Akhbar Alsabah اخبار الصباح

عمرو أديب يتسبب فى فضيحة للنظام

مهدي عاكف استنكر عدد كبير من الأطباء والنشطاء من طوائف مختلفة، قيام إعلام النظام بنشر فاتورة علاج مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، مهدي عاكف، الذي توفي بعد معاناة شديدة مع المرض، بالقصر العيني، مشيرين إلى أن الأمر طبيعي، بالأخص أن أسرة "عاكف" هي من تكلفت بالفاتورة وليست الدولة.

وهذا ما عرضه الإعلامي الموالي للنظام، عمرو أديب، الذي أراد أن يستغل الموقف لصالح النظام، والكشف عن أن قادة الإخوان يكلفون البلاد ملايين الجنيهات داخل محبسهم، لكن الحقيقة التي كشفها الجميع والمتابعون للأمر، أن أسرة عاكف هيا من تكلفت بعلاجه بالكامل، مما تسبب فى فضيحة جديدة للنظام كان بطلها عمرو أديب.

وقال أطباء عن تسريب الفاتورة، أنه مخالف للأعراف والأخلاق الطبية، لافتين إلى أنه وإن كان لا يوجد نص في قانون نقابة الأطباء يعرض مدير المستشفى للمساءلة القانونية، إلا أن نشر فاتورة مريض إعلاميا دون موافقة أهله أمر "غير لائق" ويحق لأهله مقاضاة مدير المستشفى قضائيا لتسريبه الفاتورة دون موافقة أهل المريض.

ووصف الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء الدكتور "رشوان شعبان"، خروج فاتورة لمريض سواء كان متوفيا أو لا بأنه "شيء غير أخلاقي"، مشيرا إلى أنه "من الممكن الكشف عن فاتورة مريض وليس هناك عقوبة حيال هذا التصرف ولكن تسريبها "تصرف غير أخلاقي".

وتابع: "ماذا يريد عمرو أديب أو غيره؟ المفروض أن يتحدث عن عدم خروجه (عاكف) بالإفراج الصحي فهذه جريمة إنسانية أن يظل بالسجن طوال هذه الفترة".

وقال "د.رشوان" في تصريحات صحفية إن الكشف عن الفاتورة إعلاميا "لا يعرض الكاشف عنه لعقوبة أو مجلس تأديب من قبل النقابة"، ولكنه تساءل: "ماذا يريد هؤلاء من نشر الفاتورة إعلاميا؟ هل يحاسبوه بعد وفاته؟ لماذا مرض أو لماذا علت فاتورة علاجه؟" مستدركا: "ماذا يريد هؤلاء من رجل بين يدي الله الآن؟".

وأضاف: "يكفي أن أسرته تنازلت عن علاجه مجانا على نفقة الدولة لأنه سجين وهذا حقه، ودفعت نفقات علاجه كاملة، فهل العيب عليه لأنه مريض مسن أو أن أسرته دفعت تكلفة علاجه؟".

وكشف الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء في تصريحه أن قيمة الفاتورة لا تعد كبيرة بالدرجة التي تصورها بعض وسائل الإعلام فهناك فواتير تخرج بعدة ملايين من الجنيهات لا 1.6 مليون، وقيمة عملية قسطرة للقلب فقط تتعدى 65 ألف جنيه".

ولفت إلى أن أسرة المرشد السابق هي التي من قامت بدفع تكاليف العلاج فلو كان العلاج على نفقة الدولة لما كانت هناك فاتورة من الأصل".

وأضاف: "الأحق بالكلام عنه هو موت مريض تسعيني بالمستشفى وهو تحت الحبس الاحتياطي دون أن يفرج عنه صحيا، فالمريض السجين من المفترض أن تصرف الدولة على علاجه، وهناك عنبر في مستشفى القصر العيني اسمه عنبر السجناء لعلاج السجناء على نفقة الدولة".

وتابع: "إلا أن هذا لم يحدث مع المرحوم مهدى عاكف فأسرته هي من دفعت تكفلة علاجه، وعيب أن يتم الكلام عن تكلفة علاج مريض أصبح بين يدي الله الآن".

وتساءل: "لماذا الجدل الآن على قيمة الفاتورة والمرشد السابق من أسرة غنية تمتلك أراضي وعقارات ومزارع؟!".

وقالت عضو نقابة الأطباء الدكتورة امتياز حسونة، إن أسرة "عاكف" يحق لها مقاضاة إدارة مستشفى قصر العيني أمام القضاء، بعد خروج هذه الفاتورة، لأنه تم عرضها علنا دون موافقة الأهل".

وأشارت إلى أن "الفاتورة من خصوصيات المريض وليست للنشر، ولا يحق لأحد الاطلاع عليها إلا بموافقة المريض أو أقاربه من الدرجة الأولى"، منتقده قيام مدير المستشفى بالسماح بعرض الفاتورة على شاشات الإعلام لأن "ذلك ليس من آداب المهنة".

وانتقدت الناشطة الحقوقية "ليلي سويف" د.نبيل عبدالمقصود لتسليمه التقرير والمعلومات المتعلقة بمريض توفي في المستشفى عبر التليفزيون، معتبره ذلك "تصرف غير لائق"، و"يخص آداب مهنة الطب".

وقالت "سويف" -وهي والدة الناشط المسجون علاء عبدالفتاح، عبر حسابها على فيس بوك- إن "المعلومات التي نشرت لا تدين الذين تكفلوا بعلاج مهدي عاكف (كما ذهب المذيع أديب) وإنما تدين أجهزة الدولة المفروض أنها كانت تتكفل بنفقات علاجه طالما هو محبوس احتياطيا".

وعرض عمرو أديب في حلقة برنامجه نص التقرير الذي كتبه الدكتور نبيل عبدالمقصود، مدير مستشفى قصر العيني، ويتضمن تكلفة فاتورة علاج الشهيد مهدي التي تقدر بمليون و645 ألف جنيه (حوالي 88 ألف دولار).

وعلى الرغم من أن التقرير يؤكد أن اسرة المرشد السابق هي التي دفعت الحساب بالكامل ولم تتكفل الحكومة المصرية ولا وزارة الداخلية التي كانت تسجن المرشد في مقره الطبي بالمستشفى وتمنع الوصول إليه، فقد سعت لجان السيسي لتشويه الشهيد ونشر أكاذيب وادعاء أن الحكومة قامت بعلاجه بهذا المبلغ.

وكان أديب برر في حلقة سابقة عدم العفو الصحي عن مهدى عاكف، بأن الإخوان لم يصدروا قرارا بالعفو الصحي عن الرئيس المخلوع مبارك في سنة حكمهم، ما أثار سخرية النشطاء ضده لأنه لا وجه للمقارنة بين الرئيس المخلوع الذي تم خلعه بثورة وكان يعيش في جناح فندقي في حماية الجيش، وبين الشهيد الذي كان يمنع عنه العلاج وهو في المستشفى.

متسائلين: لماذا لم يعرض فاتورة علاج الرئيس المخلوع الذي مكث 4 سنوات في جناح خاص بمستشفى القوات المسلحة على حساب الدولة.

وقال مصدر في فريق الدفاع عن المرشد الراحل إن "عاكف" من "أسرة ثرية، وتعتبر من الأعيان، والمبلغ المدفوع لا يزيد الآن عن تكلفة بيع شقة في أحد الأحياء المتوسطة وهو ما تقوم به أي أسرة لمحاولة إنقاذ حياة أبنائها".

وقال المصدر: "ليس معنى أن عاكف كان ينزل في جناح بالمستشفى أنه كانت تتوافر له الرعاية، إذ تقوم قوات الشرطة التي تحرسه بتوثيق المرضى في أسرة المستشفيات ويضعونهم تحت حراسة مشددة حتى داخل المستشفيات ولا يفرجون عنهم ولا يسمح لأهلهم بزيارتهم إلا من خلال الحراسة".

ونشر نشطاء رسالة بعث بها أحد الأطباء قبل وفاة عاكف للمسئولين في مستشفى القصر العيني ولنقيب الأطباء ولعميد كلية طب مستشفى قصر العيني، يطالبهم بالتدخل لأنه "ممنوع عنه الرعاية الطبية، بما في ذلك المسكنات، رغم وجوده داخل المستشفى".

وجاء في الرسالة: "هو (عاكف) الآن في حالة حرجة، وقد بلغنا أن ضغطه انخفض بشدة، والأمن رافض نقله للرعاية المركزة على الرغم من قرار الأطباء".

ويطالبهم الطبيب، غير المعروف اسمه، بالتدخل "إعمالاً لشرف القسم الذي أقسمتم عليه، بتقديم الرعاية الطبية لكل مريض"، و"نطالبكم بالتدخل لممارسة دوركم وواجبكم، وتوفير الرعاية اللازمة له والتي يمنعها عنه تعنت أجهزة الأمن".
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الخميس 28 سبتمبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com