشلت المفاوضات قبل أن تبدأ، ووضح فشلها أكثر حين ذهب وفد فتح لقول للفصائل الفلسطينية إنه لن يفتح أو يناقش أي ملفات سوى ملف تمكين حكومة السلطة (حكومة الوفاق) من حكم غزة بالكامل!
لهذا صدر بيان ختامي باهت ليس به سوى عبارات الشكر للانقلابين لاستضافتهم الاجتماعات، لا يتضمن أي اتفاق على أي شيء ويطلق عبارات إنشائية عامة ويقرر أنهم سيلتقون مرة أخرى في فبراير (بعد 3 أشهر) لبحث المستجدات، ما يشير إلى ترحيل المشاكل التي لم تحل وتبقى غزة محاصرة وموظفيها بلا رواتب والكهرباء مقطوعة والمعبر مغلق!
كانت الأجواء -في الفندق الشهير الذي ينزل فيه أعضاء الفصائل الفلسطينية بشرق القاهرة، عقب انتهاء المفاوضات- غاضبة بشدة، والجميع يقولها صراحة (المفاوضات فشلت)، وكان أكثر هؤلاء وضوحا وشفافية صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الذي أكد أن مفاوضات القاهرة فشلت وروي ما أبلغهم به مدير مخابرات السلطة الفلسطينية عدم فتح أي ملفات سوى حكومة الوفاق.

هل يتم طرد سلطة عباس مرة أخرى؟
أخطر ما قاله البردويل كان التلميح لاحتمال تكرار سيناريو طرد حماس للسلطة الفلسطينية من غزة بين 10 و15 يونيو 2007، وسيطرتها علي القطاع قرابة 11 عاما حتى الآن، طالما أن السلطة لم تقدم أي جديد وتريد استعادة نفس الأوضاع القديمة بأوساخها، خاصة عودة الرقابة الصهيونية على معبر برفح بموجب اتفاق 2005 الذي انتهي فعليا.
فحول رد فعل حماس والفصائل المقاومة، إذا استمر الوضع على هذا ولم تجر أي حلول لمشاكل غزة العالقة رغم تسليم حماس المعابر والحكومة في غزة للسلطة الفلسطينية، وهل ستعود حماس للسيطرة على غزة مرة أخرى ويعود الوضع إلى ما كانت عليه؟
قال "البردويل": "لا لن يعود كما كان، ولكن سنشكل تجمعا وطنيا من كل الفصائل والمستقلين من أجل أن يضعوا أنفسهم مكان المسئولية معنا وندير غزة ولا نترك فراغا ولكن لا نتأبط شر كل هذه المرحلة".
وردا على سؤال: هل يعني هذا إعادة طرد السلطة الفلسطينية من غزة مرة أخرى؟ قال: "لو السلطة موجودة أهلا وسهلا ولو انسحبت ما يؤثر علينا فهي غير موجودة وواقع الأمر في غزة صعب ويحتاج إلى حل مشاكلها".
وحول أن هذا يفسر صيغة البيان الختامي العامة الذي لا يقدم حلولا، وهل ينم هذا عن وجود خلافات بين الفصائل؟ قال "البردويل": "لا شك أن هناك خلافات، وقبل أن تبدأ الجولة كان من الواضح أن هناك خلافات مع السلطة".
ووصف "البردويل" الاتفاق المعلن في البيان الختامي ليومين من التفاوض بأنه "بلا معنى وبلا آليات تطبيق، وبيان غامض غير قابل للتطبيق في المدى المنظور"، وتحدث عن "ضغوط على السلطة الفلسطينية وراء عدم الوصول لاتفاق لحل مشاكل المعبر والشعب في غزة، بسبب تنكر السلطة لما تم التوافق عليه مسبقا والهروب من مناقشة تفاصيل مشاكل القطاع".
وشرح ذلك بقوله: "قبل بدء الجلسات بيومين، أبلغنا اللواء ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية العامة بشكل واضح عندما وصل إلى غزة، أن "الضغوط كبيرة علينا (السلطة الفلسطينية) وأن الوضع لا يسمح أن تناقش وتنبش الملفات بالشكل الذي كان يجب تفتح به وأنه يمكن أن نتفاهم سويا بعديا عن الجانب المصري والفصائل وهذا المنطق رفضناه".
وحول ما يقصده بعبارة "تفاهم بعيدا عن الوسطاء"، قال: "أن تبقى غزة دون حل مع محاولة حل بعض المشكلات بشكل ثنائي".
وتابع: "ماجد فرج قال بصريح العبارة، لن نلتزم بمرتبات الموظفين لأن الإسرائيليين سوف يقتطعون الضرائب التي يقدمونها للسلطة الفلسطينية بالمقاصة، ما سيجعلنا نقع في حرج، وأيضا لن نستطيع أن نقدم للعسكريين (من حماس) رواتب لأن هذا تعتبره أمريكا وإسرائيل إعلان حرب من قبل السلطة الفلسطينية".
وأوضح عضو المكتب السياسي لحماس: "خلاص الكلام أن السلطة قالت لنا: لا نستطيع أن نلتزم بما تم التعهد به ولا نستطيع أن نتحدث في الملفات الكبرى ومنظمة التحرير، وكل ما نستطع أن نتحدث به هو تشكيل الحكومة وأن نزيد من التمكين للحكومة (الوفاق) في غزة".
وأضاف: "واضح أن في نوايا مبيتة بتخريب الاتفاق.. فأول ما دخلنا اللقاء طرحوا فقط موضوع تمكين حكومة الوفاق من غزة".. سألناهم ما هي الأمور التي ترون أنها تعرقل تمكين الحكومة؟ فلم يجيبوا".
ولكن تحت ضغط الفصائل والمخابرات المصرية كي لا يبدو أن اللقاء فشل وافقت فتح على هذه الصياغة الباهتة غير المحددة.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الجمعة 24 نوفمبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com