Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الممالك الخليجية تدافع عن حصون عروشها

الممالك الخليجية إعتبر محللون سياسيون، أن الخطوات التصعيدية التي يتخذها محور السعودية والإمارات ومصر والبحرين ضد قطر، ليس حديث العهد، مشيرين إلى انه تكرار لما حدث في 2014 بعد تنفيذ عدة إجراءات شبيهة ضد قطر، وتم الوصول في النهاية لحل الأزمة بعد شهور من التفاوض، لكن يبدو أن الوضع الحالي أكثر صعوبة وتم تدبيره بعناية ولذا يجب النظر إليه بجدية أكبر.

وتشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر، بعد قطع عدد من الدول، على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر، العلاقات الدبلوماسية مع قطر، خاصة بعدد عدة خطوات تصعيديه بدأت بإغلاق المجالات الجوية والبحرية والبرية، واخرها إصدار ما يسمي بقائمة الإرهاب التي ضمت نحو 59 شخص و12 كيانًا.

أصدرت كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية، والإمارات والبحرين، بياناً مشتركاً حول ما أسمته "قوائم قطرية للإرهاب".

وذكر البيان، "إن هذه الدول اتفقت على تصنيف 59 فرداً و12 كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، التي سيتم تحديثها تباعاً والإعلان عنها" ، أبرز من فيها فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، رئيس هيئة كبار العلماء، والداعية المصري وجدي غنيم، ومؤسسة قطر الخيرية.

وأضاف البيان: "في ضوء التزام هذه الدول بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه، ونتيجة لاستمرار انتهاك السلطات في الدوحة للالتزامات والاتفاقات الموقعة منها، المتضمنة التعهد بعدم دعم أو إيواء عناصر أو منظمات تهدد أمن الدول".
لماذا الهجوم على قطر ؟

بدأ عدد من المحللين في تحليل أسباب زيادة حدة الأوضاع الآن، ومن بينها تعزيز العلاقات الذي حدث مؤخرًا بين الكيان الصهيوني والسعودية والإمارات ونظام عبد الفتاح السيسي ؛ رغبة منهم في وقف دعم قطر لحماس.

ومن الواضح أن استضافة الدوحة لمؤتمر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهر الماضي ساهم في توتر الأوضاع، وهو ما يفسر الهجوم القوي ضد قطر، الذي حدث في أحد المؤتمرات في واشنطن.

من الأسباب الأخرى التي ساهمت في تفاقم الوضع، هو تواصل الدوحة مع طهران، وهو ما أغضب الرياض وأبو ظبي بعد التقارير التي أفادت بإجراء اتصالين بين الأمير تميم والرئيس الإيراني حسن روحاني، الأمر الذي أشار إلى وجود علاقات قوية بين البلدين.

رغم أن مثل هذه الأسباب كانت عوامل مساهمة في تأجيج الأزمة ، إلا أن الحافز الأهم هو الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة "دونالد ترامب" في تأجج الأزمة.
أمريكا.. الشيطان الأكير

شعرت المملكة العربية السعودية أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة "دونالد ترامب" ، ستكون أكثر حزمًا من الإدارة السابقة، حتى مع رغبة فريق الرئيس الأمريكي في الضغط على السعودية لشراء أسلحة، واستثمار أموالها في البنية التحتية المادية الأمريكية، في الوقت الذي يتعرض فيه الاقتصاد السعودي لضربة قوية؛ مما جعلها في حاجة لاستثمار أموالها في مشاريعها الخاصة.

ربما أعطى ترامب الضوء الأخضر بالتحرك ضد قطر، بعد لقاء فريقه الرئاسي في ديسمبر 2016 مع أمير أبو ظبي ، حينها ناقشوا الوضع القطري الإيراني، ثم استكمل ذلك على هامش رحلته الرئاسية للسعودية ، ومن وجهة نظر الرياض وأبو ظبي، كان ذلك بمثابة الإذن الذي احتاجوه للتحرك ضد جارتهم، ووضع حد لسياسات الدوحة الخارجية التي تأتي عكس مصالحهم.

أما من وجهة نظر البيت الأبيض، فمع توفير السعودية والإمارات ضمانات لحقوق أمريكا في المنشآت العسكرية في قطر، لدى الولايات المتحدة الكثير للفوز به في هذا الوضع.

من المؤكد أن أي تغيير للنظام في الدوحة، أو على الأقل تجميد سياستها الخارجية، سيساعد على التخلص من الصداع المستمر في قلب السياسة الأمريكية ، مع استمرار وزارة الخزانة الأمريكية في جمع أدلة تربط بين السعودية والكويت بالمنظمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة، وُجد ارتباط بعض المواطنين القطريين بهذه المنظمات، وهو ما أدى إلى تزايد الضغوط على وزارة الدفاع لنقل المنشآت العسكرية خارج قطر، إلا أن البنتاجون أكد أنه لا يملك خيارات حيوية مثل قطر.
الشيطان يعظ !

وتعليقًا منه على التصعيد المستمر ضد قطر ، قال الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" ، إن من الجيد رؤية سريان مفعول زيارته للمملكة العربية السعودية، والقمة التى عقدها فى الرياض مع 50 دولة بشأن ما أطلقوا عليه تمويل الإرهاب ومموليه.

وزعم "ترامب" أن قطع العلاقات مع قطر ‏بداية نهاية فظائع الإرهاب، مشيراً إلى أن قادة دول منطقة الشرق الأوسط أشاروا له إلى قطر فيما يتصل بتمويل الفكر المتطرف.

وكتب ترامب على صفحته الشخصية بموقع التدوين المصغر "تويتر": "من الجيد أن نرى أن اللقاء في السعودية مع الملك سلمان و50 دولة أخرى بدأ يؤتي ثماره وتظهر نتائجه، فقد أكدت تلك الدول أنها ستحارب تمويل التطرف، وكل المؤشرات كانت تدل على قطر، لعل هذا سيكون بداية نهاية الإرهاب".
الخوف من هدم الطواغيت !

في أعقاب ثورات الربيع العربي ، شهدت المنطقة العربية وعيًا جديدًا حول مفهوم الحرية وهدم الطواغيت والحكام العرب ، وهو ما اعتبرته السعودية والإمارات تحديدًا ، تهديدًا وجوديًا لنظامهم ، ليس فقط بسبب ازدياد وعي الشعوب ، ولكن أيضًا لتقديمهم حكمًا إسلاميًا بديلًا يستغني عن حكم الممالك الخليجية.

وبدأت قطر في تمويل جماعة الإخوان الملمين في مصر بشكل ملحوظ ، وقدمت لقادتهم تغطية دولية من خلال شبكة الجزيرة، وهو ما وضع الرياض وأبو ظبي في حالة من القلق ودفعهم لتنظيم انقلاب عسكري في مصر عام 2013؛ لتحجيم قطر والإخوان ، وهو ما نجحت فيه الدول الخليجية إلى حد ما في هدفها، لكن استمرار دعم الدوحة للإخوان تسبب في تعظيم الخلاف مع دول الخليج.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الجمعة 09 يونيو 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com