Akhbar Alsabah اخبار الصباح

قصة حقيقية مع برادعاوي

د.حسام أبو البخاري قابلني فى ميدان التحرير فى احداث نوفمبر وديسمبر 2011 وجدته مبتسما ذو وجه طيب , اقترب منى وسلم علي وقال لى بالرغم انى ليبرالي الا انى احترمك جدا واقدر مواقفك !
فشكرته و دعوت له وتناقشنا فى الوضع الميدانى والعسكر وخلافه وفى نهاية حديثنا قلت له لماذا انت ليبرالى ؟
قال لى من أجل الحرية والتسامح وقبول الاخر !
نظرت اليه منصتا ومحاولا للفهم والتعمق وبادرته بسؤال وهل الاسلام ينقصه كل تلك الافكار والمباديء وكيف يكون الاسلام دين الله خالق الخلق و لا يحتوى على كل ما تحتاجه البشرية من اقامة حياتها وديمومة تطورها ؟!
فنظر الي بتمعن غريب لم ألحظه من قبل على وجوه الليبراليين !
تمعن يشى بعقل ناقد وغير منقاد !
فتوقعت منه السؤال البدهى التقليدى الاستهلاكى " ومن قال لك ان الليبرالية دين ؟ أو انها مضادة للدين ؟!"
لكنه فاجئنى ولم يسأله !

بعدها بحوالى شهر قابلته مرة أخرى فى ميدان التحرير وقابلني كعادته بوجه بشوش وروح دافئة وما أن سلم علي حتى وجدته يقول لى انا فكرت فيما سألتني فيه وانا الان لست ليبرالى والسبب فى هذا حضرتك !

تذكرت قصة هذا الشاب التحريراوي وأنا اراجع ما كنت قرأته منذ فتره لبرتراند رسل عن الليبرالية فى كتابه حكمة الغرب , من انها بروتستانتينية فى المحل الاول وانها تطويرا للفكرة البروتستانتينية القائلة ان على كل فرد ان يسوى أموره مع الله بطريقته الخاصة !

وانها , يقول رسل , كانت من نتاج تحرر الطبقة الوسطى من قيود وضعتها الارستقرطية على المستوى التجارى والصناعى !

وانها كانت قوة للخروج من ضروب الطغيان السياسى والدينى والاقتصادى والعقلى والحروب الدينية فى القرون الوسطى !

فقلت فى نفسى كيف نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟!
كيف نسلم عقولنا لاصحاب الشعر المنكوش والعقل الاصلع من الذين لم يقرأوا الاسلام ولا قرأوا الليبرالية ولا قرأوا السياقات التاريخية ولا البنى التحتية للمفاهيم ؟!
ان محمد صلى الله عليه وسلم كان نبيا و عابدا متعبدا وكان قائدا للمعارك وكان سياسيا يعقد المعاهدات وكان قاضيا واقام دولته المدنية فى المدينة قبل ان يكتمل الوحي الديني كما قال لهم كبيرهم شاكر النابلسى!.
سياسة | المصدر: د.حسام أبو البخاري | تاريخ النشر : الجمعة 05 اكتوبر 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com