Akhbar Alsabah اخبار الصباح

هل يستخدم النظام إعلام الشرعية ومؤيديه للترويج لمحمود حجازي ؟

محمود حجازي ثبت منذ اليوم التاسع عشر، وهو اليوم الذي تنحي قبله بيوم المخلوع مبارك عن الحكم، وترك شركاء الثورة الميدان احتفالاً بالنصر، واستعدادًا للتفاوض والتشاور مع المجلس العسكري، أن النظام لم يذهب ولم يتحرك قيد أنملة ومازال مسيطر على الأمور، ويفعل بالبلاد أيضًا ما يشاء، وبشركاء الميدان أيضًا الذين كانوا يهتفون بصوت رجلٍ واحد، والذي جعلهم يحرضون على تمني قتل فصيل أو آخر.

تلك هي ملخص الحكاية الطويلة التي نعيشها منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتم اللعب عليها طوال السنوات الستة الماضية، فنظام العسكر الذي خرجت الجماهير ضده ليبتعد عن حكم البلاد ويهتم بحماية الحدود، أصبح هو حاكم البلاد الآن، وصور الأمر أنه مطلب شعبي، وبعد عامين أو أكثر اكتشف الجميع تلك الخديعة، التي يكررها الآن وبشكل أكثر فظاظة.

ومع مرور الوقت وثبوت كذب العسكر، اتجهت جموع المصريين إلي الإعلام الرافض للنظام، الذي قد يتسرب له معلومات فى الفترة القادمة، بما سيسمي بطولات حجازي، التي سيتم فيها دس السم فى العسل، وفى النهاية نجد أن أحد أكبر أبناء نظام العسكر الذي قتل واعتقل وظلم، هو المنقذ للبلاد.

وما سبق لا يُعني من قريب أو بعيد، أن الإعلام المناهض للنظام، الذي نحن فى صحيفة الشعب جزء منه، هو مغيب وينقل دون تحري أو دقة، ولا يعني أيضًا أن مناهضي النظام من المتابعين قد يكونوا أقل منه فيما يعرض، ولكن توالي الأحداث كما سنذكرها فى الفقرات القادمة، ستؤكد وتوضح ما نحاول إيصاله للقارئ.

فبدايةً نقول واهم من يظن أن العسكر سوف يتركون الحكم لرئيس مدني، وإلينا بما فعلوه مع "مرسي" والإخوان خير دليل علي ذلك، فهم يهيئون الأمور، لأن يكون البديل للحاكم العسكري، عسكري آخر يتم تحضيره ليكون بديلاً عن "السيسي" إذا تأزمت الأمور وصحة الأخبار المتداولة أن هناك غضب غربي ورغبة بإن يبتعد قائد النظام، عبدالفتاح السيسي عن سدة الحكم.

وهذا ما يحاول النظام استغلاله فى إقالة الفريق محمود حجازي، رئيس أركان القوات المسلحة المقال، وصهر "السيسي" وأحد أبرز المقربين له، فالغموض الشديد الذي يُحيط بسبب الإقالة يُشير إلي سيناريوهات عدة، أبرزها وإن كان ضعيفًا، هو أن النظام يستشعر بالخطر من عدم قدرة "السيسي" على الترشح لفترة رئاسية ثانية، وأنه تأكد من رغبة الغرب فى عدم ترشحه مرة آخري نظرًا للاحتقان الشديد الموجود فى الشارع المصري، لهذا يحاول تحضير "حجازي" ليكون بديلاً عنه.

فلا يُعقل بأي حال من الأحوال أن يُطيح "السيسي" بأقرب رجاله ومن أكثر المخلصين له بتلك الطريقة دون أن، يكون هناك سيناريو خفي يتم التحضير له حاليًا.

وهذا يستحضر الهتافات التي كانت تنطلق فى ميدان التحرير وفي التظاهرات التي تلت تنحي المخلوع مبارك، والتي كانت تطالب بإقالة المستشار عبدالمجيد عبدالله، النائب العام المعين من قِبل المخلوع، وعندما أصدر الرئيس مرسي قرار الإقالة، ثارت الدنيا وقامت ولم تقعد على ذلك القرار، وأصبح عودة، عبدالمجيد مطلب شعبي، كما كان مطلب تنحيه والتحقيق معه مطلب شعبي أيضًا.

فالنظام يمتلك قدرات إعلامية كبيرة للحشد، وهذا ما انكشف فى التسريبات التي نشرت فى الأعوام الثلاثة الماضية.

وعلى الرغم من ضخامة تلك الآله إلا أنه يلعبها الآن بذكاء شديد، حيث أنه سيجعل إعلام الشرعية الرافض لنظام العسكر، هو من يروج لحجازي على أنه بطل شعبي، فعدد من الصحف والمواقع التي تكتفي بمعارضة النظام فى بعض الأمور، تتجه إلي تصوير حجازي بإنه الرجل القوي الذي رفض سياسات "السيسي" رغم أنه جزء أصيل منها، وهو ما سيتجه إليه عدد من الإعلاميين الذين يظهروا كمعارضين للنظام قريبًا (على الرغم من صمتهم الآن).

وكل ما سبق المقصود به إعلام الشرعية ومؤيدية لأنهم بالفعل هم القوة العقلية الأكبر والتي يتجه إليها معظم المصريين الآن، فيقوموا بالتسويق لحجازي، الذي ينشر الجميع تكهنات إقالته والتي تعددت رغم ضعفها الشديد، فلا يعقل أن ينفصل جزء من جسد النظام بتلك السهولة أو يصبح ضده بأى حال من الأحوال.

ومع مرور وقت قصير تخرج معلومات مسربة من داخل النظام، يمتلئ فيها السم الذي يمزج بالعسل، لتوصيف حجازي، بإنه الرجل الذي عارض "السيسي" ودفع الثمن، وهو الأحق بخلافته لأنه مخالف له وسوف ينحاز للشارع المصري، ولنا فى ذلك السيناريو مواقف عديدة، لرجال كان المطلوب محاكمتهم أثناء الصورة، وأصبحوا الآن رجال الدولة وحكامها مع العسكر.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الثلاثاء 31 اكتوبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com