الصين تفجر مفاجآتها بوجه الدولار

تتقلب السياسات الاقتصادية الدولية، حسب ما يصب فى مصلحة كل دولة، وبالأخص الدول الكبرى التى تعرف كيف تدير اقتصادها دون الارتباط بشكل كامل بالعملة الأمريكية (الدولار)، الذى يعد انتكاسة كل الأوقات.

ولعل الأحداث الأخيرة التى تشهدها شبه الجزيرة الكورية، هى خير دليل على ذلك الأمر، حيث جعلت كبريات الاقتصاديات والمستثمرين حول العالم يلجئون إلى الذهب كملاذ آمن، وعلى رأسهم الصين، التى قررت التعامل بالذهب فى عقود البترول.

ويقول هاني توفيق -الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية الاستثمار المباشر سابقًا- إن سعر الدولار سيشهد انخفاضا مقابل ارتفاع الذهب الفترة المقبلة، مرجعا ذلك إلى إلغاء الصين العقود المستقبلية للبترول وقرارها بالسداد بالذهب كبديل عن اليوان أو الدولار.

وأضاف توفيق، أن هذه الخطوة من الصين تترتب عليها نقلة نوعية فى أهمية الدولار وانخفاض نسبى فى أهميته كعملة التسوية الوحيدة فى العالم حتى الآن.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن التوترات العسكرية بين أمريكا وكوريا خفضت من الدولار لصالح الذهب، الأمر الذى أدى إلى حدوث هذه الارتفاعات، مشيرا إلى أن السوق العالمية مرتبطة بصورة كبيرة بأى توترات سياسية أو عسكرية، خاصة مع القوى الكبرى، إلى جانب أى تراجع أو زيادة فى سعر الدولار سيؤثر بشكل كبير فى السعر العالمى للأوقية ومن ثم يؤثر على سعر الذهب فى مصر.

وأكد توفيق أن تحويل 10% من مدخرات المستثمرين إلى ذهب يعتبر ملاذا آمنا "استثمار آمن"، فيمكن للذهب أن يساعد في الحماية من التضخم أو الانكماش، كما يمكن اعتباره ملاذًا في حالة الاضطرابات السياسة والاقتصادية.