تغيرات اجتماعية في المملكة تزامنًا مع صعود «ابن سلمان»

مع صعود محمد بن سلمان إلى أضواء الملكية وتوليه منصبي وزير الدفاع وولي العهد، بعد الإطاحة بالأمير محمد بن نايف، طرأت تغيّرات كبرى في المجتمع السعودي تزامنًا مع «التغيير الشامل» لولي العهد وإعداده لخلافة والده على كرسي العرش.

وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا، باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية «بما فيها إصدار رخص القيادة» على الذكور والإناث على حد سواء.

وأكد أنه سيتم تشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات: الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية وذلك لدراسة الترتيبات اللازمة لتنفيذ ذلك، وعلى اللجنة الرفع بتوصياتها خلال ثلاثين يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ اعتباراً من 10 شوال المقبل 1439 هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه.

وقالت هئية كبار العلماء في السعودية إن المرسوم الملكي الذي صدر اليوم بخصوص السماح لقيادة المرأة للسيارة يعد من الأمور المباحة بحسب المرسوم الملكي.

وبدأت ملامح السعودية الجديدة بمقترح إلغاء «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ثم السماح لسيدات بقيادة السيارات ومشاركتهن في رياضات مختلفة وظهورهن في الشوارع يرقصن.

وفي التقرير نرصد أبرز هذه الملامح:

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لسعوديين، رجالًا ونساءً، يرقصون مع بعضهم بعضًا أثناء احتفالات المملكة بعيدها الوطني السابع والثمانين.

وظهر الرجال يلوّحون بالأعلام السعودية وأشمغتهم، ومن خلفهم شعار «المملكة 2030» الذي يتبناه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهم يرقصون على أنغام الشيلات، أمام مجموعة من النساء أخذ الحماس بعضهن ورقصن أيضًا.

قيادة المرأة للسيارات

وفي أبريل 2015، ألمح محمد بن سلمان إلى قرب السماح للمرأة بقيادة السيارة؛ حسمًا للجدل الدائر منذ سنوات بعد تقليص صلاحيات «هيئة الأمر بالمعروف».

وقال ابن سلمان لصحيفة «بلومبيرج» الأميركية إنّ هذا الأمر يحتاج إلى وقت، مدعيًا أنّ «النساء الأميركيات اضطررن إلى الانتظار طويلًا للحصول على حقهن في التصويت؛ لذلك نحن بحاجة إلى وقت».

وقوبلت تصريحاته بردود فعل متفاوتة في الشارع السعودي؛ فاعتبر البعض أنّه «في حال سُمح للمرأة بقيادة السيارة فالمجتمع كله مقبل على مشكلات عديدة؛ لتزامن القرار مع تقليص صلاحيات الهيئة».

إلغاء «الأمر بالمعروف»

وبعد خطوات اتخذتها المملكة في هذا المضمار الجديد، يعتزم مجلس الشوري التصويت على مقترح بإلغاء «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الدينية الشرطية الأكثر نفوذًا، وضمها لتصبح فرعًا من وزارة الشؤون الإسلامية؛ في محاولة لكتابة شهادة وفاتها بصورة شبه كاملة.
مجلس الشورى السعودي

وادّعى عطاء السبيتي، عضو مجلس الشورى وصاحب الاقتراح المقدم بجانب زميلين له، أنّ هذه الخطوة لها مبرراتها؛ أوردتها صحيفة «عكاظ» السعودية نقلًا عنه، قائلًا إنّ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الناحية الشرعية واجبة على كل مسلم، وليست هناك حاجة لتنظيمها في هيئة واحدة.

وادعى أنّ النصوص الشرعية التي تدعم هذه الشعيرة لم تشر إلى وجوب تكوين جهاز أو هيئة ذات كيان مستقل، ومن ثم إمكانية تضمينها في إدارات وهيئات أكثر شمولًا وتنوع كوزارة الشؤون الإسلامية.

تسييس الدعاة

ولعل التصريحات التي أدلى بها إمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس عن الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها تجسد هذا التوجه، وكشفت تحوّل رجال الدين إلى أداة لدعم النظام وتوجهاته بصرف النظر عن تعارضها مع أحكام الشرع.

وادعى عبدالرحمن في مقابلة مع قناة الإخبارية السعودية: السعودية والولايات المتحدة قطبا هذا العالم في التأثير، وبزعامة الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقودان العالم والإنسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والاستقرار والازدهار.

منتجع البحر الأحمر السياحي

وتنتوي المملكة إقامة منتجع سياحي كبير على البحر الأحمر، عبر تحويل مئات الكيلومترات من البحر إلى منتجع يخضع إلى قوانين خاصة توائم القوانين والمعايير العالمية دون النظر إلى قوانين السعودية، وهو المشروع الذي سينشأ على 50 جزيرة في مساحة قدره 34 ألف كيلومتر مربع، والمتوقع الانتهاء منه في عامين، ويُسمح فيه بوجود الأجنبيات دون أيّ قيود على ملابسهن.
مشروع البحر الأحمر

تخفيف القيود على المرأة

بعد عقود من أمر التيار الديني السعودي تجاه قيادة المرأة السيارة وخروجها دون محرم، ما سبّب انتقادات حقوقية للمملكة؛ حصلت المرأة السعودية على مزيد من الحقوق ضمن الرؤية الجديدة للمملكة، منها حرية الذهاب والتنقل والعمل دون مرافق.
امرأة سعودية تقود سيارة

إضافة إلى السماح لها بحضور فعاليات اليوم الوطني السعودي داخل استاد الملك فهد بالرياض، في سابقة هي الأولى من نوعها، بخلاف ما يتردد بشأن حقوق أخرى ستحصل عليها السعوديات في المدة المقبلة؛ مما يعكس حجم النقلة التي تخطوها المملكة في هذا المجال.