Akhbar Alsabah اخبار الصباح

ثمن المصالحة بين حركة فتح وحماس

كتائب القسام جمل قصيرة في شأن المصالحة الفلسطينية:

1. الخلاف بين حماس وسلطة فتح ليس أمر هينا، هو بحجم الفارق بين الجهاد والعمالة.. ولهذا لم تنجح مصالحة سابقة لأن المعركة عمليا معركة صفرية.. كل تقدم لحماس فهو بالضرورة خصم من عباس، وكل تقدم لعباس هو بالضرورة خصم من حماس.

2. إن لم يكن في قيادة حماس من قرر الانهزام أو الاستسلام أو التراجع فالمصالحة ستفشل كغيرها من المحاولات السابقة.. حتى مع الظروف التي تحيط بالوضع الآن والتي تؤشر إلى أن الأمر قد يكون مختلفا.

3. إن كان قرار قيادة حماس الجديدة المصالحة بأي ثمن.. فهذا في الحقيقة هو الهزيمة والانكسار.. ونستطيع إيجاد الكثير من الأعذار والمبررات التي قد تفضي بكل مجاهد إلى الهزيمة بعد العجز.. وأكثر تجارب الجهاد والمقاومة في القرنين الأخيرين انتهت إلى الهزيمة لأسباب كثيرة، بداية من انهزام المماليك والمقاومة المصرية أمام الحملة الفرنسية وانهزام عمر مكرم أمام محمد علي باشا ومرورا بطابور طويل فيه أسماء لامعة كعمر المختار والقسام والخطابي وحسن البنا وتجارب أفغانستان والجزائر والعراق.

نعم.. قد يسقط المجاهد ويعجز عن تحقيق النصر، ولو بعد الصمود الطويل.. وقد صمدت حماس 11 عاما في ظروف مستحيلة وجاءت الرياح من كل جانب بما لا تشتهي سفنها، فعجزوا عن مواصلة الصمود والبقاء. (وأكرر القول: هذا إن كانت قيادة حماس قررت بالفعل أنها ستحقق المصالحة بأي ثمن).

4. المشكلة الأضخم والأقسى هي أن يُنظر لهذا التراجع على أنه حكمة وبعد نظر وإلقاء بالعبء على السلطة والتفرغ للمقاومة و... و... و... إلى آخر تلك الأسباب التي تقال في مثل هذا الموقف.

المشكلة الأضخم في تاريخ الحركات الإسلامية المعاصرة هو تسويق الهزيمة على أنها نصر، واختراع معايير جديدة للنصر والهزيمة، ومعايير جديدة للحكمة والعقلانية، ومعايير جديدة للتراجع والاستسلام.. وهو ما يُنتج تشوهات شنيعة يُؤصل لها فكريا وشرعيا بجيوش المبررين.. حتى تصير الحكمة هي ما فعله برهامي في مصر وهو نفس ما فعله نحناح في الجزائر وما فعله الغنوشي في تونس.. تسليم البلاد للعملاء وتسويق هذا على أنه حكمة وبعد نظر بل وعلى أنه الموقف الصحيح شرعا وعقلا!

وبينما ينبغي أن تتوجه العقول لتقييم التجربة وتحديد مواضع الخلل وماذا كان ينبغي أن نفعل على الأقل لتوريث التجربة بأمانة للجيل القادم أو لتجربة قادمة.. تتوجه العقول إلى محاولة رفع الإصر والأغلال التي توضع على الفطرة وتشوه الفكر وتعمي العيون، فتكون المعركة بين إثبات أن هذا تراجع أو أنه تقدم، إثبات إن كان نصرا أم هزيمة.. وهي والله معركة أقسى من الهزيمة نفسها.. هي هزيمة للعقل والفطرة وتشويه للأجيال والتجارب وإنتاج أفكار مشوهة تفلسف المر لتجعله حلوا وتزخرف الباطل لتجعله حقا.
سياسة | المصدر: محمد إلهامي | تاريخ النشر : الثلاثاء 03 اكتوبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com