Akhbar Alsabah اخبار الصباح

السعودية تدعم "عنان".. والإمارات تساند "شفيق"

الانتخابات الرئاسية لا شك أن أدهزة النظام المختلفة بدأت تتصارع مع نفسها، أملًا فى تحقيق أعلى المكاسب على حساب الشعب المصري، واتخذت كل فرقة منه سيدًا جديدًا تحارب عنه بالوكالة داخليًا وخارجيًا، ويبدو أن الصراع على الانتخابات الرئاسية القادمة 2018 قد بدأ مبكرًا، بما يرشح لصيف ساخن، ربما لا ينتهي إلا برؤية أكثر وضوحًا عن شكل الدولة المصرية ومصيرها خلال السنوات القادمة.

التسريبات الواردة من هنا وهناك ، والتى تخرج بين الحين والأخر ، تؤكد أن ثمة شيئًا يجري في الكواليس ، ليس في مطبخ صنع الرؤساء فقط ، بل بعواصم خليجية وأجنبية تسبب الوضع الإقتصادي المتردي في مصر أن يكون لها يد وربما طولى في تحديد هوية الرئيس القادم لأكبر دولة عربية ، ليحارب عنها بالوكالة ، مقابل بعض الإمتيازات الشخصية التى تدعمة وتوطد حكمة ، ولا عزاء لأصحاب البلد ومواطنيها.

وقد بدا "السيسي" مصرًا على إيصال رسالة تحمل مخاوفه وتوجساته خلال تصريحاته المختلفة ، لذا فقد كررها مرتين، وكانت المرة الأولى حين قال قاصدًا منصبه: "هو إنتوا فاكريني حسيبها؟ لا والله"، أما المرة الثانية ، فتجلت في قوله بتوتر شديد مخاطبًا المعارضين: "إنتوا مين؟ إنتوا عاوزين إيه؟ " ، بل حملت كلمته ذات مرة ، حين قال أنه يستبعد أن يقوم الجيش بأى انقلاب عليه ، رسائل ذات مخزى عميق ، تؤكد أن الصراحات داخل أجهزة النظام قد تنفجر ليشتد وطيسها فى أى لحظة.

على ما يبدو أن الأبواق الإعلامية للنظام ، بدأت مبكرة في حملة تشوهيه كل ما ينوي أو يفكر في الترشيح لهزلية الانتخابات الرئاسية المقبلة ، حتى وإن كانت من أبناء النظام نفسه ، بل بدأت مبكرًا جدًا وقبل أكثر من عام.
الحرب تظهر فى الأفق !

ربما كانت الحرب الشرسة التى شنتها اجهزة النظام على الفريق الهارب "أحمد شفيق" ، كانت أول المؤشرات التي ظهرت مؤخرًا ، لحرقه مبكرًا من خلال الترويج بأن مصاب بـ"الخرف" و"الزهايمر" ، وان حالته الصحية متردية ، ثم تسريب مصادر مقربة منه أنه يدرس بالفعل الترشح للرئاسة ، ليعود أخر رئيس للوزراء بعهد مبارك ، أميرًا على حكم مصر ، بدعم خليجي كامل ، أملًا منهم في خلق يد جديدة لهم فى مصر بعدما خذلهم السيسي.

المؤشرات تنامت مع ما تردد عن وجود اتصالات بين الفريق "سامي عنان" رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق ، مع بعض رموز المعارضة بالخارج ، وما تردد من مزاعم عن وجود تنسيق بينه وبين القيادي الليبرالي بالخارج والمرشح الرئاسي السابق "أيمن نور".

المؤشرات جميعها تدل على وجود حراك وربما بضوء داخلي من مؤسسات حساسة وخارجي من دول ممولة للبحث عن وجود بديل من داخل المؤسسة العسكرية ذاتها كبديل عن "السيسي" ، وذلك في ظل استمرار حالة الإنهاك الشديدة للإقتصاد وفِي محاولة لتبريد الساحة السياسية المصرية انتظارًا لترتيبات وأوضاع جديدة على الساحة الإقليمية والدولية لايمكن أن تستثنى مصر منها.

بل أن مام خرج فى عدة تقارير مؤكدًا وجود مشاورات رسمية وغير رسمية بين مراكز اتخاذ القرار في دول الخليج خاصة في المملكة العربية السعودية والإمارات عن ضرورة التحسب لوجود بديل مناسب مكان "السيسي" ، حيث كان هناك اجماع على ضرورة أن يكون البديل من داخل المؤسسة العسكرية ذاتها بزعم أن وجود رئيس مدني في مصر لايصلح في الظروف الحالية.
لماذا يتخلون عن "السيسي" ؟!

المؤكد أن شعبية السيسي اليوم هي ليست شعبيته في 2013 ، حيث أدت قراراته المتعاقبة إلى تزايد السخط وعدم الرضا يومًا بعد يوم بين الكثير من مؤديه ، حيث لم يعد الرجل في صدام مع جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين بشكل عام فحسب ، فاتساع دائرة الاشتباه والاعتقال في حق الناشطين من المجتمع المدني ، جعلت منه خصمًا للقوى الثورية والنشطاء السياسيين من الشباب.

وبالطبع لم تسمح الخلافات الإيديولوجية بين التيار الثوري والتيار الإسلامي بتوحيد الصفوف ضد السيسي، وهو ما يجعله في أمان نسبي، لكن هذا لا ينفي أن الرجل أصبح أكثر محاصرة بتعدد الجبهات الرافضة له ولسياسته.

وبالرغم تراجع شعبيته الكبيرة بسبب الأزمات الإقتصادية ، وانعدام الأفق السياسي بالبلاد ، وتراجع أكبر مناصريه من التيارين الناصري واليساري وتيار نظام مبارك عنه ، مازال السيسي يتمتع بدعم المؤسسات السيادية له حتى الآن ، وبما يمكنه من الاستمرار في الحكم لفترة ثانية مع بعض الدعم الدولي خاصة من قبل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ، باعتباره خادمًا مطيعًا للغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، ألا إن السعودية والإمارات لا يردون للسيسي البقاء في هذا المنصب لعدة أسباب.

وفي أوائل ديسمبر من العام الماضي ، غادر السيسي الإمارات قبل ساعات قليلة من وصول العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، وهو ما يؤكد على استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين.

وبعد زيارة استمرت حوالي ثلاثة أيام تزامنت مع الاحتفال بالعيد الوطني للإمارات ، عاد السيسي إلى القاهرة ، ورغم أن ملك السعودية ذهب أيضا للاحتفال بالمناسبة ذاتها، وتكهنت وسائل إعلام مصرية باستغلال الحدث لرأب الصدع بين البلدين، إلا أنهم لم يلتقيا.

وتزايدت فجوة الخلاف السياسي بين مصر والسعودية ، حول ملفات إقليمية عديدة ، حتى ظهرت للعلن مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة في مجلس الأمن الى جانب مشروع قرار روسي بشأن سوريا.

وكان مندوب السعودية في مجلس الأمن "عبد الله المعلمي" صرح في مقابلة تلفزيونية بعد عملية التصويت في مجلس الأمن "كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى التوافق العربي من موقف المندوب العربي المصري".
"سامي عنان".. دعم سعودي في الخارج وأبناء مبارك فى الداخل

شخصية عسكرية بارزة مازال لها اتصالات وتأثير داخل المؤسسة العسكرية ، لا يخفى على أحد أنه صاحب طموح للترشح للرئاسة الماضية ، لكنه تراجع تحت ضغوط وتهديدات ، وربما كان تراجعًا تكتيكيًا.

"عنان" يتمتع بعلاقات عربية قوية خاصة مع المملكة العربية السعودية ، كونه شخصية توافقية بالنسبة لهم ، كما يتمتع بقدرة كبيرة على المناورة والتفكير الاستراتيجي ويؤثر في كل من يلتقيه.

المملكة العربية السعودية أنه الشخصية الأمثل لقيادة فترة رئاسية لتبريد الوضع السياسي والأمني بمصر وبما يمهد لعودة السياحة والاستثمار وإنعاش الاقتصاد بحيث يقل الاعتماد على دول الخليج التي تعاني بسبب تراجع أسعار البترول والأوضاع الإقليمية بما فيها الحرب باليمن وسوريا.

وكشف عدة تقارير عن فصول جديدة في العلاقة المتوترة بين عبد الفتاح السيسي ورئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، الفريق سامي عنان، وأشارات إلى أن هناك أجهزة سيادية علمت بتحركات سياسية لعنان واتصالات عديدة جرت بينه وبين الفريق الهارب أحمد شفيق.

"السيسي" قام بإيصال رسالة لعنان عبر أحد قيادات المجلس العسكري الحاليين ، والذين ما زالت لهم اتصالات برئيس الأركان السابق ، مفادها ألا يحاول الاقتراب من المشهد السياسي في الوقت الراهن حتى لا يثير غضب السيسي، وبالتالي سيكون أمام تبعات لن يقدر على تحمل قوتها ، كما أنه وفي مارس 2016 ، خلال جنازة الشقيق الأكبر لعنان ، بدا واضحاً ما يمر به الرجل في علاقته بالنظام الحالي ، إذ لم يظهر أي مسؤول رسمي خلال الجنازة التي شيعها عدد قليل من الأفراد ، كما أنه خلال مراسم العزاء التي جرت ، في مساء اليوم ذاته ، لم يظهر أي من قيادات الجيش أو المسؤولين الرسميين أو السياسيين في الدولة.

وتقول تقارير أخرى ، أن صراع "عنان" له أبعاد شخصية ، فالسيسي يكرهه بشدة، نظرًا لأن عنان حينما كان رئيسًا لأركان حرب الجيش المصري، عندما كان السيسي رئيسًا للاستخبارات الحربية ، كان عنان يتعمد إهانته وتهميشه ، بسبب قربه من أذن وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي.

كما أوضحت عدة مصادر أن المملكة العربية السعودية تقدم دعمها الكامل لـ"عنان" ، ليحل محل السيسي ، نظرًا لتوافقهم فى عدة قضايا محورية ، خاصة وأن "عنان" ، يعتبر ضمن نظام المخلوع حسني مبارك ، وهو الأمر الذي يير إلى معرفته بخفايا إدارة النظام بشكل أكثر حكمة من السيسي ، وعدم إدخال النظام فى مواجهات مع الفقراء بسبب قرارا ت عشواشية.
الهارب "أحمد شفيق".. ذراع الإمارات الفريد

الفريق الهارب "أحمد شفيق" ، المقيم في أبوظبي ، له شعبية كبيرة بين المحسوبين على نظام المخلوع مبارك والحزب الوطني الفاسد ، حيث يعتبر الإمتداد الطبيعي لهذا النظام ، وترى الامارات التي يقال انها ادخرت "شفيق" لمثل هذا اليوم أنه سيكون الأقدر على قيادة مصر خلال الفترة المقبلة بحيث لن يكون هناك أي انقلاب في سياسة البلاد وخصوصًا تجاهها .

الإمارات لم تعد متمسكة بـ"السيسي" مثل ذي قبل ، وهو ما جعلها تلجأ لسحب مستشاريها من مصر ، ترى أن أي تغيير يجب أن يكون من الداخل النظام ولا ترى في شفيق خروجًا عن قاعدة النظام في حال تم الإضطرار لذلك.

وكانت صحيفة مقربة من النظام العسكري ، ومعروفه بعلاقتها بالأجهزة المخابراتيه ، قد شككت في القوى الذهنية والعقلية للفريق الهارب "شفيق" ، حيث أشارت صحيفة "الدستور" المقربة من أجهزة المخابرات ، في عددها الصادر أمس الخميس ، إلى أن الفريق الهارب "أحمد شفيق" ، مصاب بمرض يفقده القدرة على خوض الانتخابات الرئاسية المزمعة في العام المقبل ، مؤكدة أنه مصاب بمرض الزهايمر ، وأنه فقد جزءًا كبيرًا من الذاكرة والقدرة على التركيز فضلًا على كونه يتلقى علاجًا مكثفًا ، لذلك لن يستطيه خوض ما أسموه "السباق الرئاسي".

ويأتي هذا الكشف في ظل تأكد الأوساط السياسية المصرية والعالمية ، بأن "شفيق" هو الورقة التي ستستخدمها دول الخليج على رأسهم الإمارات ، وبدعم سعودي كامل ، في حال ازدادت الأزمات التي يتسبب بها السيسي، سواء على مستوى الداخل المصري، أو على مستوى التعاون معهما إقليميًا، أو حتى على مستوى مصالحهما في مصر ، حيث ادعت "الدستور" أن دولًا غربية سعت لعزل السيسي ، وتوافقت على تولي "شفيق" ، مرحلة انتقالية ، لكن تحركات السيسي أفشلت الخطة، مشيرة إلى أن الواقعة جرت منذ شهور.

وكشفت "الدستور" أن الفريق الهارب يقود مؤامرات لإسقاط السيسي ، وأنه يتواصل حاليًا مع تيارات سياسية وشخصيات مصرية في أبوظبي لتقديم نفسه كبديل للنظام ، واتهمه "الباز" ، بأنه متورط في "تخطيط واضح للعودة مرة أخرى، ولو على جناح خصومه السابقين".

وقد بثت إحدى القنوات المناهضة للنظام ، منذ أسبوع ، تسريبًا جديدًا للفريق الهارب أحمد شفيق ، وهو يتحدث على السيسي باحتقار شديد ، واصفًا كلام السيسي عن ترشيح المجلس العسكري له بأنه جهل شديد وقلة خبرة ، معتبرًا الأمر في غاية الغرابة ، حيث أنه كشف عن مخطط العسكر للاستيلاء عن السلطة بتضليل الشعب ، مستنكرًا أن يتولى المجلس العسكري الذي يدير البلاد عميلة ترشيح رئيسًا مدنيًا للجمهورية.

في التسريب الجديد الذي بثته فضائية "الشرق" المناهضة للنظام العسكري ، للفريق "أحمد شفيق" ، ظهر المرشح الرئاسي السابق وأخر رئيس حكومة في عصر المخلوع حسني مبارك وهو يتحدث مع شخصية مجهولة ، ويتناول في المكالمة ، قضية ترشح السيسي وقتها للرئاسة بالنقد والتحليل ، واصفًا الأخير بالجهل.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الجمعة 24 مارس 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com